«أميرة الحجاب» الفرنسية تثير فضول وسائل الإعلام الأجنبية

تخفي بالقلم الملون ما تكشفه الإعلانات من أجساد النساء

TT

بعد أربع سنوات على أول «هجوم» قامت به ضد الإعلانات المكشوفة في دهاليز المترو في باريس، عادت الشابة المجهولة الهوية والملقبة بـ«أميرة الحجاب» إلى الضوء، هذا الأسبوع، مع اقتراب عيد الأضحى المبارك وتوجه آلاف الحجاج الفرنسيين إلى الأراضي السعودية. ونشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية تقريرا عنها كما تابعت فضائية «الجزيرة» نشاطها في ستر الإعلانات.

وتشير تقارير صحافية إلى أن الشابة المجهولة بدأت نشاطها منذ أن كانت في السابعة عشرة من العمر، برسم مساحات ملونة على أجساد العارضات المكشوفة في الملصقات الإعلانية التي تملأ جدران ممرات المترو في باريس، تحت الأرض.

ولفتت الرسامة المجهولة انتباه المشرفين على صيانة أنفاق المترو، عام 2006، حين حجبت بالقلم الأسود إعلانا عن أسطوانة جديدة للمغنية الشابة الفرنسية ديامس التي اعتنقت الإسلام فيما بعد، وبدأت تظهر على المسرح وهي تغطي شعرها. ثم تكررت أعمال الرسم على الإعلانات وأخذت شكل رسم حجاب على رؤوس العارضات أو تغطية الأجزاء المكشوفة من أجسامهن، على غرار ما كانت تفعله وتنادي به جمعيات مناهضة لاستغلال النساء في الإعلانات كطعم للترويج للبضائع التجارية.

وتابعت الصحافة ظاهرة «أميرة الحجاب» التي تتجنب المقابلات الصحافية وكانت تدافع عن نفسها بالقول إن تلوينها الأجساد المكشوفة في الإعلانات هو عمل فني ولا يحمل رسالة دينية. لكن الخطاب يتغير مع تغير الوسيلة الإعلامية التي تتناول لغز الناشطة المجهولة، ويكتسب طابعا دينيا لا لبس فيه. كما لا يوجد دليل على أن الصور المنشورة لها التي تصورها جانبيا أو من الخلف، هي صور حقيقية، وهل سمحت، بالفعل، بالتقاط صور لها لا تظهر ملامح وجهها.

ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية، مؤخرا، عن «أميرة الحجاب» قولها إن اهتمامها بتلوين صور النساء العاريات في الإعلانات بمحطات المترو بدأ منذ فترة مبكرة، لافتة إلى أنها تلون أربعة أو خمسة إعلانات فقط، مثل إعلانات «الملابس الداخلية». وأضافت أنها «تهتم بالدين والإسلام والأثر الذي يمكن أن يتركه فنيا وجماليا على الرموز المنتشرة في كل مكان، لا سيما في الأزياء». لكن هناك من يرجح انتشار الظاهرة ووجود أكثر من «أميرة حجاب» تنشط في الساحة الباريسية، بعد أن صار لها مقلدات راغبات في تسجيل احتجاجهن على منع القانون الفرنسي للحجاب في المدارس ودوائر الدولة وحظر النقاب في الأماكن العامة.