ناصر الشعلان: الحزم بلا البلطان كالطفل الفاقد لوالديه.. وأمام النصر خشيت عقوبة الـ300 ألف

طالب الشرفيين بالدعم بدل الكلام.. وأكد أن النادي مدين بـ«3 ملايين ريال»

TT

اعترف رئيس الحزم المكلف والمشرف على الفريق الأول بالنادي، ناصر الشعلان، بأن الأزمة المالية كانت سببا رئيسيا وراء إخفاقات النادي مؤخرا، كاشفا عن دور الرئيس السابق خالد البلطان، ماديا ومعنويا، لما له من تقدير عظيم في نفوس المنتمين للحزم، ومبينا أن اختيارات الإدارة الحالية للاعبين الأجانب والمحليين لم تكن موفقة، مما عقد الموقف أمام الفريق، موضحا مقدار المرتبات الشهرية التي بلغت 600 ألف ريال، وهي التي جعلت النادي يقع تحت وطأة الديون البالغة 3 ملايين ريال، مؤكدا أن طموحات الحزماويين أكبر مما أنجز خلال الخمس سنوات الماضية، ومشددا على ضرورة الاهتمام بالفئات السنية، لا سيما أن هناك عناصر جيدة تستحق الوجود ضمن قائمة الفريق الأول، موجها رسائله الشعرية والنثرية في نهاية حواره الذي خص به «الشرق الأوسط»، التي تضمنت طلبا لوقفة أعضاء الشرف ماديا، إلى جانب الالتفاف حول ناديهم للنهوض به، وانتشاله من الانهيار الذي يعاني منه.

* فريق الحزم تراجع بشكل غير متوقع هذا الموسم، ما الأسباب بنظرك؟

- في العام الماضي «إبان إدارتنا» حصلنا على المركز السابع، وطموحنا كان أكبر لهذه السنة، وأنا لقربي من اللاعبين وإشرافي عليهم في العام الماضي شعرت أن الإمكانات أكبر من ذلك، ولكن أحداثا كثيرة حصلت أدت إلى سلسلة هزائم هوت بالفريق نفسيا نحو الوراء، ولا نبرئ أنفسنا، فنحن كإدارة ناد لدينا الكثير من الأخطاء التي لا نستطيع إنكارها.

* هل تملك الشجاعة للكشف عن تلك الأخطاء؟

- دعنا من الأخطاء، فالإدارة ذاتها في العام الماضي حققت الكثير من المنجزات، كوصول فريق كرة القدم للناشئين لدور الـ4 في تصفيات التأهل للممتاز، وبقاء كرة اليد في الدرجة الأولى، فضلا عن احتلال الفريق الأول للقدم مركزا جيدا، وهو السابع في سلم الترتيب، وكانت جميعها مؤشرات جيدة لأن نحقق أفضل من ذلك هذه السنة، بيد أن الاختلال في الدعم حال دون وصولنا لمبتغانا، وصدقا ابتعاد خالد البلطان، أثر علينا من الناحيتين المعنوية والمادية، فهو فضلا عن كونه داعما للفريق، إلا أنه يلاقي استحسانا لا يضاهى لدى اللاعبين، فهو حين يجتمع بهم في السابق، لا يدعهم ينفضون من حوله إلا ومعنوياتهم مختلفة جذريا.

* ما حكاية العرض الذي تقدمت به إحدى الشركات حين مباراتكم أمام النصر ورفضته أنت؟

- كان عرض إعلان على قمصان اللاعبين لمباراة واحدة بمبلغ 20 ألف ريال، ورفضته لأن القمصان ستتلف بعد انتزاع الدعاية من عليها، وأهم من ذلك أن العرض كان ضعيفا جدا ولا يليق بتاريخ الحزم، وشعرت أن قبولي للعرض يقلل من قيمة الفريق، ولكني عن طريق نائب رئيس أعضاء الشرف، عبد الله الشارخ، عرضت عليهم أن يعلنوا عبر اللوحات في الملعب، وطلبت منهم تحديد القيمة المالية في حال وافقوا على العرض، بيد أنهم لم يجيبوا حتى اللحظة.

* ما السر في ارتفاع معنويات اللاعبين، قبل مباراة النصر الأخيرة؟

- لا بد أن يكون هناك ضحية جراء الإخفاقات المتوالية، ولدينا في الحزم، المدرب والجهاز الفني هما الضحية، وبعد ابتعادهما تتحسن نفسيات اللاعبين لحظيا، رغم أن الظروف لم تقف في صفهم أحيانا، فقبل مباراة نجران غادر الفريق الرس في ظل غياب 4 من أعمدة الفريق، وهم ذياب مجرشي وأحمد مناور للإيقاف، ووليد الطائع وبدر الخراشي لإصابتهما بالإنفلونزا، بالإضافة إلى حمد العيسى (احتياطي الطائع) لم يغادر للإنفلونزا أيضا، في حين تحامل 6 آخرون على أنفسهم وخاضوا المباراة (فرانسيس وسعد الزهراني وفيصل العبيلي ونايف موسى ومحمد الكلثم وصفوان المولد)، وبعض أولئك استخدموا علاجا بالحقن للإنفلونزا قبل نزولهم أرض الميدان، واثنان منهم لم يستطيعا إكمال المباراة، ناهيك عن إصابة الحارس سعيد الحربي في ذات المباراة، وهذه مباراة نجران وحدها كمثال.

* في مباراة الجولة الـ12 أمام النصر انهار الفريق مجددا، ما السبب؟

- الظروف في المباراة لم تبتعد عما كانت عليه أمام نجران، حيث أصيب ذياب مجرشي بالرباط الصليبي، بالإضافة للنقص في عدد من العناصر، وظروفنا عموما أكبر من أن نتحدث عنها، وعلى الرغم من ذلك كان لاعبو الحزم رجالا وعادلوا النتيجة، ولا أود التحدث عن ضربة الجزاء التي منحت للنصر، وهدفهم الثالث، فلا أملك 300 ألف ريال لانتقاد الحكم (قالها مازحا).

* ما الذي تراه ضروريا لعودة الوهج الذي كان عليه الفريق في السابق؟

- الدعم المادي والتفاف أعضاء الشرف مهمان جدا في هذه المرحلة، ويجب أن يكون هناك تغيير على صعيد بعض اللاعبين، وبالمناسبة فنحن متعطلون تماما بسبب عدم امتلاكنا لـ3 ملايين ريال، وهي إجمالي الديون المتراكمة على النادي.

* ماذا عن اللاعبين الذين تعاقدتم معهم واكتفيتم باستدعائهم لدقائق معدودة في بعض المباريات؟

- كل ما في الأمر أننا لم نوفق هذا العام في استقطاب لاعبين محليين وأجانب بإمكانهم أن يصنعوا للحزم فرقا، وهو أمر طبيعي قد يحدث مع الكثير من الإدارات حين التعاقد.

* ما الأهداف التي وضعتها إدارتكم المستقيلة حين توليتم رئاسة تسيير النادي قبل 4 أشهر؟

- كنا نعمل من أجل تقديم عناصر شابة تدعم الفريق الأول، وكنت أتمنى أن يكون لشباب النادي وجود أكبر مما هو عليه حاليا، وبنظري فإن 6 أسماء صاعدة من الفئات السنية تستحق اللعب في الفريق الأساسي، ولم تأخذ فرصتها بعد.

* رغم حرصك على الفئات السنية فإن الملاحظ هو إهمال الإدارات المتعاقبة لتلك الفئة المهمة، أليس كذلك؟

- إدارتنا منحت الفئات السنية اهتماما لا مثيل له، وشخصيا كنت مهتما جدا بالفئات السنية، بدليل حضوري الدائم لتدريباتهم وأغلب مبارياتهم، كما خصصنا جزءا للمكافآت البسيطة تحفيزا لهم، وأثمر ذلك وصول ناشئي الحزم لدور الـ4 في التصفيات المؤهلة للدوري الممتاز، وخرجنا على يد الفتح في مباراة واحدة أقيمت بالأحساء بنتيجة 1/0، وبنظري أن نظام التصفيات يحتاج لتعديل، بحيث يكون النظام عبر مباراتين بطريقة الذهاب والإياب، وبغض النظر عما آلت إليه الأمور، فالوصول لتلك المرحلة أمر جيد، في هذه السنة لم ينقص اهتمامنا بهم لولا الظروف المادية، وكانت مشاركتنا بفريق براعم في «مهرجان البراعم» بعنيزة، وكان الهدف تشجيعيا للاهتمام بالبراعم، وأشرف عليها نخبة من المختصين، على رأسهم: محمد الخراشي، وعمر باخشوين.

* ما طبيعة تلك الديوان التي تحدثت عنها، وما هو مقدار الرواتب الشهرية التي يصرفها النادي؟

- الديون المتراكمة هي رواتب شهرين سابقين، إضافة لالتزامات المأوى والمأكل والمشرف، ومنها استحقاقات أخرى كباقي مقدمات عقود اللاعبين، وتصفية حساب الجهاز الفني، وما نصرفه شهريا من مرتبات في النادي هو ما بين 550 ألفا وحتى 600 ألف ريال.

* متى ستفتح باب الترشيح لرئاسة نادي الحزم؟

- متى ما أراد أعضاء الشرف تلك الخطوة فلا مانع لدي، فأنا رئيس مكلف سأؤدي واجبي حتى يحسم الأمر، ويتولى شخص آخر القيادة الإدارية للفريق.

* أخيرا، ما تود أن تضيفه؟

- سأقوم بتوجيه رسالة لأعضاء الشرف، ورجالات النادي، وجميع من يحمل للحزم مثقال ذرة من حب، أود أن أقول لهم «هذا هو وقتكم» إن لم تظهروا الآن متى ستتجلون، فالحزم بحاجة للدعم وليس بحاجة للكلام، فالأب الحقيقي للنادي خالد البلطان لسبب أو لآخر ابتعد، وإن كنت أثق بعودته، فهو شريان الحزم، ودائما أتذكره ببيت من قصائدي التي قلت فيها بأن الحزم كأنه طفل فقد والديه.