نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي: ندعم موقف الجزائر بشأن تجريم دفع الفدية للإرهابيين

قال إن تنظيم القاعدة ليس خيالا.. وإنما واقع

TT

قال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية إن المساعي التي تقوم بها الجزائر لإصدار لائحة أممية تعاقب الدول التي تدفع فدى للجماعات الإرهابية، «تدعمها واشنطن، لكن ينبغي أن تقتنع المجموعة الدولية بذلك». وأوضح أن تنظيم القاعدة «ليس خيالا، وإنما حقيقة، وليس صناعة أميركية كما يظن كثيرون».

وصرح جوزيف ماك ميلن، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي، في مؤتمر صحافي، عقده بالعاصمة الجزائرية أمس، بأن الحكومتين الأميركية والجزائرية «تجمعهما نظرة واحدة بخصوص قضية دفع الفدية للجماعات الإرهابية (بهدف تحرير الرهائن)، وكانت لدينا محادثات طويلة مع الجزائريين في هذا الشأن».

وأضاف: «ما من شك في أن دفع فدى للإرهابيين يشجعهم على مواصلة الإرهاب، ويمثل مصدر تمويل بالنسبة لهم، وهو حل غير مجد»، وذلك في إشارة إلى أن الحكومات التي تدفع مالا لاستعادة رعاياها من بين أيدي الخاطفين، تزيد من استفحال ظاهرة الاختطاف. وجاء رد المسؤول الأميركي، على خلفية اتهام الجزائر حكومات غربية، خاصة فرنسا وإسبانيا، بدفع فدى لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» لفك أسر كثير من الرهائن الذين احتجزهم التنظيم المسلح بشمال مالي في الشهور الماضية. وأوضح ميلن أن للجزائر والولايات المتحدة «نظرة واحدة بخصوص الفدية، وأعتقد أنه من الضروري أن تقتنع المجموعة الدولية بأهمية تجريم هذا الفعل. والولايات المتحدة لديها موقف واضح من هذا الأمر، فهي لا تتنازل أمام الإرهابيين أبدا، ويبقى التحدي الكبير هو إقناع المجموعة الدولية بهذه المقاربة».

وتعتقد الجزائر أنها أكثر بلدان شمال أفريقيا تضررا من دفع الفدية، على أساس أن الأموال المدفوعة للتنظيمات الإرهابية تستخدم لارتكاب أعمال إرهابية في الجزائر.

وانتهت أمس زيارة نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي، بعد مباحثات مع مسؤولين عسكريين جزائريين تندرج في إطار «الحوار العسكري» بين البلدين. وتم الاتفاق، حسب ميلن، على إجراء تدريبات عسكرية بين القوات البحرية الجزائرية والأميركية، في البحر الأبيض المتوسط خلال عام 2011. والتقى ميلن مع الوزير المنتدب للدفاع، اللواء عبد المالك قنايزية، ومسؤولين بوزارة الخارجية، والمستشار بالرئاسة المكلف قضايا الإرهاب، كمال رزاق بارة.

وتحفظ المسؤول الأميركي عن الرد على سؤال يتعلق بمطالب الحكومة الجزائرية بشأن شراء عتاد عسكري أميركي، فقد ذكر أن «الجزائريين وحدهم من يمكنهم الخوض في ما يطلبونه منا». لكنه قال إن المباحثات التي جمعته بالمسؤولين الجزائريين، تناولت شراء تجهيزات تدخل في إطار التكوين وإمداد القوات الجزائرية بالتكنولوجيا، من دون تقديم تفاصيل. وأضاف: «كل ما يمكن قوله إننا اتفقنا حول تفاصيل تتصل بمواجهة تهديدات الإرهاب بالمغرب العربي». وسئل ميلن عن اعتقاد سائد في بلدان كثيرة، بأن تنظيم «القاعدة» وحي خيال وصناعة أميركية، فقال: «قطاع واسع من سكان العالم، ومنهم الجزائريون مقتنعون بأن (القاعدة) ليست خيالا، وإنما هي واقع. وإذا كانت صناعة جهة ما، فهي بالتأكيد ليست من أميركا. صحيح أن الولايات المتحدة دعمت المجاهدين في حرب أفغانستان (ضد الاتحاد السوفياتي سابقا)، لكن ذلك لم يكن بهدف إنشاء تنظيم إرهابي».