ليبيا: ارتفاع عدد الصحافيين المعتقلين إلى 20.. ومدير شركة «الغد» مهدد بالاعتقال

طرابلس تؤجل إبعاد دبلوماسي أميركي بعد تهديد واشنطن بإلغاء زيارة ميتشل

TT

ارتفع أمس عدد الصحافيين الذين اعتقلتهم السلطات الليبية إلى 20 صحافيا، وذلك في إطار الحملة التي يتعرض لها التيار الإصلاحي الذي يقوده المهندس سيف الإسلام، النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، فيما قال سليمان دوغة، رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لشركة «الغد»، إنه تلقى تحذيرات باعتقاله لدى عودته إلى ليبيا.

وأعلن دوغة، الذي اعتقلت السلطات الليبية أول من أمس نائبه فوزي بالتمر، أنه تم إبلاغه بعدم العودة لليبيا في الوقت الراهن خشية تعرضه للاحتجاز والتحقيق والاعتقال، على خلفية نشر بعض التقارير الصحافية التي أزعجت بعض الجهات المسؤولة. وأوضح دوغة لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف من العاصمة البريطانية لندن، أن ما يتعرض له صحافيو ووكالة «ليبيا برس»، وشركة «الغد» للخدمات الإعلامية سببه الافتتاحية غير المسبوقة لصحيفة «أويا» اليومية، التي دعت العقيد القذافي ورفاقه الضباط الأحرار إلى أن يعيدوا الأمور إلى نصابها.

وأضاف «هناك أيضا انزعاج شديد من قبل بعض الأطراف الأمنية وبعض الوزراء من الظهور الإعلامي على شاشة قناة (الجزيرة) القطرية، لقد تعاملنا في فريق (ليبيا الغد) مع الأمر في بدايته بالحكمة والتعقل والهدوء، أبلغناهم أن وضعنا قانوني، وأننا نعمل وفق الثوابت الوطنية لثورتنا وانتظرنا ليومين كاملين».

وزاد دوغة قائلا «لكن للأسف، الطرف الثاني لم يترك لنا خيار سوى الظهور والحديث في شاشة قناة (الجزيرة)، خاصة بعد إقدامه على اعتقال صحافيات، وهو أمر شنيع مخالف لقيمنا وأخلاقنا وديننا»، مشيرا إلى أن «بعض آباء هؤلاء الصحافيات يوجدون الآن في المستشفى بسبب تأثرهم الشديد».

ودافع دوغة عن التيار الإصلاحي المناوئ للحرس القديم في ليبيا، وقال: «أنا جزء من فريق تيار «ليبيا الغد»، الذي يقوده سيف الإسلام القذافي، وجندي كبقية إخواني مع هذا الرجل الذي دافع عن حقنا ولا يزال يدافع عن مبادئ الثورة التي جاء بها والده القائد معمر القذافي. وعندما يأمرني بالعودة سوف أكون في أول طائرة تعود لطرابلس».

ولليوم الرابع على التوالي واصل جهاز الأمن الداخلي في ليبيا استدعاء واحتجاز صحافيي ومراسلي مكتب وكالة «ليبيا برس» في طرابلس ومدينة بنغازي، حيث وصلت قائمة المعتقلين إلى 20 صحافيا ومراسلا لأسباب لا تزال غامضة.

وقالت وكالة «ليبيا برس» في بيان لها إن استمرار هذا الاعتقال التعسفي للزملاء الصحافيين، وبينهم 6 صحافيات، يدعوها لمطالبة العقيد القذافي ومناشدته التدخل شخصيا للإفراج فورا عن الصحافيين والصحافيات المعتقلين، ووقف التشويه والعبث الذي تقوم به بعض الجهات الإعلامية الرسمية والأمنية بصورة ليبيا وثورتها.

ودعت الوكالة وزير العدل الليبي، المستشار مصطفى عبد الجليل، لكي يتدخل فورا ويأمر بالإفراج عن المعتقلين، داعية جميع مؤسسات المجتمع الأهلي ونقابة المحامين بطرابلس وبنغازي وجمعية القذافي لحقوق الإنسان للتحرك الفوري وإصدار بيانات الاستنكار لسلسلة الاعتقالات غير المبررة.

واعتبرت الوكالة أن الإجراءات التي تقوم بها الجهات الأمنية تمثل مخالفة لقانون تعزيز الحريات وللوثيقة الخضراء، مؤكدة في المقابل، قانونية وشرعية وجودها واستمرارها في تأدية عملها الصحافي المهني، في ظل ما سمته «الثوابت الوطنية والخطوط التي حددها مشروع ليبيا الغد».

من جهة أخرى، قالت مصادر ليبية إن طرابلس أجلت طرد أحد مسؤولي البعثة الدبلوماسية الأميركية في ليبيا يوما آخر، بعد أن كانت منحته مهلة 24 ساعة لمغادرة البلاد، بعدما هددت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بإلغاء زيارة جورج ميتشل، المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى ليبيا في حال نفذت طرابلس تهديدها بطرد الدبلوماسي الأميركي. وأشارت المصادر إلى أن طرابلس كانت تستعد قريبا لاستقبال ميتشل، الذي كان من المقرر أن ينقل إلى الزعيم الليبي رسالة من الرئيس أوباما.

وكانت ليبيا قد أمهلت يوم الجمعة الماضي الدبلوماسي الأميركي، يوما واحدا فقط لمغادرة أراضيها، إثر قيامه بزيارة لمعالم تاريخية وأثرية في مدينة يفرن (130 كم جنوب غربي العاصمة)، وهو ما اعتبرته ليبيا خرقا لقواعد الدبلوماسية، حسبما كشفته صحيفة «قورينا».