أوباما: لا تغييرات على الاستراتيجية في أفغانستان حاليا

بحث مع كرزاي «الرؤية الاستراتيجية البعيدة الأمد» بين البلدين

TT

تشدد الإدارة الأميركية على أن استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما في أفغانستان في طريقها إلى النجاح على الرغم من المشكلات الأمنية والسياسية في أفغانستان. وأعلن أوباما مساء أول من أمس في رسالة إلى الكونغرس عزمه مواصلة الاستراتيجية الحالية التي أطلقها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، المبنية على تكثيف الجهود العسكرية والمدنية لدعم أفغانستان وهزم «القاعدة» وحركة طالبان. وتماشيا مع القانون الأميركي الذي يطلب من أوباما تقديم تقرير دوري عن الأوضاع في أفغانستان، قدم أوباما تقييما عن الأوضاع في أفغانستان للكونغرس، موضحا: «نحن نواصل تقديم السياسة التي وصفناها في ديسمبر ولا نعتقد أن هناك حاجة لتعديلات إضافية في الوقت الراهن». ولفت أوباما إلى تعيين الجنرال ديفيد بترايوس قائدا للقوات في أفغانستان، وذلك بعد استقالة القائد السابق الجنرال ستانلي ماكريستال، كالتغيير الأساسي في الاستراتيجية خلال الأشهر الماضية. وكان أوباما أعلن في ديسمبر 2009، بعد مراجعة كاملة للاستراتيجية الأميركية في المنطقة، عن إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان. ويتوقع أن يقوم الرئيس بمراجعة جديدة للاستراتيجية في أفغانستان بحلول نهاية السنة، لكن من غير المتوقع أيضا إدخال تعديلات كبرى. وشدد أوباما في رسالته التي وزعت لوسائل الإعلام أيضا على «أهمية التنفيذ الناجح لهذه السياسة من أجل مصلحة وطننا». وبينما ينشغل أوباما بالأوضاع الداخلية في الولايات المتحدة قبل الانتخابات الدورية للكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، زادت الانتقادات له بالانشغال عن الأوضاع في أفغانستان في وقت ترصد وزارة الدفاع الأميركية مقتل ما بين جندي وجنديين أميركيين هناك كل يوم تقريبا. وأعلنت وزارة الدفاع مساء أول من أمس عن مقتل الجندي لانس فولغار، 29 عاما، في هلمند الجنوبية عند ما هاجم متمردون وحدته. وأعلن عن مقتل 5 جنود من القوات الأجنبية أول من أمس، ليرتفع بذلك إلى 561 عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في الحرب الأفغانية عام 2010. وحصيلة قتلى القوات الدولية هذه السنة هي الأعلى منذ بدء الحرب في أواخر عام 2001. ويواصل الجيش الأميركي مع قوات «إيساف» لحلف «الناتو» السعي لتحقيق تقدم عسكري ملحوظ قبل قدوم الشتاء وصعوبة خوض حملات عسكرية واسعة في أفغانستان.

وكانت العمليات العسكرية موقع نقاش أوباما مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في مكالمة عبر الدائرة التلفزيونية مساء أول من أمس. وأفاد البيت الأبيض أن أوباما وكرزاي تحدثا لمدة نصف ساعة، لبحث التطورات في أفغانستان ولكن في الوقت نفسه حرصا على بحث مستقبل العلاقات بين البلدين. وأوضح بيان من البيت الأبيض أن الرئيسين بحثا «الرؤية الاستراتيجية للعلاقات البعيدة الأمد بين الولايات المتحدة وأفغانستان»، مشددين على أهمية «تحديد رؤية مشتركة وتنسيق جهودنا لدعم هدف الرئيس كرزاي لإنهاء نقل المسؤولية الأمنية للأفغان بحلول عام 2014». وكان كرزاي قد حدد عام 2014 موعدا لنقل السلطة الأمنية إلى الأفغان في البلاد، على غرار نقل المسؤوليات الأمنية للعراقيين العام الماضي، خلال زيارته إلى واشنطن. وتتماشى هذه الاستراتيجية مع استراتيجية أوباما الهادفة لتحديد موعد لسحب القوات الأميركية من أفغانستان، والتي تبدأ بعملية سحب أول دفعة من القوات الأميركية من أفغانستان بحلول يوليو (تموز) 2011. وتعهد أوباما وكرزاي على العمل للانتهاء من «إعلان الشراكة الاستراتيجية الأميركية – الأفغانية» بحلول العام الحالي. ومن المرتقب أن تكون هذه «الشراكة» الإطار الأوسع للتعاون البعيد الأمد بين البلدين. وهي اتفاقية مبنية على مبدأ «الإطار الاستراتيجي» للعلاقات الثنائية الذي توقعه الولايات المتحدة مع أقرب حلفائها، وعلى غرار اتفاقية «الإطار الاستراتيجي» التي وقعها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش مع الحكومة العراقية لتوسيع مجالات الشراكة بين البلدين مثل مجالات السياسة والثقافة والتعليم. وأكد أوباما للرئيس الأفغاني دعمه لجعل أفغانستان متقدمة على أجندة قمة حلف الشمال الأطلسي «الناتو» في البرتغال نهاية شهر نوفمبر المقبل. وقال البيان من البيت الأبيض إن الإدارة الأميركية «ستدعم محورين مرتبطين بأفغانستان في قمة (الناتو) في ليسبون: الانتقال إلى قيادة أفغانية (عسكرية) والتزام متواصل للشعب الأفغاني».

وبينما يبقى تركيز «الناتو» على الأوضاع الأمنية في أفغانستان وهزم «القاعدة»، تبقى الحكومة الأفغانية قلقة على المستقبل البعيد للبلاد. ويعتبر كرزاي أن ضمان دعم بعيد الأمد من الولايات المتحدة ودول «الناتو» يمكن أن يساعده في تأمين دعم الشعب الأفغاني له ولحكومته، بدلا من الولاء لحركة طالبان خشية تخلي الدول الأجنبية عنهم مستقبلا.