سب مانشيني لتيفيز يهدد بانشقاق في صفوف مانشستر سيتي

ظاهرة اللعب العنيف والإصابات الخطيرة تطل برأسها في الملاعب الإنجليزية

TT

تخطى الخلاف في الرأي بين الإيطالي روبرتو مانشيني، مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي، وقائد الفريق، الأرجنتيني كارلوس تيفيز، الحدود المعقولة ووصل إلى حد العدائية بعد المشاجرة التي وقعت بينهما بين شوطي مباراة سيتي ونيوكاسل يونايتد في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، بحسب ما ذكرت الصحف الإنجليزية الصادرة أمس.

وحصلت المشاجرة بين شوطي المباراة، الأحد الماضي، التي فاز فيها مانشستر سيتي على أرضه 2/1 ضمن المرحلة السابعة، والتي صعد إثرها الفريق الأزرق إلى المركز الثاني في ترتيب «بريميير ليغ» بفارق 4 نقاط عن تشيلسي المتصدر. لم يكن مانشيني مقتنعا بأداء سيتي في الشوط الأول، بيد أن تيفيز شرع بالاحتجاج داخل غرف الملابس واعتبر أن فريقه ليس منظما بشكل جيد ويلعب بطريقة دفاعية.

هنا قام مانشيني بشتم والدة تيفيز وطلب منه أن يخرس؛ لأنه هو المدير، فما كان من الأخير إلا أن هجم على مدربه وحصل اشتباك بينهما بحسب ما ذكرت صحيفة «ذي صن» واسعة الانتشار. وتابعت الصحيفة أن لاعبي الفريق تدخلوا لفض الاشتباك فعاد تيفيز، البالغ من العمر 26 عاما، إلى مقعده وتابع مانشيني هجومه على اللاعبين.

واستبدل مانشيني تيفيز الذي كان قد افتتح التسجيل من ركلة جزاء في الدقيقة 18 بالفرنسي باتريك فييرا في الدقيقة 86 ولدى خروج اللاعب من أرض الملعب قام بمصافحة مدربه.

وسعت جهات إدارية في النادي الإنجليزي جاهدة للتأكيد أن الخلاف لم يصل لحد التضارب أو استعمال الأيدي وأنه ليس متوقعا أن يؤثر على مسيرة اللاعب في الفريق. وتابعت الصحيفة في مقالها موردة أنه بعد هدوء الأمور حاول مانشيني تلطيف أجواء الفريق تمهيدا لاستكمال المباراة ثم توجه بعض اللحظات إلى مكتبه حيث لحقه تيفيز وسوى الطرفان مشكلتهما سريا. ووافق مانشيني بعد المباراة على طلب تيفيز في الحصول على يوم إضافي من الراحة كي يتسنى له السفر لزيارة ابنته المتواجدة في جنوب أفريقيا.

جدير بالذكر، أن تيفيز ومانشيني عقدا اجتماعا خاصا في نهاية الموسم الماضي لتنقية الأجواء، ثم فاجأ مانشيني الجميع بتسمية تيفيز «كابتن» للفريق. ويعتبر اللاعب الأرجنتيني من أهم أعمدة الفريق الإنجليزي الذي ينافس بقوة على صدارة الدوري ويحتل حاليا المركز الثاني في الترتيب خلف تشيلسي المتصدر بفارق 4 نقاط (18 مقابل 14) بعد مضي 7 مراحل. وسجل تيفيز حتى الآن 5 أهداف في الدوري من أصل 9 سجلها الفريق علما بأنه سجل 23 هدفا الموسم الماضي في 35 مباراة في الـ«بريميير ليغ».

من جهة أخرى، أطلت ظاهرة اللعب العنيف مجددا في الملاعب الإنجليزية بعد الإصابة الخطيرة التي تعرض لها المهاجم الدولي الفرنسي حاتم بن عرفة خلال مباراة فريقه نيوكاسل ضد مانشستر سيتي نهاية الأسبوع الماضي. والمعروف عن الكرة الإنجليزية أنها تعتمد على التدخلات البدنية العنيفة التي تؤدي في بعض الأحيان إلى تخطي الحدود من دون أن يتخذ الحكام أي إجراءات بحق اللاعب المعتدي.

جدير بالذكر، أن اللاعب الذي قام بمخاشنة بن عرفة الذي أصيب بكسر مضاعف في ساقه وسيبتعد عن الملاعب لفترة 6 أشهر ليس إنجليزيا، بل من هولندا، وهو نايجل دي يونغ. وللمفارقة فإن حكم المباراة لم يحتسب حتى ركلة حرة لنيوكاسل على الرغم من أن المخاشنة كانت واضحة تماما. بيد أن مدرب المنتخب الهولندي برت فان مارييك سارع إلى معاقبة اللاعب من خلال استبعاده عن مباراتي المنتخب «البرتقالي» المقبلتين في تصفيات كأس أوروبا يومي الجمعة والثلاثاء المقبلين.

كان دي يونغ قد ارتكب خطأ يستحق الطرد في نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010 عندما وجه قدمه على طريقة لعبة الكونغ فو في صدر لاعب وسط إسبانيا تشابي ألونسو لكن الحكم الإنجليزي هاورد ويب لم يرفع في وجهه البطاقة الحمراء قبل أن يعترف قبل أيام بأنه كان يتعين عليه أن يفعل ذلك.

ويأتي تصرف فان مارييك ليساند بطريقة غير مباشرة مناشدات مدرب آرسنال الفرنسي آرسين فينغر بضرورة قيام المسؤولين والمدربين باتخاذ إجراءات صارمة بحق اللاعبين الذين يتعمدون الخشونة. وكان فينغر قد وجه نداءه هذا إثر مباراة فريقه ضد بولتون في 11 سبتمبر (أيلول) الماضي إثر تعرض لاعب وسطه أبو ديابي لخشونة متعمدة من بول روبنسون كادت تؤدي إلى إصابة بكسر في ساقه.

ويقول فينغر: «أعشق طريقة اللعب في إنجلترا، شرط أن يكون الاندفاع فقط من أجل استخلاص الكرة؛ ذلك لأن الأسلوب الإنجليزي يصبح خطيرا عندما يحاول بعض اللاعبين إلحاق الأذى ببعضهم». كما ناشد فينغر المسؤولين في الاتحاد الإنجليزي اللجوء إلى الفيديو لمعاقبة اللاعبين الذين يتعمدون الخشونة كما يحصل في لعبة الرجبي مثلا. وقال في هذا الصدد: «أتفهم في بعض الأحيان أن الحكم قد لا يرى الحادثة ربما لأنه لا يكون متواجدا في المكان المناسب. لكن بصراحة يملك المسؤولون في الدوري الإنجليزي الممتاز القدرة على وقف اللاعبين الذين يقومون بهذه الأعمال».

بيد أن روبنسون، الذي خاشن أبو ديابي، سرعان ما رد على فينغر بقوله: «إنها طريقة فينغر دائما. عندما يصاب أحد لاعبيه يصبح الأمر قضية وطنية. لقد رأيت التدخل ولا أعتقد أنه كان سيئا لهذه الدرجة. إنه تدخل صلب لكنه جيد. هل سنقوم بمنع التدخلات؟ بالطبع بعض هذه التدخلات ليست مقبولة، لكننا في النهاية نمارس لعبة قاسية تعتمد على الالتحام البدني في بعض الأحيان».

في المقابل، يعتبر مدرب توتنهام، هاري ريدناب، صديق فينغر، أن الخشونة كانت أقوى في السابق.. ويقول في هذا الصدد: «يجب مشاهدة الفيديو لما كان يحصل سابقا كان الأمر لا يصدق عندما أتذكر فريق ليدز يونايتد أعتقد أنه كان فريقا عدائيا يكفي النظر إلى مبارياته ضد تشيلسي لمعرفة كم كان عنيفا! إنها اللعبة».