اللبنانية «تيتا لطيفة».. «نجمة تلفزيونية» في الـ79 من عمرها

من المشاركة في برامج وفيديو كليبات وإعلانات إلى مقدمة برنامج عن الطبخ

لطيفة سعادة المعروفة باسم «تيتا لطيفة».. البداية كانت منذ أكثر من 25 عاما من خلال مشاركتها في برامج الإعلامي اللبناني الراحل رياض شرارة «باب الحظ» و«أهلا بالهطلة»
TT

ما كان حلما يراودها في سن السابعة نجحت في تحقيقه في السبعين من عمرها، فقد كانت اللبنانية لطيفة سعادة، الوجه الإعلاني و«الشخصية التلفزيونية» المعروفة اليوم باسم «تيتا لطيفة»، تحلم بأن تطل على الشاشة الصغيرة وتخوض غمار التمثيل إلى جانب الأسماء الكبار، لكن تحقيق هذا الحلم كان مستحيلا في مجتمع يعتبر التمثيل «عيبا اجتماعيا» يمنع على الفتاة ممارسته. ورغم أن «هذا العيب» بقي العائق الذي يتسلح به مجتمع سعادة وأهلها ومن ثم زوجها وأولادها، لكنه لم يجعلها تتخلى يوما عن حلمها بل بقيت تعمل جاهدة للوصول إلى ما كانت تطمح إليه ولو بعد حين، وكان لها ما كان، وها هي اليوم تلقى إعجاب أولادها وأحفادها.

البداية كانت منذ أكثر من 25 عاما من خلال مشاركتها في برامج الإعلامي اللبناني الراحل رياض شرارة «باب الحظ» و«أهلا بالهطلة». إلى أن أتت الفرصة على طبق من فضة وطلبت المحطة اللبنانية للإرسال «LBC» من هواة التمثيل الذين تتراوح أعمارهم بين الـ15 والـ80 عاما التقدم بطلب للخضوع إلى «Casting» للمشاركة في فيلم لبناني، وحينها، تقول سعادة «شجعني رياض شرارة لخوض غمار هذه التجربة لأنه لمس في شخصيتي قدرة على التمثيل، وبالفعل اتصلوا بي من الشركة المنتجة وبدأت التمثيل في فيلم (البوسطة) للمخرجين فيليب عرقتنجي وشارل صوايا، إلى أن توقف العمل، بعد فترة قصيرة، بسبب مشكلات مادية»، إلا أنه ورغم مرور سنوات كثيرة، لم تغب أيضا سعادة عن مشاهد الفيلم الذي عاد وأكمل عرقتنجي تصويره وعرض في السينما منذ نحو 6 سنوات.

لكن توقف «البوسطة» حينذاك، كان انطلاقة مسيرة سعادة في عالم الشهرة، كما تقول لـ«الشرق الأوسط»: منذ ذلك الحين بدأت الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل، وكنت أحرص على المشاركة في البرامج الترفيهية في المحطات التلفزيونية إلى أن أصبحت وجها معروفا في الوسط التلفزيوني. وتضيف «يوما بعد يوم صار عملي احترافيا وشاركت في (فيديو كليبات) عدة من بينها كليب نانسي عجرم لأغنية (لون عيونك) وكرت سبحة المشاركة في تصوير الكليبات والإعلانات التي شكلت بالنسبة لي (المفتاح) للدخول إلى عالم التلفزيون من بابه العريض».

وتشير إلى أن مشاركتها في برنامج النكات «لول» على شاشة «أو تي في» ساهمت في إظهار حقيقة شخصيتها المرحة وقدرتها على التفاعل مع الجمهور والانسجام معه، معتبرة أن السنتين الأخيرتين شكلتا باب الحظ بالنسبة إليها بعدما تحولت إلى وجه تلفزيوني وإعلاني معروف يتسابق عليها المعلنون وصولا إلى الإعلان عن البرامج، وكان آخرها إعلان لـ«حديث البلد» على شاشة «إم تي في» اللبنانية.

ومما لا شك فيه أن مشاركة سعادة في برامج مشابهة لـ«لول» و«حديث البلد» ساهمت إلى حد كبير في أن يتعرف الجمهور إلى شخصيتها، ومن ثم يتم اختيارها من بين أسماء عدة لتقديم برنامج طبخ مسائي على شاشة «أو تي في» يحمل اسم «ع نار لطيفة» الذي يلقى صدى إيجابيا في لبنان. لكن وبالتأكيد فإن «كسر المقاييس» التلفزيونية والإعلامية التي استطاعت سعادة ضربها بعرض الحائط في سن الـ79 عاما وفي عصر تتسابق فيه ملكات الجمال والفتيات ذوات القد الممشوق بوجوههن التي رسمتها مباضع أطباء التجميل ليظهرن على الشاشة الصغيرة، هي ظاهرة إيجابية جعلت سعادة تفرض نفسها على هذه الساحة، لا سيما في ظل شبه عدم وجود أي منافس لها في السن نفسه. وفي هذا الإطار تقول سعادة «لكل سن أبطاله، وأنا مستعدة للقيام بما يطلب مني إذا كنت قادرة على ذلك»، مشيرة إلى أن كل عمل يتطلب مجهودا خاصا لتنفيذه، لكن النجاح ومحبة الناس ينسي الإنسان هذا التعب. وعن مشاريعها المستقبلية تجيب ضاحكة «اكتفيت، لهون وبس» لكن السؤال أيضا عن إمكانية قبولها تقديم برنامج فني مثلا يغري سعادة مرة جديدة ويجعلها تقول «أنا شخصية محبة للفرح والكيف وبالتأكيد أحب أن أقدم برامج كهذه». مع العلم أن سعادة هي بصدد التحضير للمشاركة في تصوير فيلم سينمائي جديد للمخرج سامي كجان ويقوم ببطولته أسماء لبنانية لامعة.

أما فيما يتعلق بـ«ع نار لطيفة» فهو برنامج جديد على شاشة «أو تي في» تقدمه «تيتا لطيفة» التي تستقبل يوميا سيدات ورجالا يعملون على تحضير أشهى الأطباق اليومية بأسلوب مرح وسهل يتخلله تعليقات ظريفة من قبلها، وإن كان حضور هذه السيدة السبعينية يظهر للعلن أنه لا يعدو كونه حضورا محببا يساهم في إضفاء لمسة خاصة على البرنامج البسيط بديكوره وبفكرته ويجعله يستقطب مشاهدين من مختلف الأعمار، لا سيما أن الأطباق المقدمة هي سهلة ومكوناتها بسيطة وبمتناول الجميع.

من جهته يقول سيرج أسمر منتج برنامج «ع نار لطيفة» لـ«الشرق الأوسط» يلقى البرنامج صدى إيجابيا بين الجمهور، ومما لا شك فيه أن شخصية لطيفة المحببة تلعب دورا مهما في هذا المجال، إضافة إلى أن البرنامج يستضيف أشخاصا عاديين يطلبون المشاركة في البرنامج ويحضرون أطباقهم بإشراف السيدة لطيفة التي تبث أجواء من المرح بعيدا عن التكلف. وهذا النجاح تعكسه نسبة المشاهدة العالية للبرنامج، لا سيما أنه يبث في فترة بعد الظهر ويتمكن كل أفراد العائلة من مشاهدته، إضافة إلى زيادة طلب المعلنين على بث الإعلانات خلال البرنامج. ويشير أسمر إلى أن المهنية التي تتمتع بها سعادة تنعكس من خلال حضورها أمام الكاميرا وتفاعلها وسهولة تعاملها وتنفيذها لتعليمات الفريق المشرف على البرنامج.