توتر بين فتح والجهاد بعد خطاب شلح في دمشق

شهاب: يحاربون المقاومة ويكممون الأفواه.. والضميري: أتحداهم أن يأتوا بمعتقل رأي واحد

TT

دخلت العلاقة بين السلطة الفلسطينية وحركة فتح من جهة، وحركة الجهاد الإسلامي من جهة ثانية، مرحلة جديدة من التوتر الذي صاحبه تبادل للاتهامات القاسية، بعد خطاب ألقاه الجمعة الماضي أمين عام حركة الجهاد رمضان شلح، في دمشق، هاجم فيه الشرعية الفلسطينية وطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أن يجلس في بيته إذا لم يتبن خيار المقاومة.

وردت فتح بقسوة على شلح متهمة إياه بالسعي لإثبات الولاءات على حساب القضية الفلسطينية والوحدة، وعقبت الجهاد بالقول إن «من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة».

وزاد من التوتر اعتقال السلطة أحد أبرز القياديين السياسيين للحركة في الضفة، وإدانة الجهاد لما وصفته «بالنهج القمعي الذي تمارسه أجهزة السلطة الأمنية في حق أبناء الشعب الفلسطيني من اقتحام بيوت المواطنين الآمنين واعتقالهم واستدعائهم دون وجه حق». وطالبت الحركة في بيان لها «بوقف سياسة الاعتقال السياسي»، محذرة من التداعيات الخطيرة لاستمرارها.

واتهمت الجهاد جهاز المخابرات الفلسطيني باعتقال عبد الحكيم مسالمة، 50 عاما، في مدينة رام الله، الذي تلاحقه قوات الاحتلال منذ ما يزيد على خمسة أعوام. كما قالت الجهاد إن جهاز المخابرات استدعى أيضا زوجة مسالمة للتحقيق.

وقال داوود شهاب، أحد قيادي الجهاد لـ«الشرق الأوسط»: «إن السلطة تنتهج نهجا خطيرا في الضفة يسعى من جهة لضرب المقاومة، ومن جهة أخرى لقمع الحريات وإخراس كل الأصوات المعارضة». وهاجم شهاب ما وصفه باستهداف مزدوج يطال عناصر الجهاد في الضفة، تحت عنوان التنسيق الأمني. وقال إن ذلك «يحدث بينما لدى الجهاد موقف واضح بعدم التجريح في أي أحد وعدم مواجهة أحد».

وطالب شهاب بإطلاق سراح جميع معتقلي الجهاد، ووقف الملاحقات الأمنية للقيادات السياسية والطلابية، متهما هذه الأجهزة بعدم الامتثال للقرارات السياسية.

ونفى اللواء عدنان الضميري، الناطق باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية، اعتقال أي من الجهاد على خلفية سياسية. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أنا أتحدى الجهاد وأتحدى شلح بأن يأتونا باسم شخص واحد معتقل على خلفية سياسية». وأضاف «نحن نؤكد موقفنا، لن نسمح لأي فصيل بأن يمس السلطة والتزاماتها، لدينا سلاح واحد وقانون واحد».

واعتبر الضميري أنه «لا يوجد إشكال سياسي مع الجهاد» وقال إن حرية الرأي مكفولة في القانون، «والمعتقلون لدينا متهمون بقضايا لها علاقة بالسلاح».

وامتنع الضميري عن الإجابة عن سؤال حول سبب اعتقال مسالمة، وقال لا أريد أن أدخل في تفاصيل ذلك، لكن أريد أن أقول إنه «لا مشكلة مع هذا الرجل». وأوضح مصدر آخر لـ«الشرق الأوسط» أن مسالمة اعتقل بالتفاهم معه لتجنيبه خطرا كبيرا. وهذا ثاني توتر علني تشهده العلاقات بين السلطة والجهاد خلال شهرين، والسبب في المرتين، كان انتقادات علنية وهجمات كلامية على السلطة. وكانت السلطة قد اعتقلت الشهر الماضي بعض قيادي الجهاد بعد انتقادات حادة للسلطة بسبب قبولها المفاوضات، واتهمتها بالتنسيق الأمني لاعتقال واغتيال قيادات من حماس، وهو ما فسر في رام الله على أنه انحياز لحماس.

وزاد الطين بلة، هذه المرة هجوم شلح الحاد على أبو مازن، معتبرا أن قيادة السلطة غير مخولة بالتفاوض باسم الشعب الفلسطيني.

وقال المتحدث باسم فتح أحمد عساف: «إن ذكرى استشهاد قائد عظيم مثل فتحي الشقاقي يجب أن تكون مناسبة للوحدة الوطنية، لا أن تتحول إلى منبر للردح وإثبات للولاءات وإظهار الارتباطات على حساب الوحدة الوطنية، والتشكيك في شرعية التمثيل الفلسطيني».