هولندا: النائب المعادي للإسلام فيلدرز يخسر دعوى رفض القضاة

محاكمته بتهمة التحريض على الكراهية ستستأنف اليوم.. والحكم في 4 نوفمبر

النائب الهولندي فيلدرز (يمين) ومحاميه داخل قاعة المحكمة في أمستردام أمس (أ.ب)
TT

رفضت محكمة في أمستردام أمس طلبا تقدم به دفاع النائب الهولندي خيرت فيلدرز، للاحتجاج على عدم حيادية القاضي الذي ينظر في دعوى مرفوعة ضده بتهمة التحريض على الكراهية العنصرية والتمييز ضد المسلمين. وبهذا الحكم، سيكون من حق القاضي الاستمرار في النظر في الدعوى. وبالفعل ستستأنف محاكمة زعيم اليمين المتشدد في هولندا اليوم على أن يصدر الحكم في الرابع من الشهر المقبل.

وخلال انطلاق المحاكمة أول من أمس، افتتح رئيس المحكمة يان مورس الجلسة، ثم وافق القضاة بعد التشاور على طلب برام موسكوفيتش، محامي فيلدرز، بالسماح لموكله الحديث لدقيقتين. وعندها قال فيلدرز «أنا أحاكم، لكن الذي يحاكم معي هو حرية التعبير التي يتمتع بها الكثير من الهولنديين». وتابع «أدليت برأيي في إطار نقاش عام وأؤكد لكم أنني سأواصل ذلك»، مضيفا أن «الديمقراطية تحتاج إلى نقاش مفتوح وحر لا سيما حول المواضيع الحساسة». وأضاف فيلدرز الذي أكد محاميه أنه لن يتحدث في أي وقت لاحق من المحاكمة «قلت كل ما أريد ولن أعود عن أي كلمة»، ثم اختتم مؤكدا «عملا بنصيحة المحامي، سأمارس حقي في الصمت».

وعلق القاضي بالقول إن التزام فيلدرز بالصمت لن يخدم استمرار المحاكمة. وعندها قال محامي فيلدرز إن المحكمة لا تحترم حق موكله في التزام الصمت، فطالب برد المحكمة، لكن الطلب رفضته محكمة أمستردام أمس. ووصف فيلدرز محاكمته بأنها «عملية سياسية» ضده. وكتب في صفحته على موقع «تويتر» الاجتماعي على الإنترنت قبيل بدء محاكمته: «يقف معي أمام المحكمة حرية التعبير عن آراء 1.5 مليون شخص على الأقل»، في إشارة إلى عدد الناخبين الذين صوتوا لحزبه (حزب الحرية) في انتخابات يونيو (حزيران) الماضي، وأصبح بذلك ثالث أكبر قوة سياسية في البلاد. وقال محامي فيلدرز، برام موسكوفيتش، إن المحاكمة تعد محاولة «لإسكات أحد أبرز الساسة في هولندا».

ويواجه فيلدرز تهمة التحريض على كراهية المسلمين والكراهية العنصرية ضد المغاربة وأجانب آخرين غير غربيين. وهو يحاكم على تصريحات معادية للمسلمين أدلى بها في مقابلات إعلامية وخطب، مثل تشبيهه للقرآن الكريم بكتاب «كفاحي» للزعيم النازي أدولف هتلر. كما تدور المحاكمة أيضا عن فيلم «فتنة» المناهض للإسلام الذي أعده فيلدرز وبثه على الإنترنت عام 2008. وفي حال إدانته سيواجه فيلدرز (47 عاما) عقوبة السجن لمدة تصل إلى 16 شهرا وغرامة تصل إلى 10 آلاف يورو (13800 دولار). وكان فيلدرز نفى من قبل الاتهامات الموجهة إليه، وقال إنه مقتنع أن الإسلام يشكل خطرا جادا على المجتمعات الديمقراطية.

ولن يتقدم أي شهود للإدلاء بأقوالهم أمام المحكمة. وقد وضع 3 خبراء استدعاهم الادعاء، شهاداتهم كتابة في حين أن شهود النفي الذين استدعاهم فيلدرز، وهم «خبراء في الإسلام» حسب محاميه، أدلوا بأقوالهم أمام قاض في جلسة مغلقة.