مدرب إيطاليا يستدعي زامبروتا.. وكريشيتو وماوري أبرز العائدين

كاسانو يستعد لجولة جديدة مع الآزوري.. وساكي ينصحه بالاقتداء بـ«راؤول»

TT

إن الطريقة والخيال يجتمعان معا على طاولة واحدة في المقهى الموجود بمعسكر المنتخب الإيطالي بكوفيرتشانو. وهما يتحدثان معا ويبتسم كل منهما في وجه الآخر ويتفهمان بعضهما البعض. وكلاهما - رغم أنهما عانيا أحيانا في السابق من صعوبة في التفاهم والتكامل - اكتشف مع مرور الوقت أنهما يحتاجان لبعضهما البعض. إن أنطونيو كاسانو وأريغو ساكي مختلفان بل مختلفان بدرجة كبيرة، لكن التساؤل يثار عن النتيجة التي قد تظهر من لقاء «عمل» يتم بين الاثنين.

لاعب وسط مهاجم.. وبطبيعة الحال يبقى هذا السؤال دون إجابة، لأن تشيزاري برانديللي - خليفة ساكي - مدرب المنتخب هو المنوط به تفصيل فريق مناسب لمهارات مهاجم نادي سمبدوريا الفذ. لكن المهمة تبدو أكثر صعوبة هذه المرة لسببين أساسيين. ويتمثل السبب الأول في أن المدير الفني للمنتخب قد يتحول خلال المباراتين المقبلتين للآزوري (أمام ايرلندا الشمالية وصربيا في تصفيات الأمم الأوروبية 2012) إلى اللعب بطريقة الرومبو (4/3/1/2) من خلال الدفع بكاسانو كلاعب وسط مهاجم، وهو المركز الذي لم يتألق فيه كاسانو في الماضي مقارنة بمركز المهاجم الصريح. والسبب الآخر هو أن كاسانو لا يمر بفترة جيدة في الوقت الحالي مع فريق سمبدوريا، وهو ما يفسر أيضا عصبية اللاعب يوم الأحد الماضي في مباراة الدوري عندما ظهر عليه الكثير من الضيق بسبب قيام المدرب دي كارلو بتغييره.

الشعبية.. إن الانطباع السائد على أي حال هو أن كاسانو يتمتع بمرح شديد مع المنتخب. فهو يضحك ويمزح مثلما كان يفعل في أفضل أيامه، لدرجة أنه قام بتدبير مقلب - بالاشتراك مع بيبي - ضد بونوتشي الذي كان مشغولا بالمؤتمر الصحافي. باختصار إذا كان كاسانو قد شعر بالضيق يوم الأحد الماضي لاستبداله في مباراة بولونيا فيبدو أن هذا الضيق قد تبخر سريعا. وقد تحدث كاسانو عن هذا الأمر أيضا خلال لقائه مع ساكي وأوضح له صعوبة الوجود دائما في دائرة الاهتمام. وقد قال كاسانو لساكي صراحة: «إنني أقع دائما في قلب العاصفة عندما أفعل أي شيء. ولم تقم أي كاميرا بتصوير علامات التفاهم بيني وبين زملائي على مقعد البدلاء ولذلك بدا الأمر وكأنني أثير الجدل بسبب تغييري. لكن هذا غير صحيح بالمرة. إن فريق سمبدوريا يبحث فقط عن هويته». ورد عليه ساكي المنسق الفني لمنتخبات الناشئين بالاتحاد الإيطالي: «لا تقلق واستمر على هذا النحو. لقد تحسنت كثيرا وتروق للجميع وتمثل مثلا أعلى للكثير من الفتيان الذين يلعبون كرة القدم».

راؤول والمثل الأعلى.. وتذكر الاثنان بابتسامة عريضة كيف أقاما في أوقات مختلفة في نفس المنزل عندما كانا يعشيان في مدريد وبعد ذلك طرح ساكي على كاسانو قائمة بعدد كبير من اللاعبين المتألقين قائلا: «يجب أن تتخذ من راؤول مثلا أعلى، فقد كان محترفا مثاليا ومتكاملا. وكان رونالدو حتى في التدريبات أعظم من الجميع، بينما كان فان باستن أكثر قدرة على تجميع الفريق حوله من رونالدو». واستمر الحديث عن هذه الذكريات والنصائح حتى وصل ساكي إلى آخر ما رواه لكاسانو عن لقائه مصادفة مع ماريو بالوتيللي في إحدى محطات الخدمة على الطريق السريع بإيطاليا ومطالبة ساكي لبالوتيللي بالشيء الذي لا يمل من تكراره: «يجب أن تتحسن». ولا غرابة في ذلك الأمر فساكي هو ملك «الطريقة» الذي يرغب في تعليم الخيال كيف يخرج أفضل ما لديه حتى عندما تكون الأضواء مسلطة عليها بشكل مبالغ فيه. إن الرسالة واضحة، فمن حياة لاعب كرة عادي إلى حياة كاسانو المهاجم الفذ هناك مشوار طويل، لكن من يمتلك قدما قادرة على قطع هذه الرحلة لا يجب أن يتراجع أبدا.

ومن جهة أخرى، لقد عاد أحد أبطال العالم. إن أهم شيء جديد في استدعاءات تشيزاري برانديللي المدير الفني للمنتخب الإيطالي استعدادا للقاءين المقبلين أمام منتخبي أيرلندا الشمالية وصربيا هو عودة جانلوكا زامبروتا أحد أبطال كأس العالم التي فازت بها إيطاليا عام 2006 في ألمانيا والذين غرقوا في مستنقع مونديال جنوب أفريقيا تحت قيادة مارشيللو ليبي المدرب السابق للمنتخب. وبعد عدم ضم لورينزو دي سيلفستري لاعب منتخب تحت 21 عاما (حيث خرج لاعب فريق فيورنتينا من حسابات برانديللي بعد إصابته خلال لقاء الأحد الماضي بين فريقي فيورنتينا وباليرمو)، كان على برانديللي ملء الفراغ الذي حدث في مركز الظهير الأيمن. وكان هناك تنافس كبير على هذا المكان مساء السبت الماضي في ملعب تارديني بين كريستيانو زاكاردو لاعب فريق بارما وزامبروتا لاعب الميلان. لكن الكفة في النهاية مالت لصالح لاعب الميلان الذي يمر بحالة فنية وبدنية جيدة في الوقت الحالي.

كريشيتو.. وعاد إلى صفوف المنتخب الإيطالي أيضا لاعب آخر ممن تألقوا في السابق تحت قيادة ليبي. وهذا اللاعب هو دومينيكو كريشيتو الذي يلعب حاليا مع فريق جنوا باستمرارية أكبر مقارنة بكريستيان مولينارو الذي يغيب عن الجولة القادمة في الدوري. وكانت آخر مباراة لعبها كريشيتو مع منتخب الآزوري هي المباراة المشؤومة أمام منتخب سلوفاكيا في كأس العالم الأخيرة (والتي جرت يوم 24/6/2010 وانتهت بنتيجة 2/3) التي تسببت في خروج إيطاليا من المونديال. وبعد أن غاب مدافع نادي جنوا عن المباريات الأولى للمنتخب تحت قيادة برانديللي بسبب الإصابة عاد مرة أخرى بعد استدعاء برانديللي له.

أريتي.. واللاعب الثالث الذي يعود لصفوف المنتخب هو ستيفانو ماوري الذي يعود بعد غياب ثلاث سنوات حيث كانت آخر مباراة يلعبها بقميص الآزوري هي مباراة إيطاليا وجنوب أفريقيا يوم 17/10/2007 والتي انتهت بنتيجة 2/0 لصالح إيطاليا. وتمثل عودة قائد فريق لاتسيو للمنتخب تقديرا للحالة الرائعة التي يمر بها فريق المدرب رييا الذي يحتل صدارة الدوري الإيطالي حتى الآن. ويضمن ماوري السرعة والكفاءة الهجومية لخط وسط المنتخب الذي يفتقد في الوقت الحالي لجهود ريكاردو مونتوليفو الذي يعاني من إصابة في الكاحل ويمر بحالة انعدام وزن. وفي خط الهجوم ضحى برانديللي، بفابيو كوالياريللا من أجل ماركو بوريللو الذي يعود هو الآخر لصفوف المنتخب بعد فترة غياب. ويشمل التشكيل المتوقع لمباراة المنتخب أمام ايرلندا الشمالية في بلفاست كلا من: سيريجو وزامبروتا (كاساني) وبونوتشي وكيلليني وأنطونيللي وماركيزيو وبيرلو ودي روسي وبيبي وجيلاردينو (باتسيني) وكاسانو.

وهنا أسماء اللاعبين الذين استدعاهم برانديللي قبل لقاءي أيرلندا الشمالية وصربيا في إطار التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأوروبية 2012.

حراس المرمى: فيفيانو (نادي بولونيا) سيريجو (نادي باليرمو)، ميرانتي (نادي بارما).

المدافعون: كاساني (نادي باليرمو)، كيلليني (اليوفينتوس)، بونوتشي (اليوفينتوس)، كريشيتو (جنوا)، زامبروتا (الميلان)، كاستالديللو (سمبدوريا)، بوفو (باليرمو)، أنطونيللي (بارما).

لاعبو خط الوسط: بيرلو (الميلان)، دي روسي (روما)، بالومبو (سمبدوريا)، لاتزاري (كالياري)، ماركيزيو (اليوفينتوس)، ماوري (لاتسيو)، بيبي (اليوفينتوس).

المهاجمون: بوريللو (روما)، كاسانو (سمبدوريا)، جيلاردينو (فيورنتينا)، باتسيني (سمبدوريا)، روسي (فياريال).