النائب الثاني: نرجو من اليمن اقتلاع جذور «القاعدة» من أراضيه

كشف عن إحباط محاولة للمساس بأمن حج العام الماضي

جانب من العرض العسكري الذي أقيم أمس للوحدات الأمنية المشاركة في موسم الحج لهذا العام (تصوير: خضر الزهراني)
TT

كشف الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، عن إفشال القوات الأمنية في بلاده الاعوام الماضية مخططا للمساس بأمن الحج من قبل «فئة قليلة»، موضحا أنه تم التعامل معهم حينها.

وأكد أن كل ما يتعلق باليمن مهم بالنسبة لبلاده، وقال «هناك تعاون بين الأجهزة الأمنية في البلدين، وهي على أعلى المستويات، ونحن على ثقة بالقيادة الأمنية في اليمن، ونرجو أن تتمكن من اقتلاع جذور القاعدة الذين يوجدون على الأراضي اليمنية، ونحن نقف مع القيادة اليمنية دون تردد، فما يهمنا يهم اليمن، وما يهم اليمن يهمنا، وما يصيب اليمن يصيبنا، وما يصيبنا يصيب اليمن».

وأكد النائب الثاني، في المؤتمر الصحافي السنوي الذي عقد بعد جولته في المشاعر المقدسة، أمس، على ثقته في احترام كافة الحجاج لشعيرة الحج من حيث الزمان والمكان، خاصة أنهم في أطهر بقعة خلقها الله في العالم، وبجوار بيته الحرام، مشددا «يجب أن يحترموا كل ما يجب أن يحترموه، ويتعاونوا مع جميع الجهات المختصة بخدمتهم وسلامتهم وراحتهم وطمأنينتهم في أداء النسك»، مشددا على أنه «لا يمكن التهاون في أي أمر يمس الحجاج»، مبينا أنه لا يوجد فرق بين الحجاج «فكلهم متساوون وسيحظون بكامل الخدمات والأعمال التي تمكنهم من أداء حجهم بكل يسر وسهولة والعودة سالمين غانمين».

وعما إذا كانت السلطات السعودية ستقوم باستخدام القوات الأمنية التي قدمت عرضا عسكريا أمامه عصر أمس، أوضح الأمير نايف بقوله «لا نحتاج إلى عملها، لكننا لن نقبل بأي مساس يعترض حجاج بيت الله الحرام».

وحول فحوى المعلومات التي قدمتها الرياض إلى واشنطن بشأن مؤامرة الطرود، قال الأمير نايف «إن هناك تعاونا دائما بين السعودية وكل دول العالم ضد الإرهاب، خاصة إذا كان ضد الإساءة للإسلام». وأضاف «إن من يوهم نفسه بالعمل للدفاع عن الإسلام من هذه الفئة هو أبعد ما يكون عنه، وهم يعملون للإساءة ضد الإسلام». وقال مشددا «إن الإسلام لا يبيح قتل الأبرياء، ولا القتل غدرا لأي إنسان، والسعودية تتشرف بأنها دولة الإسلام، ومهد السنة النبوية، لذلك فهي أكبر دولة مستهدفة من هؤلاء المنتسبين للإسلام والإسلام بريء منهم». وفي ما يخص إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب الذي اقترحته السعودية قال الأمير نايف «إنه أمر متروك للأمم المتحدة».

وعما إذا كانت «القاعدة» ستستهدف حج هذا العام أكد النائب الثاني أنه لا يجب الثقة بـ«القاعدة»، وقال «لا نستبعد محاولتهم القيام بأي عمل يعكر صفو الحجاج، وهذا أمر محتمل الحدوث، والقوات الأمنية مستعدة لذلك»، آملا ألا يحدث ما يعكر هذه الشعيرة وصفو المسلمين في جميع أنحاء العالم. وقال «إن السعودية قادرة على إفشال مثل هذه العمليات ومواجهتها وردعها».

وأشار النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي إلى أن جسر الجمرات وضع وصمم بناء على دراسة مستفيضة، روعي فيها كل جوانب السلامة والتيسير بحيث يمكن أداء عمليات الرجم بكل سهولة ومن دون أضرار محتملة. وقال «تمت الاستفادة منه العام المنصرم بثلاثة أدوار، فما بالكم وهو مكتمل البناء». وحول النظر في زيادة عدد الحجاج في موسم هذا العام، أشار الأمير نايف إلى أن ذلك أمر وارد، وقال هذا العام تمت زيادة عدد الحجاج من الخارج بنسبة 20 في المائة.

وأكد أن لجنة الحج العليا تم تشكيلها من جميع الوزارات في السعودية، ولها لجان فرعية تتعلق بالحج والعمرة، ويجب أن تعمل في كل ما يخدم حجاج بيت الله الحرام. وقال «لن نرضى بأي تقصير تجاه الحج وشرعيته».

وناشد الأمير نايف الدول الإسلامية أو الدول التي بها مسلمون أن تلتزم بقرارات منظمة المؤتمر الإسلامي، آملا أن تتعاون هذه الدول في تنظيم أمور حجاجها وتوجيههم التوجيه السليم وتعريفهم بما يجب القيام بعمله في الحج.

ووقف الأمير نايف أمس، ميدانيا على استعدادات الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم حج هذا العام. واستعرض خلال جولته السنوية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة الإمكانات الآلية والبشرية التي هيأتها الأجهزة الحكومية والأهلية ذات العلاقة، من أجل توفير أعلى معدلات الأمن والأمان والراحة والاطمئنان لحجاج بيت الله الحرام، بما يتوافق مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده، الهادفة إلى تمكين ضيوف الرحمن من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام. وبدأت جولة الأمير نايف من مقر معسكرات قوات الطوارئ الخاصة المقامة في موقف حجز السيارات الصغيرة على طريق مكة المكرمة - الطائف السريع، حيث كان في استقباله الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، ومدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية الفريق سعيد بن عبد الله القحطاني.

وهناك شهد الأمير نايف العرض العسكري للوحدات الأمنية المشاركة في موسم حج هذا العام، والمتمثلة في قوات أمن الحج وقوات الطوارئ الخاصة والأمن العام والدفاع المدني والجوازات والمجاهدين والشرطة والمرور والدوريات الأمنية وأمن الطرق، إلى جانب الخدمات الطبية وخدمات وزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر السعودي وكلية الملك فهد الأمنية والقوات الخاصة بالحج والعمرة وقوة إدارة وتنظيم المشاة وقوات أمن المنشآت والقوات الخاصة للأمن الدبلوماسي، بالإضافة إلى عرض لطائرات «إس 29» التي تحتوي على أنظمة حديثة متطورة، وغيرها من الآليات والقوات المعنية بشؤون الحج والحجاج، واستمع إلى شرح عن الخدمات التي تقدمها تلك الآليات والمعدات والقوات خلال موسم الحج، وشاهد أيضا عرضا لعدد من طائرات «إس 29» التي تشارك في حج هذا العام.

وكان مدير الأمن العام السعودي ألقى كلمة في الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة، بين خلالها أن خير دليل وشاهد على رعاية وعناية القيادة السعودية بضيوف الرحمن «ما يرى ويلمس من مشروعات تطويرية في الحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسة»، منوها بما أضحت عليه منشأة الجمرات وقطار المشاعر المقدسة الذي سيطل في مرحلته الأولى هذا العام معلنا بدء أسلوب جديد وميسر من النقل والتنقل بين المشاعر المقدسة، ومقصيا لما يزيد على 30 ألف مركبة من الحركة في المشاعر المقدسة كانت تستخدم لنقل الحجاج، إلى جانب توسعة الحرم المكي وساحاته وزيادة طاقته الاستيعابية، بالإضافة إلى قرار مجلس الوزراء بتقنين دخول المركبات إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لتيسير الحركة وتسهيلها.

حضر الجولة والعرض العسكري، الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي آل سعود وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي، والأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، والأمير نواف بن نايف، وعدد من الوزراء وأعضاء لجنة الحج العليا ولجنة الحج المركزية والمسؤولين.

وكان الأمير نايف بن عبد العزيز قد وصل إلى جدة الليلة قبل الماضية قادما من الرياض، واستقبله في مطار الملك عبد العزيز الدولي، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، والأمير نواف بن نايف بن عبد العزيز، والأمير محمد بن فهد بن مقرن بن عبد العزيز، والأمير سعد بن عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز، وعدد من المسؤولين من مدنيين وعسكريين.

وكان النائب الثاني قد غادر الرياض في وقت سابق من مساء أول من أمس، وودعه بمطار قاعدة الرياض الجوية الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، والأمير منصور بن سعود بن عبد العزيز، والأمير يزيد بن سعود بن عبد العزيز مدير الشؤون الإعلامية بوزارة الداخلية، والأمير خالد بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز مدير عام التطوير الإداري بوزارة الداخلية، والأمير سعود بن عبد الله بن محمد آل سعود، والأمير منصور بن محمد بن سعد بن عبد الرحمن آل سعود المستشار بوكالة وزارة الداخلية لشؤون المناطق، والأمير فيصل بن بدر بن فهد آل سعود، والأمير سعود بن طلال بن بدر بن عبد العزيز المستشار القانوني بوزارة الداخلية، والأمير محمد بن عبد العزيز بن تركي آل سعود من وكالة وزارة الداخلية لشؤون المناطق، ووكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد بن محمد السالم، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين في وزارة الداخلية، وقائد قاعدة الرياض الجوية اللواء طيار ركن عبد اللطيف الشريم.