اكتشاف موقع أثري يعود إلى الحقبة الآشورية في الحي القديم بأربيل

فريق ألماني ينقب.. والآثار المكتشفة تعود إلى 3 آلاف سنة

قلعة أربيل تطل على إحدى ساحاتها («الشرق الأوسط»)
TT

يجري فريق من الآثاريين الألمان تنقيبات آثارية في محافظتي أربيل والسليمانية وتشمل 40 موقعا يتوقع العثور فيها على آثار مطمورة تعود إلى آلاف السنين، وتمكن الفريق فعلا من العثور على بيت أثري في الحي القديم وسط أربيل يعود تاريخه إلى ثلاثة آلاف سنة.

وفي اتصال مع الملا آوات، مدير عام الآثار في وزارة البلديات والسياحة في حكومة إقليم كردستان، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الوزارة وجهت دعوة رسمية إلى فريق ألماني متخصص بالتنقيبات الآثارية للحضور إلى كردستان وإجراء مسح ميداني لأكثر من أربعين موقعا في محافظتي السليمانية وأربيل يعتقد أنها تحتوي على آثار تاريخية، والفريق مستمر في عمله حاليا، وتم تأشير عدد من المواقع التي دلت الفحوصات الأولية على وجود آثار فيها».

وحول الموقع الأثري الذي تم اكتشافه في أربيل قال مدير عام الآثار في إقليم كردستان: «هذا الموقع اكتشفه أساسا أحد مواطني محلة (حي) العرب القديمة وسط المدينة، وهي إحدى أقدم المحلات التي تقع عند سفح القلعة التاريخية في أربيل، وذلك أثناء حفره بئرا للصرف الصحي فوصل بعد عمق مترين إلى سقف بيت مطمور وعندما حفر السقف وجد أنه لغرفة كبيرة، فبادر على الفور بالاتصال بمديرية آثار أربيل التي أوقفت الحفريات هناك وأرسلت فريقا منها للكشف الموقعي فتبين أنه بيت دفن تحت الأرض، ودلت الفحوصات على أنه يعود إلى ثلاثة آلاف سنة، وتحديدا إلى الحقبة الآشورية».

وكانت مديرية آثار كردستان قد أوقفت جميع أنواع البناء في المحلات القديمة بأربيل، خصوصا في محلات «العرب وخانقاه وتعجيل» التي أقيمت على سفح القلعة منذ مئات السنين، ويعتقد أنها تحتوي على الكثير من الآثار التاريخية.

من جهته، أشار المتحدث الإعلامي لمحافظة أربيل، همزة حامد، إلى أن خطة المحافظة للسنوات الـ25 المقبلة والهادفة إلى تطوير عاصمة الإقليم سوف لن تطال هذه المحلات القديمة.

وعن تاريخ هذه المحلة العريقة ينقل مؤرخ أربيل الراحل، زبير بلال إسماعيل، عن مشاهدات ياقوت الحموي الذي زار أربيل في رجب 617هـ، أي في زمن حاكم أربيل مظفر الدين كوكبري «في ربض القلعة في عصرنا هذا مدينة كبيرة عريضة طويلة قام بعمارتها وبناء سورها وعمارة أسواقها وقيصرياتها الأمير مظفر الدين كوكبوري ابن زين الدين»، ويقول زبير بلال عن ربض القلعة «إن المنطقة المحيطة بالمنارة المظفرية في عهد كوكبوري كانت تسمى بدرب المنارة، لذا فإن محلة العرب كانت بمثابة درب المنارة في زمن مظفر الدين، كما أن المؤرخ الكبير ابن المستوفي ذكر هذا الحي وقال إنه من الأحياء القديمة». ويرجح أن محلة العرب أنشأت بعد نزوح الكثير من العوائل العربية من القرى العربية الواقعة في غرب أربيل، وخصوصا من عشائر الطي والعبيد والنعيم، وآخر هؤلاء العوائل كانوا يمتهنون مهنة تربية المواشي والأبقار.