نتنياهو يتحدى أوباما ويدافع عن مشاريع الاستيطان الجديدة في القدس

مصادر أميركية للصحافة الإسرائيلية: يبدو أنه غباء أو استفزاز مقصود

TT

بادر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى تأجيج الخلاف مع الإدارة الأميركية والدخول في صدام مباشر مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي انتقد مشاريع البناء الاستيطاني الجديدة في القدس الشرقية المحتلة، ووصفها بأنها لا تنسجم مع عملية السلام. وأصدر نتنياهو بيانا من نيويورك يؤكد فيه تمسكه الصلب بمواقفه الرافضة لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية أو القدس، ورد على تصريحات الرئيس أوباما، بالقول إن: «القدس ليست مستوطنة.. القدس عاصمة دولة إسرائيل الموحدة إلى الأبد». ورد الأميركيون بغضب شديد على هذا الموقف، واعتبروه وقاحة أو غباء أو استفزازا مقصودا.

وجاءت أقوال نتنياهو عشية الاجتماع المفترض عقده اليوم مع وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، مما يفسر على أنه تحد سافر للولايات المتحدة، يقول فيه إنه يفضل مواصلة انسجامه مع حلفائه في اليمين المتطرف على تفادي الأزمة مع واشنطن. ورأى المراقبون الإسرائيليون في هذا التحدي بالون اختبار يقيس فيه نتنياهو مدى ضعف الرئيس أوباما بعد نتائج الانتخابات النصفية للكونغرس، التي خسر فيها الحزب الديمقراطي أكثريته في مجلس النواب.

وكانت المشاريع الاستيطانية التي أعلنتها بلدية القدس واللجنة اللوائية للتنظيم والبناء بإطلاق مشروع لبناء 1350 وحدة سكن في المدينة، ومشروع بناء 800 وحدة سكن في مستوطنة أرئيل، القائمة على أراضي سلفيت، قد أثارت ضجة دولية تصدرتها الإدارة الأميركية بسلسلة تصريحات بدأها الناطق بلسان الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، وأكملها قادة بارزون في الاتحاد الأوروبي وروسيا، وتوجها أوباما.

وقال نتنياهو ردا على الانتقادات الأميركية والدولية على العطاءات الجديدة للبناء الاستيطاني في القدس: «لم تفرض إسرائيل على نفسها أبدا القيود بالبناء في القدس، التي يسكن فيها 800 ألف شخص، بما في ذلك فترة تعليق الاستيطان لعشرة أشهر.

وأضاف أن إسرائيل لا ترى علاقة بين العملية السلمية وسياسة التخطيط والبناء في القدس التي لم تتغير منذ 40 عاما. وكرر مزاعمه بأن حكومات إسرائيل، على مدار أربعة عقود شيدت في كل أنحاء القدس ووقعت اتفاقيات سلام مع مصر والأردن، وأدارت مفاوضات على مدار 17 عاما مع الفلسطينيين. وخلص إلى القول إن الخلاف في الرأي حول البناء في القدس بين إسرائيل والولايات المتحدة متواصل منذ 40 عاما وإن ذلك ليس جديدا.

وحال إطلاق هذه التصريحات، رد عليه مجددا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيليب كراولي. وكان كراولي قد قال للصحافيين يوم الاثنين الماضي: إن واشنطن «تشعر بخيبة أمل شديدة من الإعلان عن التخطيط، لبناء وحدات سكنية جديدة في مناطق حساسة من القدس الشرقية». وقال إن هناك جهات في الحكومة الإسرائيلية تحاول أن تحرج نتنياهو في زيارته إلى الولايات المتحدة. وبعد رد نتنياهو المذكور أعلاه، الذي بين أنه شخصيا هو الذي يقف وراء المشاريع الاستيطانية، خرج كراولي برد ثان رفض فيه أقوال نتنياهو وقال: «نحن نعرف أن لإسرائيل رأيا آخر مخالفا لرأينا، ولكننا نعتقد أنه مخطئ، وعليه أن يكون على ثقة بأن العالم كله يعرف أن مشاريع الاستيطان إذا نفذت ستمنع الفلسطينيين من العودة إلى طاولة المفاوضات المباشرة حول التسوية الدائمة.

وقال المراسل السياسي للقناة الثانية الإسرائيلية المستقلة، أودي سيغال، أمس: إن الأميركيين يطلقون تعابير شديدة اللهجة ضد نتنياهو وحكومته في الغرف المغلقة. فهم يتحدثون عن تصرف القادة الإسرائيليين كأغبياء أو استفزازيين ووقحين.

يذكر أن بلدية الاحتلال الإسرائيلية أقرت في مطلع الأسبوع الحالي عدة مشاريع استيطانية في القدس، بينها بناء نحو 1350 وحدة سكنية، ألف منها في حي هار حوما (جبل أبو غنيم) الاستيطاني، شمال مدينة بيت لحم. وكشفت حركة «سلام الآن» الإسرائيلية عن مشروع لبناء 800 وحدة سكنية أخرى في مستوطنة أرئيل، كبرى مستوطنات الضفة الغربية. وشكا الفلسطينيون من تبعات هذه الجريمة، فقالوا إن المشروع فضلا عن سماته الاستعمارية، فإنه يؤدي إلى تطويق بلدة سلفيت الفلسطينية من جميع الجهات ويخنق تطورها. وأكدوا أنهم لن يعودوا إلى طاولة المفاوضات مع استمرار الاستيطان. وأن نتنياهو يثبت أنه ليس رجل سلام، وليس شريكا مستقلا.