القضاء الأميركي يرفض ملاحقة ضباط المخابرات المتهمين بإتلاف شرائط تعذيب الإرهابيين

«البنتاغون»: تعلمنا دروسا من حادث إطلاق نار للميجور نضال مالك ببرامج للتوعية بالمخاطر

TT

أعلنت وزارة العدل الأميركية أن المدعي جون ديرهام، المكلف من قبل وزير العدل الأميركي السابق مايكل موكاسي بالتحقيق في القضية، قرر عدم إجراء أي ملاحقات في قضية قيام وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أيه) بإتلاف وتدمير 92 شريط فيديو تحتوى على تسجيلات مصورة لاستجوابات شملت متهمين بقضايا إرهاب.

وأكدت الوزارة في بيان أن المدعي العام الفيدرالي جون ديرهام، الذي تم تعيينه في يناير (كانون الثاني) 2008 لكي يرأس فريق التحقيق في الملف، «خلص إلى عدم إقرار أي ملاحقات قضائية، على خلفية تدمير التسجيلات المصورة عن الاستجوابات»، حسب تقرير للـ«بي بي سي».

وكانت وكالة المخابرات الأميركية قد أقرت في مارس (آذار) 2009، بقيامها بتدمير «92 تسجيلا مصورا» لاستجوابات. وقد رحب خوسيه رودريجيز، أحد كبار الضباط، بالقرار خوفا مما يمكن أن ينتج عن ملاحقة ضباط في الـ«سي آي أيه» من توجيه اتهامات بممارسة التعذيب. وقد استغرق التحقيق في القضية نحو 3 سنوات.

وكان رودريجيز قد أمر بتدمير الشرائط التي كانت محفوظة في خزائن سرية في سجن بتايلاند، حيث جرى استجواب عضوين من أعضاء تنظيم القاعدة، هما: أبو زبيدة وعبد الرحيم الناشري في 2005.

وحتى اليوم، لم تكن الـ«سي آي أيه» تقر إلا بقيامها بتدمير عدد من الشرائط، على ما أكد نهاية عام 2007 مدير الوكالة آنذاك مايكل هايدن، لحماية عملائها الذين تولوا عمليات الاستجواب هذه من ردود محتملة لـ«القاعدة».

ويتهم أبو زبيدة بأنه عضو بارز في تنظيم القاعدة، في حين يتهم الناشري بالضلوع في الاعتداء على المدمرة الأميركية «يو إس إس كول» في اليمن عام 2000.

ومن جهة أخرى، ذكر الجيش الأميركي أنه وضع برامج للتوعية بالمخاطر والتدريب على مواجهتها منذ حادث إطلاق طبيب نفسي مسلم بالجيش النار بقاعدة فورت هود العسكرية الأميركية، ولكن منتقدين قالوا إن الوثائق فشلت في التعامل مع التطرف الإسلامي، حسب تقرير لـ«رويترز».

ووجهت للميجور نضال مالك حسن، الذي تبادل رسائل بالبريد الإلكتروني مع أعضاء بتنظيم القاعدة في اليمن، تهمة قتل 13 شخصا وإصابة 32 في فورت هود بتكساس، حين أطلق النار على مجموعة من الجنود يستعدون لإجراء فحص طبي. وقاعدة فورت هود أحد المراكز الرئيسية التي تأتي منها القوات التي تتمركز في أفغانستان والعراق. وأورد التقرير النهائي الصادر عن الجيش والقوات البحرية والجوية ومشاة البحرية تفصيلات التغييرات التي أجريت منذ الحادث، مثل برامج لتحديد المخاطر داخل الجيش وتدريب الجنود على كيفية التعامل مع «شخص يطلق الرصاص».

وقال الجنرال جورج كاسي، رئيس أركان الجيش في بيان: «رغم علمنا باستحالة القضاء على كل تهديد محتمل، تعلمنا من الأحداث في فورت هود».

وأضاف: «حققنا تقدما كبيرا بصفة خاصة في التوعية بالتهديد والإبلاغ عنه والتنسيق في تبادل المعلومات المخابراتية وتدريب قوات الأمن، ولكن لم تنته مهمتنا». وذكرت ليزلي فيليبس، المتحدثة باسم لجنة الأمن الداخلي وشؤون الحكومة في مجلس الشيوخ، أن التقارير لم تتعامل مع القضايا التي أثارها الحادث.

وقالت: «لم تفسر التقارير النهائية.. سبب إزهاق أرواح 13 أميركيا قبل ما يزيد على عام.. تحديدا مع تعرضنا لتهديد من جانب تطرف إسلامي يتسم بالعنف، وفشل رؤساء حسن في منع الحادث مع معرفتهم بإدلاء ميجور بالجيش بتصريحات علنية تؤيد هذه الآيديولوجية القاتلة».