كلينتون تشيد بجهود فياض.. وتمنح السلطة 150 مليون دولار

قالت عشية لقائها بنتنياهو: سأتحدث معه حول الطريق إلى الإمام

TT

تلتقي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسط أجواء إحباط أميركي معلن من القرار الإسرائيلي ببناء وحدات استيطانية جديدة فوق الأراضي الفلسطينية. وحرصت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على إرسال رسالة واضحة بالتزامها بإقامة دولة فلسطينية عشية اللقاء، بالإعلان عن تزويد السلطة الفلسطينية بـ150 مليون دولار لدعم ميزانيتها.

وقالت كلينتون بمناسبة تسليم السلطة الفلسطينية الدعم المالي المباشر لميزانيتها أمس: «علينا أن نعمل لدعم مسارين في آن واحد»، أي مسار المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومسار دعم السلطة للاستعداد لإقامة دولة فلسطينية. وأضافت كلينتون في تصريحات أمام صحافيين في مقر وزارة الخارجية الأميركية وبمشاركة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض عبر دائرة تلفزيونية: «علينا أن نعمل مع السلطة الفلسطينية لدعم الجهود للعمل في اتجاه دولة فلسطينية». وحرصت كلينتون على الربط بين منح الـ150 مليون دولار للسلطة الفلسطينية والعملية السياسية، قائلة إن منح الأموال مباشرة للميزانية الفلسطينية «يشدد على أنها شريك ذو مصداقية في السلام». وأشادت بجهود فياض وحكومته، قائلة: «السلطة الفلسطينية عكس تاريخ الفساد، وتنتج نتائج تحسن حياة الفلسطينيين». وأشارت إلى تحسن الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية وتمكين قوات الشرطة، بالإضافة إلى تحسن الحياة المعيشية، على الرغم من إقرارها بتحديات عدة أمام الفلسطينيين؛ على رأسها البطالة.

واستهلت كلينتون تصريحاتها بالقول: «الولايات المتحدة أُحبطت بعمق لمعرفة الخطط المتقدمة للوحدات السكنية الجديدة»، في إشارة إلى توسيع المستوطنات غير الشرعية. وأضافت أن هذه خطوة «تعمل عكس جهود» استئناف المفاوضات المباشرة والتوصل إلى حل للنزاع، مؤكدة: «نحن نعمل كل يوم، بل كل ساعة لخلق الظروف المناسبة لاستئناف المحادثات».

وردا على سؤال حول لقائها مع نتنياهو، قالت كلينتون: «سأتحدث مع رئيس الوزراء حول الطريق إلى الأمام». وأضافت: «ما زلت مقتنعة بأن رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس (الفلسطيني محمود) عباس يريدان تحقيق حل الدولتين»، موضحة: «سنبقى ملتزمين بمساعدتهما على ذلك».

وعلى الرغم من إقرارها بوجود عقبات وصعوبات كثيرة أمام التوصل إلى سلام شامل، فإنها قالت: «نتيجة إيجابية، ممكنة، بل ضرورية» للجهود الحالية.

وستكون هذه رسالة كلينتون إلى نتنياهو اليوم عندما يلتقيان في نيويورك. ومن المتوقع أن تعقد كلينتون اجتماعا مع نتنياهو بحضور المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل، قبل اجتماعهما الثنائي. ومن غير المتوقع أن يخرج الاجتماع بنتائج ملموسة لدفع عملية السلام إلى الأمام، ولكن سيكون ذا أهمية في تقديم الإدارة الأميركي ردا للجنة المتابعة العربية وللفلسطينيين حول إمكانية استئناف المفاوضات.

من جهته، شكر فياض الحكومة الأميركية لدعمها للسلطة الفلسطينية بمنحها 150 مليون دولار كانت مقررة لعام 2011 ولكن تم تسليمها الآن بسبب النقص في الميزانية الفلسطينية. وبذلك أصبح الدعم المباشر الأميركي للميزانية الفلسطينية لعام 2010 بقيمة 225 مليون دولار، بينما وصل الدعم العام لمشاريع تشمل مشاريع «يو إس ايد» إلى نحو 600 مليون دولار هذا العام. وذكر فياض كلينتون بأن من الضروري التوصل إلى حل سياسي وإنهاء الاحتلال من أجل إقامة الدولة الفلسطينية. وأكد فياض أن العمل سارٍ على جميع الأصعدة كي تكون السلطة مستعدة بحلول صيف 2011 لإقامة الدولة الفلسطينية، قائلا: «الاستعداد لإعلان الدولة هو هدفنا الأساسي في البرنامج الذي أطلقناه عام 2009.. ونحن في طريقنا لتحقيقه».

وعلى الرغم من تأكيد كلينتون دعمها لإقامة الدولة الفلسطينية، فإنها شددت على أن «المفاوضات هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق لإقامة دولة فلسطينية تعيش مع إسرائيل بأمان». وكان هذا رد غير مباشر على الأصوات المطالبة بإعلان دولة فلسطينية بشكل أحادي إذا واصلت إسرائيل بناء المستوطنات ولم تتجه للمفاوضات بنية صادقة للتوصل إلى حل نهائي. وحذرت كلينتون من أن «الشعب الفلسطيني له أصدقاء يفضلون دعمه من خلال الكلمات بدلا من الأعمال، ولكن ذلك لا يجلب نتيجة»، من دون أن توضح من هم هؤلاء الأصدقاء.