الثقة المفقودة!!

أحمد صادق دياب

TT

في هذا الأسبوع عشنا مع أجمل مباراتين في دوري زين السعودي حتى الآن.. وكانت مباراة الاتحاد والشباب ومضات من المتعة خصوصا في دقائق المباراة الأخيرة، بينما كانت المباراة الثانية بين الهلال والأهلي مليئة بالمتعة والجمال والروعة طوال دقائقها..

لن أقول إن الأهلي وجد نفسه، ولكن من المهم أن نقول إننا نأمل أن يكون الأهلي قد وضع يده على الداء أو مكمن النزيف الداخلي الذي «هد حيل الفريق».. لا أريد أن أطرح أسئلة حول ما حدث وكيف حدث..؟ ولكن من المهم جدا معرفة أن الأهلي ما زال يعاني كثيرا في خط دفاعه وحراسته المهزوزين، إلى الدرجة التي أصبح جمهور الأهلي معها يضع يده على قلبه في كل مرة تتجه الكرة بعد خط المنتصف في اتجاه مرماه.

من وجهة نظري أن سبب ومكمن المشكلة في دفاع وحراسة الأهلي يعود إلى الثقة المهزوزة ما بين الجانبين والتي كانت واضحة تماما في عملية التوجيه القيادي ما بين مسعد والمعيوف أثناء وبعد المباراة وهذه النقطة قد لا يرى البعض أنها أساسية بالقدر الذي يتحدث من خلاله عن المستوى الفني، ولكني أجزم أن زيادة جرعة الثقة بين الخطين ستجعل من الأهلي فريقا قادرا على تجاوز محنته والوقوف في وجه عاصفة النتائج السلبية، فما رأيناه في المباراة الأخيرة يؤكد على أنه قادر على المنافسة وتغيير الجلد إذا ما تمكن من «رتق» هوة الثقة بين خطوطه الخلفية.

من جهة أخرى، أنا أميل إلى الاعتقاد بأن الهلال ما زال يعاني كثيرا من الداخل من جراء خروجه الآسيوي، على الرغم من أن هذا الوضع طبيعي جدا في كرة القدم وعادي جدا في لغة الرياضة، ولكن الطموح الكبير والرغبة الجامحة في الحصول على اللقب، لا بد وأن تتحول إلى إحباط مرير وإرهاق داخلي ملموس وشعور بالقهر.

كيف يمكن أن يخرج هذا الفريق الكبير من هذه الحالة؟.. هو السؤال الذي يطرح نفسه، ويدور في أذهان عشاق هذا المارد الأزرق وأعتقد أن السر يكمن في أن يقف رجال الهلال وراء اللاعبين في هذه الأيام ويوضحوا أن النظر إلى الخلف لا يزيد الأمر إلا حسرة ويشتت الأذهان ويبعد حلم البطولة.. الهلال في هذه الأيام يحتاج إلى جرعة كبيرة من الحماس تجاه البطولات المتبقية بعيدا عن أحلام الآسيوية التي رحلت..

رغم أن الفوارق كبيرة بين الطموح الأهلاوي والهلالي ولكني أقول - على الورق على الأقل - من شاهد المباراة لا يمكن أن يحدد من هو الفريق الذي ينافس على قمة جدولة الترتيب ومن الآخر الذي ينافس على قاعه..؟

شكرا للفريقين على سهرة لن تنسى وعلى أداء أعاد الطمأنينة إلينا بأن كرتنا السعودية ما زالت بخير.