لمن ستقرع أجراس آداب نوبل هذا العام؟

تتجه الترجيحات إلى البحث عن خيوط بيع الكتب في معرض غوتيبورغ الذي كان مخصصا هذه العام لأفريقيا

الأكاديمية الملكية خلال احتفال العام الماضي (رويترز)
TT

في كل سنة في مثل هذا الموسم تسري ترجيحات شتى بشأن جائزة نوبل للآداب سعيا لتحديد ملامح الفائز بها في ظل استحالة كشف اسمه، نظرا إلى السرية المطبقة المحيطة بالمداولات في استوكهولم.

وقدم موقع مراهنات على الإنترنت، الكاتب الكيني، نغوغي وا ثيونغو، كفائز محتمل. وأشارت شركة «لادبروكس» للمراهنات في موقعها على الإنترنت إليه باعتباره المرشح للفوز بالجائزة بنسبة 3 إلى 1، ونغوغي الذي ولد عام 1938، روائي وكاتب مسرحي تخلى عن كتابته بالإنجليزية مقابل الكتابة بلغته الأم «جيكويو»، بينما كان معتقلا في السجن في عام 1977.

والآخرون المرجح فوزهم بالجائزة، التي سيجرى الإعلان عن الفائز بها غدا الخميس، هم المؤلف الأميركي كورماك مكارثي بنسبة 6 إلى 1، والياباني هاروكي موراكامي بنسبة 7 إلى 1.

وأوروبا هي القارة التي حازت على أكبر عدد من جوائز نوبل، لكنها أهملت النساء حتى الآن، كما أن الشعر غير ممثل بشكل مناسب بين الفائزين، فضلا عن أن الأكاديمية السويدية تبدي ميلا إلى الأعمال الأدبية الملتزمة سياسيا.

وترجح توقعات هذه السنة أن تكلل الجائزة غدا شاعرة أفريقية، غير أن كل الاحتمالات الأخرى تبقى واردة، إلى أن يعلن اسم الفائز أو الفائزة. والاستنتاج المنطقي هو أن الجزائرية آسيا جبار ستكون الفائزة هذه السنة. وإن كان اسم هذه الأديبة التي أصدرت إلى جانب روايات كثيرة مجموعة شعرية بعنوان «قصائد للجزائر السعيدة» يرد بانتظام في قوائم المرشحين.

لكن آسيا جبار، التي ورثت مقعد جورج فيديل في الأكاديمية الفرنسية عام 2005، تكتب بالفرنسية، كما أن الجائزة منحت إلى الفرنسي جان ماري غوستاف لو كليزيو منذ وقت غير بعيد عام 2008. لهذا تتجه الترجيحات إلى البحث عن خيوط في قطاع بيع الكتب في السويد. ويتبين هنا أن معرض الكتاب في غوتيبورغ الذي جرى بين 23 و26 سبتمبر (أيلول) الماضي، كان مخصصا هذه السنة لأفريقيا.

وتقول المديرة الإعلامية للمعرض بيرغيتا ياكوبسون ايكبلوم، لـ«فرانس برس»: «لاحظنا اهتماما كبيرا جدا بالمواضيع الأفريقية، وبالتالي قد يكون الفائز كاتبا أفريقيا».

وتضيف «دعونا هذه السنة (الصومالي) نور الدين فرح و(الكيني) نغوغي وا ثيونغو، وكلاهما يمكن أن يفوز بالجائزة»، مشيرة إلى أن «جميع أعضاء الأكاديمية يزورون كل سنة معرض غوتيبورغ».

وتتوقع دار «ألبرت بونيير» للنشر السويدية «مفاجأة هذه السنة أيضا»، بعدما فاجأت الأكاديمية الجميع العام الماضي باختيارها الكاتبة الرومانية الناطقة بالألمانية، هيرتا مولر. وقال المدير الأدبي للدار، يوناس أكسلسون: «أحاول منذ سنوات أن أحزر (اسم الفائز)، لكنني لم أصب مرة». ويوضح أن «المؤشر الوحيد الذي تعطينا إياه الأكاديمية هو أن الفائز ينبغي أن يكون شاهد عيان على أمر ما ذي أهمية بالنسبة للعالم». وإزاء طرح إمكانية أن يطابق هذا الوصف صحافيا، يقول أكسلسون إن الجائزة يمكن فعلا أن تذهب لصحافي لكن بشرط أن يكون «مرآة للعالم»، أو أن يكون «رحالة، كاتب تحقيقات كبيرا مثل ريتشارد كابوتشينسكي، الذي لو لم يمت لكان قد فاز بها قبل ثلاث سنوات في يناير (كانون الثاني) 2007». فمن الحقائق المؤكدة النادرة في هذا المجال أن الأكاديمية لا تكافئ سوى الكتاب على قيد الحياة.

ومن الطروحات السارية أيضا أن الأكاديمية قد تعطي الأفضلية لكاتب ناطق بالبرتغالية بعد وفاة جوزيه ساراماغو، الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1998 في يونيو (حزيران)، لا سيما مع ورود عناصر متفرقة في الإعلام وعلى الإنترنت تدعم هذه الفرضية ولو بدرجات متفاوتة من المصداقية.

ويذكر في هذا الإطار على الإنترنت أن الكاتب إدواردو غاليانو، المتحدر من الأوروغواي حصل على جائزة ستيغ داغرمان عام 2010، تماما مثل لوكليزيو والفريدي يلينكي في العام الذي حصل فيه كل منهما على جائزة نوبل في 2008 و2004 على التوالي. كما تشير إذاعة «صوت روسيا العامة» على موقعها الإلكتروني إلى أن الكاتب الشيشاني الناطق بالروسية كانتا إبراهيموف مدرج على قائمة الأكاديمية السويدية للمرشحين. ويمكن الأخذ أيضا بعناصر أكثر عاطفية لإصدار التوقعات، مثل مرافعة مؤثرة نشرها شاعر في صحيفة «سفينسكا داغبلاديت» دافع فيها عن الشعر والشعراء.

وكتب بيورن هاكانسون في مقالته إنه منذ البولندية فيسلافا شيمبورسكا عام 1996 «مضت ثلاث عشرة سنة من دون شعر، هذا لم يحصل مرة في تاريخ جوائز نوبل»، مضيفا ربما أن الطابع غير المادي للشعر الذي لا يدر أي أرباح تجارية لم يكن يجعله غير جدير باهتمام الأكاديمية.

أما بالنسبة للذين يعجزون عن الخروج بأي فكرة مبتكرة أو ترجيح مغاير، مثلما تفعل الأكاديمية في أغلب الأحيان، فيتمسكون بتلك الأسماء التي تعود بانتظام في كل سنة، وهم الشعراء: السوري أدونيس، والكوري كو أون، والسويدي توماس ترانسترومر، والروائيان الأميركيان فيليب روث وكورماك مكارثي، والكاتبة الأميركية جويس كارول أوتس، والكنديتان مارغريت أتوود وأليس مونرو، والإسرائيلي عاموس عوز، والبيروفي ماريو فارغاس يوسا.

وأخيرا هناك المراهنون على أسماء الفائزين وما تحمله آراؤهم من اعتباطية، وفي هذا الإطار كان الكاتب من الباراغواي نستور أماريا الأوفر حظا في دار المراهنات «يونيبيت»، فيما كان ترانسترومر الأقل ترجيحا لدى «لادبروكس».

ومن بين الشعراء المحتمل فوزهم بالجائزة، السويدي توماس ترانسترومر، والشاعر السوري المولد، علي أحمد سعيد إسبر، المعروف بـ«أدونيس»، والكوري كو أون. وترانسترومر لديه أفضل الفرص عن الآخرين بنسبة 9 إلى 1. وحصل مؤلف أسترالي، يدعى جيرالد مورنان، بشكل مفاجئ على المرتبة نفسها مع أدونيس، بنسبة 11 إلى 1، وهو اسم دائم على القائمة. وكان الألماني هيرتا مولر الروماني المولد، قد فاز بالجائزة العام الماضي. وتقدر قيمة جائزة نوبل للآداب بعشرة ملايين كرونة سويدية (1.5 مليون دولار)، ويمنحها رجل الصناعة ومخترع الديناميت ألفريد نوبل.

وتمنح جوائز نوبل أيضا في الطب والفيزياء والكيمياء والسلام. ومنذ عام 1968 تمنح أيضا جائزة للعلوم الاقتصادية، وهي جائزة لم يهبها في بادئ الأمر ألفريد نوبل.

وتقام مراسم تسليم الجوائز في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل في استوكهولم وأوسلو، وهو يوم الذكرى السنوية لوفاة نوبل عام 1896 في مدينة سان ريمو الإيطالية.