هوليوود تتهم بوليوود بسرقة قصص أفلام وكلمات أغان.. وأشياء أخرى

تقدم قائمة طويلة من الأفلام الهندية التي اقتبست مواضيعها من أفلامها الشهيرة

تقول استوديوهات هوليوود إن «الضربة القاضية» اقتباس عن «الأصدقاء»، وهناك قائمة طويلة من أفلام بوليوود التي تأخذ من أفلام هوليوود موضوعا لها
TT

أقامت شركة «توينتيث سينشري فوكس» دعوى قضائية ضد منتج في بوليوود بزعم محاكاة فيلم من الأفلام التي أنتجها، حيث ادعت الشركة أن فيلم بوليوود «نوك أوت» (الضربة القاضية)، الذي قام ببطولته نجم فيلم «سلامدوغ مليونير» (المليونير المتشرد)، عرفان خان، بمصاحبة سانغاي دوت، تقليدا لفيلم «فون بوث» (كابينة هاتف)، الذي قام ببطولته كولين فاريل وكيفر ساذرلاند.

وفي الوقت نفسه يُعتقد أن شركة «وارنر برازرز» بهوليوود قد طلبت مشاهدة نسخة ترويجية من فيلم آخر من أفلام بوليوود باسم «غوثا هاي ساهي»، وسط شكوك بأن قصته تقوم على مسلسل «فريندز» (الأصدقاء) الشهير، الذي أنتجته ويعرض منذ فترة طويلة.

وقد نفى منتج فيلم «نوك أوت» سهيل ماكلاي أن يكون الفيلم مقتبسا من فيلم «فون بوث» مدافعا: «نعم، لقد تلقينا إخطار المحكمة ويتعامل محامونا مع الأمر، لكن التشابه يتوقف عند هذا الحد».

وبحسب ماكلاي، فإنه على الرغم من أن الفيلم يحكي عن كابينة هاتف، فإن بطله ليس هدفا لقاتل، بل يتمحور حول خطة للكشف عن أفراد يقومون بغسيل أموال وإعادة «النقود السوداء» من حسابات في مصارف في دول أخرى إلى الحكومة الهندية.

وأضاف قائلا: «إنه فيلم مستقل ولا يمت بصلة لفيلم كابينة الهاتف». ومن جانبه، نفى منتج فيلم «غوثا هاي ساهي»، مادو مانتينا، التحضير لعرض الفيلم أمام ممثلي شركة «وارنر برازرز». وأوضح قائلا: «لا أنوي عرضه (في إشارة إلى الفيلم) أمام (وارنرز)، فهو لا علاقة له بمسلسل (فريندز)». وتوصل المنتج الهندي، سوباش غاي، منذ شهرين إلى تسوية بعيدا عن ساحات القضاء مع شركات الإنتاج «توينتيث سينشري فوكس»، التي زعمت أن فيلم «هالو دارلينغ» (مرحبا يا عزيزتي) يحاكي فيلم «فروم ناين تو فايف» (تسعة إلى خمسة). والفيلم الكوميدي الذي أنتج عام 1980 قام ببطولته كل من جين فوندا ودولي بارتون، بينما رفض مسؤولون في مكتب شركة «توينتيث سينشري فوكس» في الهند التعليق.

من الواضح أن هوليوود لن تجلس وتشاهد إنتاجها يقلد. لقد وجه مسؤولو هوليوود الكثير من الاتهامات على مدار سنوات ضد بوليوود بسرقة قصص أفلام وكلمات أغان، وأشياء أخرى من إنتاجها. وتحظى الاتهامات بمصداقية، لأنه من المعروف أن صناعة السينما في بوليوود تنقل كثيرا عن أفلام هوليوود.

ويعرض الموقع الإلكتروني www.bollycat.com أفلام بوليوود التي تحاكي أفلام هوليوود، يزور الآلاف يوميا هذا الموقع، الذي يضم قائمة بأكثر من 300 فيلم من أفلام بوليوود، وبدأ منتجو هوليوود يهتمون به.

ويشيع محاكاة أفلام هوليوود وتقديمها كأنها عمل إبداعي أصيل داخل بوليوود، وكانت شركات هوليوود تغض الطرف حتى سنوات قليلة ماضية عن محاكاة أفلامها التي تحدث بكثرة، لكن يبدو أنها أفاقت وقررت المطالبة بحقوقها. لكن المفاجئ في الأمر أن المبادرة باتخاذ هذه الخطوة كانت من جانب مكتب الشركات الرئيسي في أميركا، وليس مكتب بومباي.

وأصدرت شركة «وارنر برازرز»، التي تعد من كبرى شركات الإنتاج في هوليوود، إخطارا علنيا مؤخرا، نوهت فيه بأنه من يُعِد صناعة الفيلم الحائز على جائزة الأوسكار «كيوريس كيز أوف بنجامين بوتن» (حالة بنجامين بوتن الغريبة) دون إذن مسبق، فسيخسر أمواله، قائلة: «سنتخذ إجراء».

وقد صدر الإعلان في الصحف بعد أن عرفت الشركة أن فيلم «أكشن ريبلاي» للمنتج الهندي والمخرج فيبيل شاه، يعتمد على فيلمهم الحائز على الأوسكار.

وسارع فيبيل بالتوضيح قائلا: «فيلمي يعتمد على مسرحية كتبتها منذ سنوات طويلة، وتم تسجيلها لدى لجنة الرقابة الهندية، وعُرضت على خشبة المسرح. ولا يوجد في فيلمي مشهد يشبه فيلم براد بيت».

لكن بحسب ما أفاد به المستشار القانوني لشركة «وارنر برازرز»، تشاندلر لال، من شركة «لال آند سيثي» هذه هي فقط البداية، حيث قال: «لقد انتبهنا لفيلم (ذا ديبارتيد) (الراحل)، عندما سمعنا أن المنتجين ساجد ناديادوالا وإيروس، يعدان لفيلم يقوم على ذلك السيناريو»، وأضاف قائلا: «لقد كاتبناهما وأرسلا ردا يوضح أنهما لم يقوما بهذا، لذا قلنا: حسنا فليكن».

وقد أقامت الشركة المنتجة نفسها دعوى قضائية ضد منتجي فيلم بوليوود آخر باسم «هاري بوتر - كوميديا الرعب» على أساس أنه يشبه فيلم «هاري بوتر»، لكن كسبت شركة «ميركي موفيز ليميتيد» المنتجة للفيلم هذه الدعوى.

وأقامت شركة «توينتيث سينشري فوكس» دعوى قضائية أمام محكمة دلهي العليا لمنع شركة الإنتاج الهندية «زي تيليفيلمز» من عرض مسلسل حركة باسم «تايم بوم» (قنبلة زمنية). وتزعم شركة «توينتيث سينشري فوكس» أن المسلسل الهندي يحاكي «شو 24» وأمهل القاضي الشركة الهندية فترة نهاية الأسبوع لتحضير دفاعها عن التهم الموجهة إليها.

تقول شركة «توينتيث سينشري فوكس» إن أحداث المسلسل «قنبلة زمنية» تدور في الوقت الحقيقي مثل مسلسل «24 ساعة»، حيث تمثل ساعة من العرض ساعة من حياة الشخصيات. وبينما تدور أحداث «24 ساعة» حول محاولة اغتيال رئيس أميركي يتمتع بالقبول لدى الشعب على أيدي إرهابيين، تدور أحداث مسلسل «قنبلة زمنية» حول محاولة اغتيال رئيس وزراء هندي يتمتع بقبول لدى الشعب.

وقبلت شركة «توينتيث سينشري فوكس» مبلغ 200 ألف دولار في أغسطس (آب) 2009 كتسوية خارج ساحات المحاكم، من شركة «بي آر فيلمز»، التي تنتج أفلام بوليوود، بعد اتهامها بتقليد فيلمها الكوميدي الحائز على جائزة الأوسكار إنتاج عام 1992 «ماي كازين فيني»، المعروف باسم «باندا يي باندياز هاي»، أو «زيس غاي إز فيرليس» في بوليوود، وأنتج في أبريل (نيسان) 2010.

من الأمثلة الواضحة الأخرى فيلم بوليوود «بارتنرز» (شريك)، حيث اتهمت شركتا «أوفرلوك إنتيرتينمينت» و«سوني بيكتشيرز»، اللتان أنتجتا فيلم «هيتش»، منتجيه بمحاكاة الفيلم الكوميدي الرومانسي إلى حد نقل كادرات كاملة.

وقد طالبت الشركة بتعويض قدره 30 مليون دولار، وبحسب مصادر في عالم صناعة السينما، فهناك اتجاه نحو التسوية بين الطرفين. لماذا استيقظ منتجو هوليود فجأة وأدركوا هذه السرقة؟! لقد أثار النجاح الذي حققه فيلم «المليونير المتشرد» فضول المنتجين الكبار داخل هوليوود بشأن «نمط أفلام بوليوود»، فبدأوا في مشاهدة أفلام بوليوود بشكل متقطع، مما أدى إلى ما يطلق عليه الأميركيون «موقفا»، وأدركوا وجود مشاهد كاملة مسروقة من أفلامهم في الكثير من أفلام بوليوود.

وفي عالم سوق الترفيه في ظل العولمة، يوضح أحد المنتجين في بوليوود، ساجد ناديادوالا، سبب انهمار دعاوى قضائية، التي يقيمها منتجو هوليوود، على بوليوود فجأة، قائلا: «تحاول بوليوود أن تصبح لاعبا عالميا، ويتطلع عمالقة الإعلام العالمي إلى السوق الهندية. والإنتاج داخل بوليوود ضخم حيث تنتج سنويا 1000 فيلم، ويبلغ عدد الذين يرتادون السينما يوميا في الهند 14 مليون. واحتل 30 فيلما من إنتاج بوليوود مكانا ضمن قائمة أعلى 10 أفلام حققت الإيرادات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية في السنوات الخمس الماضية، ولا يمكن مقاومة إغراء هذه السوق. لا تجني شركات الإنتاج الضخمة في هوليود مثل (يونيفرسال) و(وارنر برازرز) و(ميرا ماكس) و(توينتيث سينشري فوكس) أرباحا من عرض إنتاجها السينمائي في الهند فقط، بل يعهدون بدبلجتها باللغة الهندية. والآن تتعارض مصالح هوليوود مع مصالح بوليوود، فهم يريدون أن يراقبوا من يقوم بتقليد الأفلام، وعلي أي عمل يعتمد ومن أين..؟ لذا علينا الآن التأكد من كل شيء. لم تكن بوليوود تتمتع بمكانة عالية في الماضي، لذا لم يكن أحد يلاحظها كثيرا، بينما أصبحنا اليوم عالميين».

وقال مخرجون ونقاد فنيون هنود إنه على الرغم من أن الحملة القانونية قد أثارت مخاوف من الانتشار من خلال بوليوود، فإنها ستنهي أخيرا «ثقافة الاقتباس» وستؤدي إلى التحول نحو إنتاج أفلام أفضل والمزيد من الأفلام الأصيلة، وسيتعين على صناع السينما الهندية الآن تعلم الاحتراس من «التأثر» بمضمون أفلام هوليوود، وإلا سيجدون شركات هوليوود تطالبهم بالمشاركة في الأرباح باعتبارها رسوم حق الملكية الفكرية.

ويقول الناقد الفني والسينمائي ميناكشي شيد: «السرقة التي تقوم بها بوليوود خبر جيد لكتاب السيناريو الهنود، حيث إنه من المأمول أن يحظوا ولو بالقليل من الاحترام بدلا من تكليفهم بنسخ أسطوانة (دي في دي) بالهندي. لقد قامت بوليوود بسرقة أفلام هوليوود لسنوات أو على الأقل كانت مصدر إلهام لها». ويقول بوني كابور أحد أهم الشخصيات في بوليوود: «لقد حاكى أكبر صناع السينما في بوليوود سيناريوهات كاملة لأفلام هوليوود ونجوا بفعلتهم، ومن الأشياء الرائجة التي يقوم بها كتاب السيناريو الهنود هذه الأيام التجول بأسطوانات (دي في دي) لأفلام هندية وإنجليزية قديمة، وعرض بتقديم نسخ منها». وأضاف قائلا: «لقد نسخت سيناريوهات هوليوود، لكنني لم أفعل ذلك أبدا من دون الحصول على التصريحات اللازمة لذلك. لكن هل من مهرب لبوليوود؟ المهرب الوحيد هو العودة إلى كتابة سيناريوهات أصيلة، ولا يعد ذلك غريبا على مومباي، حيث تم تنفيذ سيناريوهات وقصص أصيلة في حقبة الأربعينات والخمسينات والستينات تنتمي شخصياتها إلى واقع الحياة في الهند، ولم تنسخ من أفلام هوليوود. وسيطرت بوليوود على العالم، بدءا من شوارع موسكو إلى محلات التحف في طهران، ومن مقاهي القاهرة إلى مسارح بكين، حيث كانت تلقى الأفلام الهندية رواجا كبيرا. تلك هي الأفكار الأصيلة التي ندري وجودها اليوم، ولعل مخرجينا ومنتجينا يستلهمون من ذلك بعض الأفكار الأصيلة».