وزير الرياضة البريطاني يهاجم اتحاد الكرة وحرسه القديم

اتهم مسؤوليه بمقاومة التغيير.. وطالب بقائد يحظى بالثقة

TT

صعد هيو روبرتسون، وزير الرياضة البريطاني، الضغوط على عاتق اتحاد كرة القدم في إطار استعداد الأخير لاختيار رئيس جديد له، داعيا إلى إعطاء هذا المنصب لشخص «من أفضل المستويات». وانتقد روبرتسون عناصر من داخل الهيكل الهرمي في ويمبلي باعتبار أنهم «يقاومون التغيير». تأتي هذه المداخلة من قبل روبرتسون في وقت يبدو روجر بردين، القائم بأعمال رئيس الاتحاد، الأكثر احتمالا لأن يخلف لورد تريسمان في رئاسة الاتحاد. وكان لورد تريسمان قد ترك منصبه قبل مونديال جنوب أفريقيا في يونيو (حزيران) الماضي في أعقاب تصريحات له اتهم فيها الإسبان برشوة الحكام وإساءات للاتحاد الإنجليزي. وقال تريسمان حينها في معرض حديثه عن فرص بلاده في الفوز بتنظيم كأس العالم 2018: «لا أشعر بالقلق من الحصول على أصوات أفريقيا وآسيا وأميركا الشمالية، الأزمة كلها في أميركا الجنوبية، أتوقع أن تذهب أصواتهم لإسبانيا، التي حاولت رشوة حكام المونديال».

وأضاف: «إن لم تذهب أصواتهم إلى إسبانيا، فستكون من نصيب روسيا، لأنها ساعدت أيضا في هذه الرشوة».

ويدرس بردين حاليا فكرة الاستمرار في منصبه رغم إعلانه من قبل أنه لن يستمر به. ومن المعتقد أنه يلقى تشجيعا للتحرك في هذا الاتجاه من جانب شخصيات محورية داخل اتحاد كرة القدم، منها فيل غارتسايد، رئيس نادي بولتون واندررز، الذي يترأس أيضا لجنة الترشيحات. وأثارت إمكانية ترشح بردين للمنصب المخاوف من الإضرار بقدرة اتحاد كرة القدم على الاضطلاع بالمهام الموكلة إليه، ويأتي ظهور هذا الاحتمال بعد تخلي مجلس اتحاد كرة القدم عن شرط ضرورة أن يكون الرئيس مستقلا. وقال روبرتسون في حديث إلى صحيفة «تليغراف»، أمس: «ما أرغبه لاتحاد كرة القدم هو قائد يحظى بالثقة، ليس داخل الاتحاد فحسب، وإنما كذلك داخل الساحة الكروية بصورة أوسع، نظرا لأنه الكيان المتحكم في هذه الرياضة الوطنية، وأرغب في أن يحظى بقائد على مستوى يليق بهذه المكانة». وأضاف: «من بين الأمور المثيرة حيال العملية الأولمبية أنها قدمت الكثير من الأفراد الجدد المثيرين للاهتمام إلى الحقل الرياضي. ولا يمكن لأحد إنكار أن وجود شخص بمكانة كيث ميلز في المجال الرياضي كان أمرا إيجابيا، وآمل بشدة أن يستمر. وأود أن يتولى أشخاص على مثل هذا المستوى إدارة كرة القدم وبقية أنواع الرياضة في بريطانيا».

ورفض روبرتسون التعليق على إمكانية ترشح بردين لمنصب رئيس الاتحاد، لكن إذا ما عين الرئيس السابق لبنك شلتنهام وغلوستر رئيسا للاتحاد، من المحتمل أن يضغط الوزير من أجل تعيين مديرين غير تنفيذيين إلى جانبه، وهي خطوة رفضها مجلس اتحاد كرة القدم الشهر الماضي. وقال روبرتسون: «أود التأكيد أنه حال تعيين اتحاد كرة القدم شخصا من الداخل بمنصب الرئيس، سأرغب حينها في رؤية بعض العناصر المستقلة في مجلس الإدارة». الملاحظ أن روبرتسون يبدي ترددا حيال التدخل مباشرة في أسلوب إدارة كرة القدم في وقت يجري النظر في طلب إنجلترا لاستضافة بطولة كأس العالم لعام 2018. ومع ذلك، دفعته مشاعر الإحباط حيال قرار اتحاد كرة القدم بالتراجع عن الإصلاح إلى ممارسة مزيد من الضغوط المباشرة من أجل إقرار تغيير. وقد حدد موعدا زمنيا نهائيا بعد ستة شهور أمام الكيانات المعنية بإدارة كرة القدم لإقناعه بأنها أدركت فحوى رسالته كجزء من عملية مراجعة أوسع لأسلوب إدارة هذه الرياضة.

وقال: «هناك موعد زمني نهائي أمامهم حتى يقتنعوا بأننا جادون حيال هذا الأمر والشروع في اتخاذ إجراءات بأنفسهم. ولا أزال متمسكا بقناعتي بأنه حال وجود أشخاص مناسبين على رأس مسؤولي كرة القدم، فإنهم سيتمكنون من تسوية هذا الأمر. وإذا تحدثت إلى الشباب الواعد الموجود على رأس مسؤولي كرة القدم ستصلهم الرسالة جيدا، لكن المشكلة في وجود طبقة من المسؤولين على رأس الكيان المنظم للرياضة يقاومون التغيير».