الأندية المغمورة تضع أول مبادئ الثورة الرياضية الجديدة في أوروبا

الفرق الكبرى تتنازل عن القمة.. و«البريمير ليغ» الأكثر حفاظا على توازنه

TT

انقلبت قوائم منافسات الدوري المحلي في البلاد الأوروبية رأسا على عقب، وبخاصة في إسبانيا، وإيطاليا، وألمانيا، وفرنسا، حيث يتصدر المنافسة بعض الفرق المتواضعة، مثل: لاتسيو وفالنسيا، وكذلك المغمورة، مثل: ميانيز، ورينيس، بينما يظل الدوري الإنجليزي محتفظا بصورته التقليدية باعتلاء تشيلسي القمة، ثم يليه مانشستر سيتي، ومانشستر يونايتد، والآرسنال، في الوقت الذي يحتل فيه ليفربول أحد المراكز الـ3 الأخيرة. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ماذا يحدث في أوروبا؟

بداية الموسم: توالت المفاجآت تباعا مع انطلاق منافسات الدوري في أوروبا، وهو أمر معتاد في إيطاليا وألمانيا، على عكس البلاد الأوروبية الأخرى. ففي مثل هذه المرحلة من العام الماضي، كان هامبورغ يتقدم على بايرن ميونيخ بـ6 نقاط، بينما كان الفارق بين الإنتر وسمبدوريا نقطتين لصالح الأخير في الجولة السادسة من الدوري الإيطالي؛ في حين كانت الأمور تسير بشكل منتظم في إسبانيا، وإنجلترا، وفرنسا (رغم تقدم مرسيليا على بوردو وليون في الدوري الفرنسي).

ما بعد المونديال: وعلى الرغم من أن الأوضاع الغريبة التي سادت الدوريات المحلية في بداياتها كانت مرتبطة بحالة اللاعبين في فترة ما بعد المونديال، فإن الأمر لم يحمل أي نواح جديدة، مقارنة بما حدث عقب منافسات كأس العالم الـ3 الأخيرة، حيث فازت الفرق الكبرى بالألقاب المحلية عدا شتوتغارت الذي كسر القاعدة في موسم 2006/2007 في الدوري الألماني، في حين تصدر برشلونة وريال مدريد قائمة التصنيفات في الدوري الإسباني وكذلك الإنتر والميلان في إيطاليا.

المنافسات المعتادة: لقد انتقلت العدوى من عالم الاقتصاد إلى عالم الرياضة، حيث تزداد الفجوة بين الأندية الفقيرة والأندية الغنية يوما بعد يوم بسبب سيطرة عدد من رجال الأعمال الأغنياء على الأندية الكبرى، في حين كانت تقوم الأندية الأخرى بالدور الثاني تاركة الساحة خاوية أمام الكبار. غير أن هذا الوضع لم يدم طويلا، وتمكنت الأندية المغمورة بالفعل من الظهور بقوة؛ واضعة أول مبادئ الثورة الرياضية الجديدة.

ليست إيطاليا وحدها: لا تختلف أحوال الدوري الإيطالي كثيرا عن غيرها، ففي الوقت الذي يشكو فيه البعض من تدهور مستوى الفرق الإيطالية في السنوات الأخيرة بعد النجاح الكبير الذي حققه كالياري (1970)، وفيرونا (1985)، نجد أن هناك عصورا ذهبية في كل من تورينو، ونابولي، وروما، وسمبدوريا، ولاتسيو، على مدار السنوات الماضية. وفي إسبانيا، نجد أن اللقب المحلي لا يخرج من بين أيدي برشلونة وريال مدريد منذ موسم 84/85. أما في إنجلترا، فتنحصر المنافسة على درع الدوري بين مانشستر يونايتد، والآرسنال، وتشيلسي، منذ عام 1992، فضلا عن بلاكبيرن الذي فاز باللقب عام 1995. وفي فرنسا، نجح ليون في الهيمنة على المنافسة لمدة 7 سنوات متتابعة إلى أن نجح بوردو في انتزاع اللقب عام 2009، ومرسيليا 2010. وأخيرا في الدوري الألماني، تقتصر المنافسة على بايرن ميونيخ، وشتوتغارت، وفيردر بريمن، حيث تتوالى هذه الفرق على قمة المنافسة تباعا.

اللعب النظيف: بدأت سياسية الحد من النفقات الموصى بها من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في التأثير على المنافسات المحلية. ومما لا شك فيه أن تحقيق التوازن المالي في سوق الانتقالات، سوف يزيد من حرارة المنافسة في أوروبا، مقلصا من حجم الفجوة الفاصلة بين الفرق الكبيرة والصغيرة.