ردود متباينة بعد إعلان أوباما دعمه تولي الهند مقعدا في مجلس الأمن

باكستان «قلقة» والبرازيل تريد توسيع الفكرة

TT

خلف إعلان الرئيس الأميركي دعمه ترشيح الهند لتولي مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي ردود فعل متباينة في عدد من الدول. فقد نددت إسلام آباد أمس بالخطوة، معبرة عن «قلقها العميق» إزاء هذا الدعم «غير المفهوم» لخصمها الإقليمي، فيما قالت الصين إنها «تتفهم رغبة» نيودلهي في لعب دور أكبر بالمنظمة الدولية، ودعت البرازيل هي الأخرى إلى توسيع الفكرة لتشمل دولا أخرى.

وأعلنت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان خلال اجتماع لمجلس الوزراء عقد أمس أن «الحكومة عبرت عن قلقها العميق وخيبة أملها الكبيرة للقرار الأميركي بدعم طلب الهند أن تكون عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي». واعتبرت الحكومة الباكستانية أنه «من غير المفهوم أن تقدم الولايات المتحدة دعمها الهند ذات التاريخ المشكوك فيه في مجال احترام مبادئ وقرارات الأمم المتحدة». وساقت باكستان كبرهان «عدم احترام الهند لقرارات الأمم المتحدة بشأن كشمير والانتهاك المنهجي والواسع النطاق لحقوق الإنسان الأساسية لسكان كشمير» المنطقة الواقعة في جبال الهيمالايا التي يشكل المسلمون غالبية سكانها والتي يتقاسم سيادتها البلدان لكن كلا منهما يطالب بها لنفسه.

وفي بكين، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي في إفادة صحافية معتادة إن «الصين تؤيد إصلاحات مناسبة وضرورية في مجلس الأمن الدولي، وهي تتفهم وتؤيد رغبة الهند في لعب دور أكبر بالأمم المتحدة». وتابع المتحدث أن بكين «مستعدة لمواصلة الاتصال والتفاوض مع الدول الأخرى الأعضاء بما في ذلك الهند بشأن إصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن». وتتسم العلاقة بين الصين، العضو الآسيوي الوحيد الذي يتمتع بعضوية دائمة في مجلس الأمن، والهند بحساسية في عدد من الجبهات بينها حدود مشتركة متنازع عليها في جبال الهيمالايا». وأسقطت الصين مؤخرا مطالبتها بولاية أروناتشال براديش الحدودية في شمال شرقي الهند. وفي عام 2005 نظمت في مدن صينية مظاهرات مناهضة لليابان واكبت مسعى طوكيو للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن.

ويتألف مجلس الأمن الدولي من 5 دول دائمة العضوية تتمتع بحق النقض (الفيتو)، هي الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا. كما يضم أيضا 10 دول غير دائمة العضوية. وتسعى دول عدة منذ سنوات لإصلاح مجلس الأمن الدولي. ويشار بانتظام إلى الهند والبرازيل وألمانيا واليابان وجنوب أفريقيا كدول مرشحة ذات مصداقية، لكن المحللين لا يتوقعون إجراء أي إصلاح في وقت سريع.

ورحبت البرازيل بدعم الرئيس الأميركي طلب الهند للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن، لكنها دعت في الوقت نفسه إلى إدخال دول أخرى ناشئة في هيئة القرار الرئيسية في الأمم المتحدة. وقال وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم على هامش زيارة الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى موزمبيق أول من أمس: «إنه أمر إيجابي جدا أن يشير الرئيس أوباما إلى الهند لأن ذلك يدل على أنه منفتح إزاء موضوع البلدان الناشئة، لكن لا يمكن أن يتم أي إصلاح للأمم المتحدة مع بلد واحد». وأَضاف: «بذكره الهند أظهر أن الولايات المتحدة توافق على ترشيح العالم النامي ويفتح الباب أمام دول ناشئة كبرى أخرى مثل البرازيل أو أخرى في أفريقيا».