بريطانيا: الطرد الملغوم المرسل من اليمن كان سينفجر فوق الولايات المتحدة

قالت إن فحص الأدلة الجنائية أكد ذلك

TT

أعلنت الشرطة البريطانية أمس أن الطرد المفخخ الذي عثر عليه نهاية أكتوبر (تشرين الأول) داخل طائرة في مطار إيست ميدلاندز بوسط بريطانيا والذي تم إرساله من اليمن كان معدا لينفجر «فوق الساحل الشرقي للولايات المتحدة».

وذكرت شرطة لندن في بيان «أشار فحص خبراء الأدلة الجنائية إلى أنه لو نشطت العبوة لكان ذلك الساعة 10:30 بالتوقيت الصيفي لبريطانيا (09:30 بتوقيت غرينتش) يوم الجمعة 29 أكتوبر 2010. ولو لم يتم إخراج العبوة من الطائرة لنشطت فوق الساحل الشرقي للولايات المتحدة».

وكان مسؤول أميركي قد أعلن سابقا أن المسؤولين عن إرسال الطردين المفخخين اللذين تم اعتراضهما في دبي وبريطانيا قد أجروا تمرينا أوليا في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي بهدف معرفة الوقت الذي يستغرقه وصول الطرود إلى وجهتها في شيكاغو في الولايات المتحدة.

وكانت الشحنات التي وصلت إلى شيكاغو في ذلك الوقت عبارة عن أشياء عادية وتم اعتراضها في ذلك الوقت من قبل الجهات الأمنية.

وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن نفسه أن التمرين الأولي كان يهدف أيضا إلى معرفة الطريق الذي تسلكه الطائرات أثناء نقل الشحنة بحيث يتم توقيت تفجير الطرد أثناء طيران الطائرة فوق مدينة شيكاغو أو غيرها من المدن الكبيرة لأحداث أكبر ضرر ممكن.

من جهة أخرى أعلن مسؤولون أمنيون بريطانيون أن اكتشاف الطردين المفخخين اللذين كانا في طريقهما إلى الولايات المتحدة تم بناء على المعلومات التي قدمها عضو سابق في تنظيم القاعدة للسلطات السعودية.

وكان الرجل ويدعى جابر الفيفي قد سلم نفسه للسلطات السعودية قبل أسبوعين حسبما أفادت السلطات.

كما أعلنت واشنطن أن المشتبه فيه الرئيسي في قضية الطرود المفخخة هو بمثابة الرأس المدبر والمسؤول عن صناعة المتفجرات في تنظيم القاعدة في اليمن.

وأعلنت السلطات اليمنية أن 14 مشتبها في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة استسلموا في محافظة أبين الواقعة جنوب البلاد.

وأشار حاكم أبين أن من بين المشتبه بهم الـ14 خمسة يعتبرون من كبار قادة التنظيم في المنطقة، مضيفا أن هناك معلومات حول إمكانية أن يسلم عدد أكبر من مسلحي «القاعدة» في أبين أنفسهم في الأيام المقبلة.

وتقول مراسلة «بي بي سي» في صنعاء لينا سنجاب إن السلطات اليمنية تواجه ضغوطا دولية كبيرة في حربها على «القاعدة»، وسط شكوك كبيرة بقدرتها على النجاح بمهمتها هذه بسبب حجم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها البلاد أعقاب اكتشاف الطردين المفخخين كما أفادت الاثنين وكالة الأنباء اليمنية.

وفي بريطانيا، أعلنت وزيرة الداخلية تيريزا ماي أن لندن بدأت في مراجعة شاملة للتدابير الأمنية المتعلقة بالشحن الجوي.

وجاء إعلان ماي بعد أن بدأت السلطات البريطانية في تطبيق حظر على الشحن الجوي ورحلات الركاب من اليمن، بالإضافة إلى حظر على الشحن الجوي من الصومال بعد معلومات وردت حول ارتباط مسلحي القاعدة ببعضهم في كل من البلدين.

وفي الوقت الذي يجري فيه التركيز بشكل خاص على نشاط تنظيم القاعدة في اليمن، قال فرانك غاردنر محرر الشؤون الأمنية في «بي بي سي» إن «أخطر العناصر الفاعلة في تنظيم القاعدة بشبه الجزيرة العربية هم سعوديون اضطروا لمغادرة بلادهم بعد الحملات المركزة وذات الفعالية الكبيرة التي تشنها الرياض ضدهم، والتي لم تتمكن السلطات اليمنية حتى الآن من تطبيق ما يعادلها». وكان مستشار الرئيس الأميركي لمكافحة الإرهاب جون برينان قد أعلن أن الشخص الذي أعد الطردين المفخخين اللذين كانا في طريقهما إلى الولايات المتحدة هو نفسه الذي أعد القنبلة التي حاول تفجيرها النيجيري عمر الفاروق على متن طائرة أميركية قبيل نهاية العام الماضي.

ووجه عدد من المسؤولين الأمنيين الأميركيين أصابع الاتهام إلى السعودي إبراهيم العسيري باعتباره خبير المتفجرات في فرع تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية.