الرئيس الصيني يبدأ زيارة إلى البرتغال قد تتوج بتوقيع عقود تجارية

أنباء عن توجه بكين لشراء أسهم الديون البرتغالية على غرار اليونانية

TT

بدأ الرئيس الصيني هو جينتاو أمس زيارة دولة تستغرق يومين إلى البرتغال التي تأمل الاستفادة بدورها من الموارد الصينية لدعم اقتصادها المتأزم وتخفيف ضغط الأسواق المالية الدولية على ديونها. ووصل الرئيس الصيني إلى البرتغال قادما من فرنسا في ختام زيارة دامت 3 أيام وسمحت بتوقيع عدد من عقود مهمة للصناعة الفرنسية قيمتها 20 مليار دولار.

وفي إشارة ترمز إلى العلاقات التاريخية بين العملاق الآسيوي وأحد أصغر الدول وأفقرها في أوروبا، تتضمن زيارة الرئيس الصيني التوجه أولا إلى ضريح لويس دو كامويس شاعر الملحمة لوسيادس في القرن السادس عشر التي ألفها جزئيا في مستعمرة ماكاو البرتغالية سابقا والتي أصبحت صينية اليوم. وكان مقررا أن يجتمع الرئيس الصيني لاحقا مع البرتغالي إنيبال كافاكو سيلفا، على أن يجتمع مع رئيس الوزراء جوزيه سوقراطس اليوم الأحد لتوقيع اتفاقيات في مجالات التجارة والطاقة المتجددة والسياحة. ويقوم جينتاو بهذه الزيارة ترافقه زوجته والكثير من أعضاء الحكومة الصينية و50 رجل أعمال.

وبعد أن كانت مقررة في يوليو (تموز) 2009 بمناسبة الذكرى العاشرة لاستقلال ماكاو، أرجئت هذه الزيارة، وهي الأولى لرئيس صيني إلى البرتغال منذ 1999 بسبب اضطرابات أتنيه في منطقة شينغيانغ. ومنذ ذلك الوقت، زار الكثير من كبار المسؤولين البرتغاليين الصين، وسيشارك رئيس الوزراء جوزيه سوقراطس في 14 و15 من الشهر الحالي في منتدى اقتصادي في ماكاو حيث سيلتقي نظيره الصيني وين جياباو.

وقد زار وزير المالية فرناندو تيكسييرا دوس سانتوس مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي ماكاو وهونغ كونغ برفقة رئيس وكالة الديون العامة في محاولة لإقناع المستثمرين الصينيين بتحسن الوضع المالي في البرتغال التي تعاني من صعوبات كبيرة في التمويل الخارجي بسبب ريبة الأسواق التقليدية.

وفضلا عن التوقيع على 10 عقود محتملة، أبدت الصحف البرتغالية تكهنات كثيرة خلال الأيام الأخيرة حول إمكانية أن تعلن بكين، كما فعلت الشهر الماضي مع اليونان، استعدادها لشراء أسهم الديون البرتغالية التي تراجعت كثيرا في أسواق السندات.

وكثفت بكين ولشبونة خلال الأيام الأخيرة مظاهر المودة، وأشاد الرئيس هو جينتاو في حديث لوكالة لوزا «بالصداقة العريقة» في العلاقات «المثمرة في كافة المجالات» بين البلدين اللذين وقعا سنة 2005 «شراكة استراتيجية شاملة». واعتبر الرئيس كافاكو سيلفا في تصريح لوكالة الصين الجديدة أن البرتغال قادرة على أن تكون «شريكا اقتصاديا مثاليا للصين» بصفتها «عضوا مؤسسا في منطقة اليورو مندمجا تماما في الأسواق الأوروبية» وكذلك «لعلاقاتها الاقتصادية مع الدول الناطقة باللغة البرتغالية في أفريقيا وأميركا اللاتينية».

كذلك أعلن رئيس الوكالة البرتغالية للتجارة الخارجية بازيليو هورتا لإذاعة الصين الدولية أن الصين باختيارها البرتغال «أرضية لوجيستية لشركاتها ومنتوجاتها»، يمكنها أن تستفيد من «بوابة دخول إلى أوروبا وربما لأسواق أخرى في بلدان ناطقة بالبرتغالية».

وقد طورت بكين فعلا منذ عدة سنوات علاقاتها مع الدول الناطقة بالبرتغالية وعلى رأسها البرازيل وأنغولا، وهما من أكبر مزوديها بالنفط. لكن وفي حين ارتفع حجم المبادلات مع مجمل الدول الناطقة بالبرتغالية بشكل كبير، وتجاوز حسب بكين 58.5 مليار دولار بين يناير (كانون الثاني) وأغسطس (آب) 2010 فما زالت المبادلات هامشية جدا مع البرتغال التي تحتل حاليا المرتبة 77 على لائحة مزودي الصين (222 مليون يورو من الصادرات سنة 2009) والمرتبة 65 في لائحة الزبائن (1.1 مليار يورو من الواردات في 2009).