اليونسكو وصحافتنا وخطابات عوجاء

محمود تراوري

TT

بانضمام منظمة اليونسكو (المعنية بالثقافة والعلوم على المستوى الدولي) إلى الرابطة الدولية للصحف الرياضية اعتبارا من فبراير (شباط) المقبل، يتأكد تنامي وصعود الاهتمام بالفعل الرياضي، والسعي الدؤوب لإكسابه مسحة من البهاء كممارسة إنسانية راقية.

الانضمام يأتي في إطار مشروع يهدف إلى إصدار نشرات إلكترونية بغية تعزيز الوعي بأهمية الرياضة والإمكانات التي من الممكن أن تقدمها في إطار مبادرات التنمية والسلام، وذلك بغرض تشجيع الشباب على النهوض بدور رائد في الجهود الرامية إلى إحداث تغيير إيجابي في المجتمعات التي ينتمون إليها.

هذه النشرات التي ستصدر الأولى منها في الثلث الأول من العام المقبل، ستتاح على موقع الإنترنت الخاص بكل من منظمة اليونسكو والرابطة الدولية للصحف الرياضية وسوف تتمحور حول الموضوعات الأربعة التالية: الرياضة بوصفها أداة للتنمية، مع التركيز بوجه خاص على القارة الأفريقية، تمكين الشباب والرياضة، والرياضة ومكافحة العنصرية، والرياضة والوقاية من العنف.

وتشكل النشرات المشروع الأول في إطار الشراكة الجديدة بين شعبة الشباب والرياضة والتربية البدنية باليونسكو والرابطة الدولية للصحف الرياضية. وستتعاون الجهتان لإعداد مبادرات ترمي إلى تعزيز وعي الجمهور بقدرة الرياضة على تيسير السلام وتسريع التنمية.

وإذا كانت الرابطة الدولية للصحف الرياضية أُنشئت عام 2008 بمبادرة بدأتها مجموعة من الصحف الرياضية الرائدة هي «ليكيب» (فرنسا) و«لا غازيتا ديللو سبورت» (إيطاليا) و«ماركا» و«موندو ديبورتيفو» (إسبانيا) و«أوليه» (الأرجنتين) و«لانس!» (البرازيل)، بهدف تعزيز قيم الرياضة واهتمام الصحافة الرياضية وحريتها. نتساءل - مثلما نتساءل عادة عند أي مشروع أممي - عن أين الصحافة العربية من هكذا مشاريع؟.

أترك السؤال معلقا للمعنيين، لأنتقل إلى مسألة تتعلق بجوهر مبادرة اليونسكو المتمثلة في «تعزيز الوعي بأهمية الرياضة في إطار مبادرات التنمية والسلام، وتشجيع الشباب على النهوض بدور رائد لإحداث تغيير إيجابي في المجتمعات التي ينتمون إليها»، وأحاول أن أربط بين هدف نبيل كهذا، وتصريح سلبي أطلقه الوحداوي حاتم خيمي قبيل لقاء فريقه الأخير أمام الوحدة، ذكرت أنباء أنه لقي بسببه توبيخا من قيادات في الوحدة. فالتصريح الخيمي عابته أشياء كثيرة أولها بعده عن اللباقة والوعي الذي غالبا ما تحاول بعض الكتابات تصويره في الخيمي، ثم إحداثه تشويشا ما انفك الوحداويون يتأذون منه باستمرار، ناهيك عن تضاده مع الدعوة التي أطلقها جمال تونسي عشية فوزه بمقعد الرئاسة، ومطالبته كل الوحداويين بضرورة وأهمية الالتفاف حول ناديهم، فجاءت تصريحات خيمي العوجاء (وهو عضو في الإدارة الجديدة) ناسفة لجوهر دعوة التونسي، إذ لم يكن الوحداويون بحاجة قط لمن يعيدهم إلى المربع الأول من الاحتراب الرخيص، وتبادل التهم التي أقضت مضجع النادي العتيق منذ قرون. فعن أي وعي يتحدث من يقول بوعي الخيمي؟ اليونسكو تطالب بإحداث تغيير إيجابي في المجتمعات.

هل ننتظر تغييرا إيجابيا وهكذا خطابات مستمرة في المشهد الرياضي؟