جرعة المعلومات التكنولوجية التي تقدمها صحيفة «الشرق الأوسط» في ملحقها الأسبوعي، تستحق أن يقف عندها القارئ. فهذا الملحق نجح حتى الآن في طرح الكثير من الموضوعات التكنولوجية الشائقة، في قالب صحافي مميز لم يخل بالمصطلحات الفنية ولا بالأصول الصحافية المتبعة في كتابة مادة فنية مفيدة لأكبر شريحة ممكنة من القراء.
بل إننا نجد في أكثر من مرة تقريرا عن هاتف جديد، مثلا، يضم شرحا مفصلا لمزاياه وعيوبه، وأعده محرر الصحيفة، ونشره في الأسبوع نفسه الذي تم فيه طرح الهاتف بالأسواق العربية. هذا النوع من التقارير هو عمل صحافي مميز، لأنه يراعي أهمية التوقيت في الملاحق التكنولوجية التي لا تكاد تخلو منها كبريات الصحف العالمية العريقة.
وما يميز الملحق تنوع موضوعاته، إذ ينشر موضوعات شتى عن الحواسيب العادية، والكفية والهواتف والألعاب الإلكترونية والكاميرات الرقمية والأقراص الممغنطة وغيرها. وهذه الأجهزة مهمة للقارئ، لأنها مرتبطة بأنشطته اليومية. ومن الموضوعات الشائقة اللافتة للنظر «جهاز سمعي جديد للتسلية والترفيه على الطائرات»، «5 برامج يمكن تحميلها من المتاجر الإلكترونية» «مزايا وعيوب هاتف آي فون 4 الجديد»، وموضوعات أخرى مفيدة ومسلية.
لكن، هناك ملاحظات مهمة لا بد من مراعاتها: وهي ضرورة تجنب الإطالة غير المبررة في القصص الصحافية الخاصة بملحق التقنية، واستبدال ذلك بصور أو رسوم غرافيكية للقراء المشغولين. كما أن استخدام اللغة السهلة يجب أن يستمر، حتى لا يشعر القارئ بأنه يقرأ نصا مترجما لم تتدخل فيه يد المحرر. ولا يختلف اثنان على أن التعاون الصحافي مع الصحف العالمية يعطي إضافة كبيرة لقارئ صحيفة «الشرق الأوسط»، لكنه في معاييرنا كصحافيين يظل قطعة ليست خاصة بالصحيفة، وفي مقدور محرري الملحق مضاعفة عدد القطع الصحافية الخاصة من خلال مقابلة مختصين عرب في تكنولوجيا المعلومات، وما أكثرهم! لمناقشة أحدث تطورات التكنولوجيا وما يبحث عنه الشارع العربي. وذلك - بحد ذاته - إبراز لكفاءات عربية ومادة صحافية عربية خالصة.
هناك مقترح بزيادة حجم التواصل التفاعلي مع القراء من خلال إفساح المجال لهم في طرح أسئلة تكنولوجية خاصة، ثم تنشر على حلقات (سؤال وجواب). ويمكن تصنيف الحلقات بحسب الموضوعات، مثلا. كما يمكن إفساح المجال لهم بتزويد الملحق بأحدث أسماء المواقع الإلكترونية النافعة للقارئ. أذكر أنني قرأت في صحيفة عربية عن موقع skyscanner.com، الذي يقوم بعمل مسح لكل مواقع خطوط الطيران والفنادق في العالم ليعطيك قائمة قصيرة تساعدك على بلوغ مرادك، كتذكرتك أو فندقك. هذه الأفكار العملية مطلوبة وتربط القارئ بالصحيفة، لأنها تقدم له حلولا.
استمرارية ملحق «تقنية المعلومات» في تقديم الموضوعات الجديدة و«الحديثة طبعا»، تسهم في زيادة شريحة قراء الصحيفة، وخصوصا الجيل الجديد الذي لم تفارقه التكنولوجيا منذ نعومة أظفاره.