انتخابات الكونغرس: الجمهوريون يحتفظون بتقدمهم رغم مكاسب الديمقراطيين

تزايد استياء الأميركيين من سياسييهم عموما ونسبة التأييد لحزب حركة الشاي تصل 15%

TT

على الرغم من تحقيق الديمقراطيين تقدما متواضعا بين الناخبين في استطلاع الرأي الذي أجرته شبكة «إيه بي سي» الإخبارية بالتعاون مع صحيفة «واشنطن بوست»، قبل أقل من شهر على انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، لا يزال المشهد السياسي يميل بشدة تجاه الجمهوريين. وقد تمكن الديمقراطيون من خفض تقدم الجمهوريين الذي حققوه في سبتمبر (أيلول) الماضي حول مسألة من هم مرشحو الحزب الذين سيؤيدهم الناخبون في انتخابات 2 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى النصف، كما حققوا بعض المكاسب البسيطة بشأن الحزب الذي يحظى بمصداقية لدى الشارع في التعامل مع القضايا الكبرى مثل الاقتصاد والرعاية الصحية.

وحظي الحزب الديمقراطي بتقدم واضح كحزب قادر على العمل بشكل أفضل لتوفير الوظائف للطبقات الوسطى والتي كانت القضية الأبرز في حملة البيت الأبيض خلال الأسابيع القليلة الماضية. وعادت نسبة تأييد الرئيس باراك أوباما إلى الارتفاع مجددا بعد أن وصلت إلى أدنى مستوياتها الشهر الماضي، لترتفع إلى النسبة التي كانت عليها خلال يوليو (تموز). وقد حقق الناخبون الديمقراطيون الصدارة، خلال بعض السباقات الانتخابية في بعض الولايات، على خصومهم الجمهوريين أو قللوا الفارق بينهما.

لكن على الرغم من إشارات التقدم هذه، فإن استطلاع الرأي الذي أجرته «واشنطن بوست» بالتعاون مع شبكة «إيه بي سي» يظهر أن الديمقراطيين لا يزالون متراجعين. وتعتمد آمالهم على تحجيم الخسائر بصورة أكبر على أداء المرشحين أكثر من التغيرات الجذرية في الصورة الكلية. وتؤكد استطلاعات الرأي كم التأييد الذي فقده الديمقراطيون بين الناخبين منذ عام 2006، الذي استعاد فيه الديمقراطيون السيطرة على الكونغرس.

يتقدم الناخبون على الجمهوريين بفارق ست نقاط، حيث حصل الجمهوريون على 49% فيما حصل الديمقراطيون على 43%. يذكر أنه خلال الانتخابات التشريعية السابقة قبل أربع سنوات كان الديمقراطيون متقدمين بـ12%، ثم ارتفعت النسبة إلى 19% عندما سئل الناخبون حول الحزب الذي يثقون في قدرته على التعامل مع المشكلات الرئيسة التي تواجه البلاد.

واليوم ينقسم الشارع الأميركي مناصفة حول هذا السؤال. بيد أن هناك شعورا عاما مشابها لما حدث في أكتوبر (تشرين الأول) 1994، حيث فاز الجمهوريون بغالبية مقاعد مجلسي النواب والشيوخ.

ومع اقتراب انتخابات 2 نوفمبر المقبل، لا يزال الجمهوريون يحتفظون بتقدمهم الواضح. وتظهر استطلاعات الرأي اهتمام الجمهوريين البالغ بالانتخابات أكثر من الديمقراطيين. فأكثر من ثلاثة أرباع الجمهوريين يرون انتخابات 2010 أكثر أهمية من أي انتخابات أكثر سابقة. وتقول نسبة مماثلة من الجمهوريين إنه سيكون «أمرا رائعا» أن يستعيد الحزب الجمهوري سيطرته على مجلس النواب، فيما يرى نصف الديمقراطيين المشاركين في الاستطلاع هذه النتيجة «أمرا مؤسفا».

وبدا الديمقراطيون أكثر التزاما من الجمهوريين في دعم مرشحيهم الشهر المقبل (40% مقابل 26%). أما الناخبون المستقلون ففضل 53% منهم الحزب الجمهوري في مقاطعاتهم مقارنة بـ33% فضلوا المرشحين الديمقراطيين.

ولا تزال حالة الاستياء تجاه سياسيي واشنطن مرتفعة، وهو ما يمثل تحذيرا للحزب الموجود على رأس السلطة. ويقف تأييد الكونغرس عند 23% بين كل المشاركين المسجلين، وهو ما لا يمثل ارتفاعا كبير عن الفترة ذاتها في عام 1994. وقد وصلت حالة السخط تجاه النواب الديمقراطيين في الكونغرس مستوى قياسيا، في استطلاع «واشنطن بوست» وشبكة «إيه بي سي»، وصل إلى 61%، بيد أن النواب الجمهوريين ليسوا أفضل حالا، حيث تبلغ حالة الاستياء تجاههم 67%.

وشمل السخط الطريقة التي تعمل بها الحكومة الفيدرالية والتي ارتفعت بين الجمهوريين إلى 34% وبين المستقلين إلى 30% وبين الديمقراطيين إلى 12%.

ويعد الجمهوريون والمستقلون أكثر تشاؤما بشأن تقييمهم لحالة الاقتصاد. وتعتقد نسبة كبيرة منهم أن الأموال التي أنفقت خلال خطة تحفيز الاقتصاد تم تبديد أغلبها على الأرجح. ويرى تسعة من بين كل عشرة من الجمهوريين وأكثر من ثلاثة أرباع المستقلين أن أموال خطة التحفيز أسيء إنفاقها، فيما يتفق أربعة من بين كل عشرة من الديمقراطيين على هذه النسبة.

في الوقت ذاته تواصلت حالة الانشقاق بشأن الرعاية الصحية، كما كان الحال عليه قبل عام، حيث أبدى 47% دعمهم للتغيرات التي سنت هذا العام، فيما عبر 48 عن رفضهم لها. ولا تزال الآراء توالي استقطابها حول هذه القضية بدعم 75% للتغيرات و83% للمعارضة الجمهورية. وتعارض أغلبية ضعيفة (53%) القانون الجديد. ويرى غالبية معارضي هذا القانون أنهم يدعمون جهود نقضه، إما عبر تصويت آخر في الكونغرس أو عبر المحاكم.

من جانبه رد الرئيس أوباما والديمقراطيون أنه إذا استعاد الجمهوريون السيطرة على مجلس النواب فسيعودون إلى سياسات جورج بوش. ويبدي ثلثا الديمقراطيين تأييدهم لنفس وجهة النظر هذه ويرون أن ذلك سيضر بالبلاد. بيد أن ما يقرب من ربع الديمقراطيين يقولون إن «كونغرس» يقوده الحزب الجمهوري سيؤدي بالبلاد إلى توجه جديد أفضل أو أن العودة إلى سياسات بوش ستكون أمرا جيدا.

ويتوقع غالبية الجمهوريين تغييرا إيجابيا في التوجه حال فوز الحزب بأغلبية الكونغرس، ويتفق ما يقرب من نصف الجمهوريين على هذا الرأي. ويقول ثلثا المستقلين إن الجمهوريين سيعيدون تفعيل سياسات بوش ويرون هذه الخطوة سلبية إلى حد كبير.

أما العامل الآخر غير المتوقع هذا العام فهو ظهور حركة حفل الشاي، حيث يعتقد ثلث الناخبين أن مرشحي حركة حفل الشاي إذا تم انتخابهم خريف هذا العام فسيغيرون من ثقافة واشنطن، ويرى الغالبية أن ذلك سيكون تغييرا إيجابيا. ويرى 15% أنهم يدعمون بقوة حركة حفل الشاي، ويفضلون المرشحين الجمهوريين إلى حد بعيد.

شارك في استطلاع الرأي، الذي أجري في الفترة ما بين 30 سبتمبر (أيلول) إلى 3 أكتوبر (تشرين الأول) 1.002 شخص تم اختيارهم بصورة عشوائية، شملت مقابلات مع 879 ناخبا مسجلا و669 يتوقع مشاركتهم في انتخابات الكونغرس القادمة. كانت نسبة هامش الخطأ سالب أو موجب 3.5 نقطة في العينة ككل، وأربع نقاط في كلتا المجموعتين.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»