تيفيز يرد على مانشيني: لن تخرسني.. وسأواصل انتقاد الأخطاء

هل تؤدي مشكلته مع مديره الفني إلى رحيله؟

TT

ربما يكون كارلوس تيفيز في طريقه لأن يترك مانشستر سيتي بعد أن قال روبرتو مانشيني: «لن أصمت. المدرب مانشيني لن يتسامح مع أي معارضة له، وهو مستعد لترك تيفيز يرحل إذا ما تمكن من جذب فرناندو توريس، لاعب المنتخب الإسباني، من ليفربول إلى مانشستر سيتي ليحل محله. لقد تصالح تيفيز مع مانشيني عقب مشادة وقعت بينهما خلال المباراة التي فاز بها مانشستر سيتي على نيوكاسل يوم الأحد الماضي».

ولم يكن الإيطالي سعيدا لأن كابتن الفريق قرر إبداء رأيه في أداء الفريق الضعيف خلال الشوط الأول. ووقعت مشادة بين الاثنين عندما تصرف تيفيز بغضب شديد بعد أن سب مانشيني والدته. ولكن على الرغم من أن مانشيني أوضح أنه المسؤول عن الفريق، كان تيفيز عنيدا وقال إنه لا يمكن أن يبقى صامتا عندما يرى أن الوضع يسير بصورة خاطئة.

وقال تيفيز: «من الطبيعي أن يكون لدي رأي مختلف عن المدرب لأن هذا يحدث دائما بين لاعبي كرة القدم»، وأشار إلى أن ذلك حدث معه مرات قليلة في بوكا جونيورز وكورنثوس في الأرجنتين، وويستهام ومانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي. وأضاف «أنا لاعب محترف، ويجب حل هذه المشكلات عادة داخليا».

وأضاف مصدر قريب من تيفيز «لا ينوي كارلوس مواجهة المدرب لأن ما حدث يوم الأحد أصبح شيئا من الماضي في حدود ما يرى». ولكنه يشعر بأنه كابتن، ولديه حق في الحديث صراحة عندما يرى أن هذا هو الوقت المناسب. وإذا قرر المدرب أن يتخذ منحى دفاعيا بدرجة أكبر، فإن كارلوس سيفعل ما يقال له ويبذل كل ما يستطيع في الملعب كما يفعل دائما، ولكن في الوقت نفسه هو لا يتوقع أن يبذل كل ما في وسعه ويتحلى بالالتزام وبعد ذلك يبقى صامتا، وهو لا يعتقد أن الفريق يمكن أن يصل إلى المربع الذهبي وحسب، بل يعتقد أنه يمكنهم المنافسة على اللقب، ولهذا السبب تجد لديه عاطفة قوية إزاء ما يحدث، ولهذا السبب أيضا سيبقى يتحدث إذا شعر بأن هناك شيئا يجب أن يتحدث عنه. وقد أعطى مانشيني تيفيز بعض الوقت الأسبوع المقبل كي يعود إلى الأرجنتين ليرى ابنته، وينظر إلى ذلك على أنها إشارة طيبة. ولكن لن يوقف ذلك مانشيني عن التحول إلى توريس. ومانشيني مستعد لاستخدام كل ما لديه من أجل إحضار توريس في صفقة قيمتها 50 مليون جنيه إسترليني. وإذا بقي مانشستر سيتي في المنافسة على اللقب في الكريسماس فإنه يمكن التحرك ناحية نجم ليفربول والمنتخب الإسباني.

وعلى الجانب الآخر، فإن ليفربول الذي يمر بأزمة غير مستعد لبيع توريس، ويعرف أن رحيله سوف يؤدي إلى ثورة داخل النادي. ولكن لدى مانشيني المال الذي قد يمكنه من إتمام الصفقة، ويمكن أن يعرض على توريس تعاقدا أفضل وفرصة أفضل للفوز بالألقاب. ويعتقد أن الحصول على الفائز بكأس العالم سيساعد مانشستر سيتي على بلوغ طموحات أكبر. وإذا تمكن من جذب توريس، فإنه سيكون مفهوما أن مانشستر سيتي سيدرس عروضا من أجل تيفيز. ويتابع ريال مدريد وإنتر ميلان وبايرن ميونيخ هذه التطورات عن قرب.

وإذا عدنا إلى المشادة بين المدرب ولاعبه، فإنها كانت مشادة مثل غيرها من المشادات، ولكن لم يكن لها ضرر واضح مثل مشادة السير أليكس فيرغسون «الحذاء الطائر». ولكن لا شك في أن جمهور مانشستر سيتي سيكون مسرورا من أن أسلوب مانشيني ساعد على جعل فريقهم متقدما على غيرهم من الجيران اللامعين.

ولا يمكن لأحد أن يقول إن جر كابتن أحد الأندية بعيدا عن مدربه شيء مثالي. وهذا ما حدث في مانشستر سيتي يوم الأحد الماضي عندما وقعت المشادة. أصحبت اللحظة، التي ركل فيها فيرغسون حذاء داخل غرفة تغيير الملابس في أولد ترافورد، لتصيب وتجرح ديفيد بيكام، من الحكايات الشعبية داخل مانشستر يونايتد. وكانت هذه واحدة من الأوقات الكثيرة التي غضب فيها فيرغسون بدرجة كبيرة على مدار الأعوام بينما كان يبحث عن فريق يحقق انتصارات ويطالب الفريق بأفضل أداء ممكن.

وربما لا يكون صب الشتائم والإهانات على المهاجم الأرجنتيني الشيء الأفضل في ساحة كرة القدم. ولكن من الواضح أن مانشيني غير مبال من التفوه بألفاظ قد تضايق لاعبين يعتبرهم مدللين ومفرطين في الحساسية. من خلال الحديث مع أي أحد داخل إيطاليا، يعرف المرء أن مانشيني مثالي، وهو لا يترك شيئا للفرصة ودائما ما يطالب بأفضل أداء من أي شخص حوله، سواء كان مدربا أم لاعبا. وإذا رأى تمريرة تضيع، سواء كانت ضربة رأس أو ركلة حرة، ينظر إلى ذلك على أنها إهانة شخصية.

وربما يبدو الإيطالي لطيف الأسلوب وراقيا بالنظر إلى تصفيفة شعره وملابسه غالية الثمن وكوفية أنيقة تلتف حول رقبته. وعلى الرغم من غضبه الشديد، فإن مانشيني يعرف ما يريده وعاقد العزم على القيام بذلك. يريد مانشيني أن يقدم أفضل ما عنده، ويطالب اللاعبين بالشيء نفسه. وأساليبه تجعله في مكان ما بين فيرغسون وجوزيه مورينهو، الذي لا يترك شيئا للصدفة. وعندما كان يلعب في سمبدوريا، كان ينظر على نطاق واسع إلى مانشيني على أنه تلميذ بارز ومدرب ولد ليكون مدربا. وكان سفن غوران إريكسون مدربا خلال أعوامه الخمسة الأولى في سمبدوريا، وعندما انتقل إلى لازيو عام 1997 أقنع مانشيني بالذهاب معه لأنه يقدر أداءه كثيرا. وفي النهاية وصل لقب الدوري الإيطالي إلى روما ولازيو. وعندما تقاعد، أصبح مانشيني مساعدا لإريكسون. ولم يبتعد عن الملاعب كثيرا، وسرعان ما ذهب إلى فيورنتينا لبدء مشواره التدريبي.