القربي لـ«الشرق الأوسط»: الدور الأميركي يقتصر على الجانب الاستخباراتي

العولقي المولود في واشنطن يدعو لقتل الأميركيين

TT

قال وزير خارجية اليمن الدكتور أبو بكر عبد الله القربي، أمس: إن بلاده تحتاج لمزيد من المساعدة من حلفائها لمحاربة «القاعدة»، وذلك بعد أيام من إعلان التنظيم مسؤوليته عن إرسال طردين ملغومين جوا إلى الولايات المتحدة.

وفي رده على سؤال «الشرق الأوسط» حول ما تردد عن نشر طائرات أميركية من دون طيار لمكافحة عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، قال وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي: إن الدور الأميركي في محاربة «القاعدة» يقوم على الجانب المعلوماتي والاستخباراتي، وأن تعقب هذه العناصر مهمة قوات الأمن اليمني. وفيما يخص موضوع «الطرود المشبوهة»، قال القربي: إن التنسيق قائم بين الأجهزة المعنية في اليمن ودول الإمارات العربية المتحدة وبريطانيا والولايات المتحدة، لمعرفة ملابسات هذه القضية. وأضاف: علينا ألا نستبق نتائج التحقيقات الجارية بهذا الخصوص. وأشار القربي إلى أن ظهور عدد آخر من الطرود المشبوهة في بلدان أخرى، كاليونان يضع علامات استفهام كبيرة حول هذه الطرود وأهدافها وتوقيتها والجهة التي أرسلت منها.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، السبت الماضي خلال زيارة إلى أستراليا أن واشنطن، القلقة من انتشار تنظيم القاعدة في ذلك البلد، تدرس إمكانية تعزيز قوات الأمن اليمنية.

وفي موضوع ذي صلة، دعا الأمام اليمني المتشدد المطلوب من قبل واشنطن وصنعاء أنور العولقي، المسلمين إلى قتل الأميركيين دون مشورة أو فتوى، واصفا المعركة مع الأميركيين بأنها «مصيرية». وقال العولقي في رسالة مصورة بثت على الإنترنت: «لا تشاور أحدا في قتل الأميركيين، فقتال الشيطان لا يحتاج إلى فتوى ولا يحتاج إلى مشورة، هم حزب الشيطان وقتالهم فريضة الوقت». وإذ أكد أن المعركة مع الأميركيين «مصيرية»، قال «وصلنا وإياهم إلى: إما نحن وإما أنتم، نحن ضدان لا يجتمعان، فهم يريدون أمرا لا يقوم إلا بزوالنا».

واعتبر العولقي أن المنطقة تشهد صراعا بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، وقال في رسالته المصورة التي استغرقت نحو 23 دقيقة: «ما هو إلا قليل حتى تنتزع إيران حصتها من الكعكة». واعتبر الأمام الشاب الذي ظهر في الشريط مرتديا الثوب اليمني التقليدي والجنبية (الخنجر) الشبوانية أن القيادة الإيرانية لا تعمل من أجل المشروع الإسلامي وإنما تعمل من أجل ما سماه «المشروع الفارسي»، على حد تعبيره.

ويتعرض اليمن لضغوط من واشنطن للقضاء على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، لكن البلاد تواجه أيضا تمردا شيعيا متقطعا في الشمال وحركة انفصالية في الجنوب. وبعد أن اكتشف الطردان الملغومان المرسلان إلى الولايات المتحدة جوا في كل من بريطانيا ودبي قبل أسبوعين، أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ومقره اليمن، مسؤوليته عن المؤامرة الفاشلة. وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» أول من أمس أن الحكومة الأميركية نشرت منذ عدة أشهر طائرات «بريدايتور» من دون طيار في اليمن، لمطاردة عناصر تنظيم القاعدة الذين يكثفون نشاطهم في ذلك البلد.

وأكدت الصحيفة، استنادا إلى مسؤولين أميركيين كبار أن الجيش الأميركي وعناصر الاستخبارات لم يطلقوا صواريخ من تلك الطائرات، لقلة معلوماتهم حول رصد أماكن وجود المقاتلين.

وقد تبنى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إرسال طرود مفخخة إلى كنس في شيكاغو (شمال الولايات المتحدة) تم ضبطها في 29 أكتوبر (تشرين الأول) في طائرتين، أحدها بمطار دبي والأخرى في بريطانيا.

وأعلن المسؤولون الأميركيون للصحيفة أن طائرات «بريدايتور» تجوب أجواء اليمن منذ عدة أشهر بحثا عن قياديين في تنظيم القاعدة. لكن أولئك القياديين «يختبئون» منذ سلسلة هجمات شنها الجيش اليمني وإطلاق صواريخ أميركية عابرة مطلع السنة، كما أفادت الصحيفة، نقلا عن مسؤول في الحكومة الأميركية.

وشددت الصحيفة أيضا على أن المسؤولين اليمنيين متحفظون جدا بشأن هذه الأسلحة وأنهم يعتبرون أنها قد تأتي بنتائج عكسية.