مهرجان الأندلسيات في الصويرة المغربية يرسخ قيم التسامح والتعايش عبر الموسيقى

فن المطروز مزج بين الموسيقى العربية واليهودية والأندلسية

TT

عاشت مدينة الصويرة المغربية بداية هذا الأسبوع على إيقاعات مختلفة تفاعل معها الجمهور خلال حفل افتتاح مهرجان الأندلسيات الأطلسية في دورته السابعة والذي يسعى منظموه من خلال الموسيقى إلى تعزيز قيم التسامح والتعايش بين الثقافات والديانات. وعرف الحفل الافتتاحي إقبالا كثيفا وتفاعلا كبيرا من طرف عشاق الموسيقى الأندلسية واليهودية، وتألق جوق (فرقة) عبد الكريم الرايس برئاسة محمد بريول وضيوفه من كورال هيفرات دافيد حامليش من ستراسبورغ، قبل أن ينضم إلى الحفل الفنان حايم لوك ليقدم مع الفرقة أغاني من فن المطروز. ويعتبر فن المطروز معزوفة موسيقية تمتزج فيها الأنغام العربية والعبرية بالموسيقى اليهودية الإسبانية والموسيقى اليهودية العربية والمغاربية الأندلسية والموسيقى الشرقية وموسيقى العصر الوسيط. ويجمع فن المطروز بين أبعاد مسرحية وموسيقية وشعرية وأدبية تهدف إلى تهذيب النفوس كما تمتد جذوره وتترسخ بشكل واضح في أعماق التراث المغاربي، وخاصة في المغرب الذي يعرف تعددا ثقافيا وعرقيا. وحضر حفل الافتتاح أندري أزولاي رئيس جمعية موكادور المنظمة للمهرجان ومستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وقبل حفل الافتتاح نظم كرنفال فني بعنوان «زاويات الصويرة» حيث عرفت مدينة الصويرة العتيقة استعراضات لرقصات شعبية مغربية تفاعل معها الجمهور ومنها فرقة كناوة التي ألهبت حماس الناس، وفرقة عيساوة والدقة المراكشية ورقصات أمازيغية واستعراضات أخرى، وتم إطلاق حمامتين أمام تصفيق الجمهور كدلالة على السلام والتسامح اللذين يدعو إليهما المهرجان. وقالت إلفيرا سانخوزا مديرة الثقافات الثلاث إن المهرجان ليس فقط مناسبة ثقافية فنية بل فرصة للقاءات ثقافات وأعراق مختلفة، وأضافت: «نحن نهدف بالأساس إلى تعزيز التسامح والسلام بين اليهود والمسيحيين والمسلمين. واستمتع الجمهور الحاضر في باب المنزه وسط المدينة العتيقة بقطع موسيقية أدتها فرقة المرحوم عبد الكريم الرايس، وتفاعل الجميع على إيقاعات الأنغام الأندلسية، قبل أن تتحول المنصة إلى تبادل موسيقي عربي عبري بمشاركة كورال هيفرات دافيد حامليش من مدينة ستراسبورغ ويمثلون يهودا من أصول مغربية يعيشون خارج المغرب لكنهم يتقاسمون مع المغاربة عشقهم وولعهم بالموسيقى الأندلسية. وتفاعل الجمهور مع الأغاني العبرية التي أدتها هذه الفرقة بمشاركة وعزف جوق بريول الذي كان يشدو بالعربية فامتزجت العبرية بالعربية في ألحان أندلسية فيما يشبه ديو كبير منسجم استحسنه الحضور كثيرا. وألقت الفرقتان أغاني مغربية أندلسية معروفة بكلمات عبرية قبل أن ينضم المطرب المغربي اليهودي حايم لوك الذي ألهب القاعة بحيويته وصوته القوي حين شارك فرقة جوق بريول الغناء وغنى بالعربية والعبرية والإسبانية وخاطب الجمهور قائلا: «في الموسيقى لا حدود بيننا هذا حفل للتسامح والتعايش أيضا».