المساعي السعودية السورية فرصة أخيرة لحل توافقي لأزمة لبنان المعقدة

المشنوق لـ «الشرق الأوسط»: حزب الله اقتنع ولو متأخرا بأن الجهود السعودية دائما في مصلحة اللبنانيين جميعا

TT

باتت كل الأطراف اللبنانية بما فيها حزب الله، مقتنعة بأن الحل الوحيد للأزمة اللبنانية المعقدة لن يولد إلا من رحم التفاهم السعودي - السوري، الذي لن تكون إيران بعيدة عنه. ومن المؤكد أن أي تفاهم قد يبصر النور قريبا، لا بد أن يرسي صيغة مقبولة لدى الجميع ترعى آلية للتعاطي اللبناني مع نتائج القرار الظني في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، بعدما بات محسوما أن لا رغبة ولا إمكانية عربية أو دولية لإلغاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أو تعطيلها. ومن هنا يأتي كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي علق في خطابه الأخير آمالا كبيرة على بارقة أمل جدية في المسعى القائم بين الرياض ودمشق.

وكان رئيس الحكومة سعد الحريري دعا خلال ترؤسه اجتماع كتلته النيابية، إلى البناء على الرسائل الإيجابية التي تضمنها خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، خصوصا تأكيده أنه «لا مكان للفتنة» وإعلانه التزام المسعى السوري - السعودي الجدي وانتظار نتائجه، وكذلك إشارته الواضحة إلى مباركة إيران لهذا الجهد العربي. ولفت الحريري إلى أن «عنوان المرحلة هو انتظار تسوية جدية تطبخ بين دمشق والرياض»، وقال: «لن نقبل إلا بالتسوية لأن الانفجار في لبنان ممنوع».

وفي هذا السياق رأى عضو كتلة المستقبل النائب نهاد المشنوق، أنه «لا خيار أمام لبنان ولا رهان للبنانيين إلا على المساعي العربية التي تؤكد على عروبة لبنان واستقراره وأمن مواطنيه». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «أي رهان آخر هو خارج قدرة لبنان على التحمل ومغاير لرغبة اللبنانيين الأكيدة في عروبة وطنهم».

وعن رأيه في صيغة المخرج المتوقع من الجهود السعودية السورية، قال: «لا أعرف ما هي صيغة الحل المطروحة، لكنني متأكد أن خيار المحكمة الدولية هو الخيار الوحيد والحد الفاصل لوقف الاغتيالات السياسية بسبب الخلاف في الرأي، والتي طالت في السنوات العشرين الماضية رئيسين للجمهورية وخمسة رؤساء للحكومة وخمسة من كبار رجال الدين بينهم المفتي حسن خالد وستة نواب ووزيرين وعددا من الشخصيات العامة، وأي صيغة لا تأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار تفتح الباب أمام تسهيل المزيد من الاغتيالات السياسية في أي وقت لاحق».

وردا على سؤال عن الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران لتسهيل الحل السعودي السوري، أجاب: «لا أعرف ما هي طبيعة الدور الإيراني ولا أريد أن أفترض مسبقا أن هناك دورا إيرانيا يسعى لتسوية تحفظ حرية وكرامة اللبنانيين، ونترك التعليق على هذا الأمر إلى ما بعد زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى طهران». وحول التحول في نظرة حزب الله إلى الدور السعودي ورهانه على هذا الدور بعد أن كان الحزب كثير التحفظ على جهود المملكة التوفيقية في لبنان، قال المشنوق: «الحمد لله أن حزب الله اقتنع ولو متأخرا بأن المساعي السعودية كانت دائما في مصلحة اللبنانيين جميعا بصرف النظر عن المواقف الدولية وخاصة الأميركية من الأحداث في لبنان»، وعن تلويح السيّد نصر الله باللجوء إلى كثير من الخيارات السياسية والميدانية في حال صدور القرار الظني، أبدى اعتقاده أن «هذا الكلام هو من باب التهويل الذي لا يغير من الوقائع التي تقول إن رئيس الحكومة سعد الحريري سيتصرف عند صدور القرار الظني من موقع مسؤوليته عن كل اللبنانيين».

وعمّا إذا كان الموقف المصري قد يؤثر سلبا على الجهود السعودية السورية، بعد تصريح وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط الذي قال فيه إن التهديد بقطع الأيدي في لبنان (ردا على نصر الله) سيؤدي إلى الكثير من الخسائر التي تصيب صاحب القطع، أوضح المشنوق أنه «ليس هناك من توافق عربي حول قطع الأيدي، هناك توافق عربي على إيجاد تسوية عربية آمنة للبنان مرافقة للقرار الظني وليست سابقة له، وبالتالي كلام الوزير أبو الغيط هو كلام واقعي يريد الخير والاستقرار لكل اللبنانيين».

إلى ذلك أشار عضو كتلة المستقبل النائب خالد ضاهر، إلى أن «كل جهد سعودي وعربي وإقليمي مرحب به ما دام يسعى إلى التأكيد على احترام النظام والاستقرار والدستور»، مؤكدا أن «السعودية تبذل جهودا جبارة بالتعاون مع السوريين، ولكن الرئيس سعد الحريري قدم كل ما يمكن أن يقدمه من أجل المصلحة الوطنية، وما قام به من خطوات، وحتى ما قاله لصحيفة (الشرق الأوسط) هو إرضاء للسوريين، وعلى السوريين أن يلاقوا الرئيس الحريري الذي لا أعتقد أنه قادر على أن يقدم أكثر من ذلك».