في بادرة جميلة، دعت منظمة اليونسكو في بيان لها من باريس، أمس، جماهير الطلاب والخريجين إلى إرسال قصص وصور وأفلام فيديو تعبر عن الإجلال للمعلمين «الذين شاركوا في تعافي بلدانهم من الكوارث الطبيعية والنزاعات وغير ذلك من الأزمات»، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمعلم في الخامس من الشهر الجاري. ومن المقرر أن تنشر القصص والصور التي يقع عليها الاختيار على موقع إلكتروني خصصته المنظمة لهذا الحدث.
ويشكل موضوع اليوم العالمي للمعلمين لهذا العام والذي يجري الاحتفال به تحت عنوان «الإنعاش يبدأ مع المعلمين»، تعبيرا عن التقدير الذي يحظى به العاملون في هذه المهنة في عمليات إعادة البناء الاجتماعية والاقتصادية والفكرية. ومن بين المعالم البارزة في احتفال اليونسكو باليوم العالمي للمعلمين هذا العام تقديم أحدث الإحصاءات المتعلقة بنقص المعلمين في العالم، وافتتاح معرض لصور تبين المعلمين الذين يعملون في ظروف بالغة القسوة. ومن المقرر أن يتبادل معلمون ينتمون إلى بلدان تعيش أوضاعا متأزمة، خبراتهم فيما يخص معالجة الأزمات من خلال مناقشات تجري في مقر اليونسكو بباريس.
وجاء في بيان مشترك، وقع عليه بمناسبة يوم المعلم كل من المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، والرؤساء التنفيذيون لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة العمل الدولية، والاتحاد الدولي للمعلمين، أن «المعلمين يوفرون الاستمرارية وتجديد الطمأنينة. وعندما يعطي المعلمون الأمل في المستقبل ويوفرون بنية وإحساسا بعودة الأمور إلى مجراها الطبيعي، فإنهم يساعدون على تخفيف آثار النزاعات والكوارث والتشرد.أما دعم المعلمين في أوضاع ما بعد النزاع فإنه يمثل استثمارا لتحقيق السلام والتنمية».
ونقل البيان الصادر عن اليونسكو عن إيرينا بوكوفا قولها: «إن المعلمين هم بناة السلام. فهم يمهدون السبيل للعيش المشترك، وذلك عن طريق تعزيز قيم الاحترام والتسامح والتفاهم المشترك والتضامن. كما أن المهمة التي تقع على عاتقهم إنما هي أكثر حيوية من أي وقت مضى في مجتمعاتنا التي تتسم بمزيد من الترابط والتعدد الثقافي». وستفتتح بوكوفا معرضا للصور بهذه المناسبة.
وتجدر الإشارة إلى أن تخصيص يوم للمعلم هو مناسبة للاحتفاء برسل المعرفة وتوجيه الاهتمام بأوضاعهم وظروف عملهم واحتياجات البلدان التي لا تتواكب فيها معدلات تعيين أعداد من المعلمين مع زيادة أعداد التلاميذ في المدارس. ووفقا لأحدث تقارير معهد اليونسكو للإحصاء، فإن الأمر يقتضي تعيين 9.1 مليون معلم خلال سبع سنوات (2008- 2015)، وذلك لتحقيق هدف التعليم الابتدائي للجميع بحلول عام 2015.