الحجاج يقفون اليوم على صعيد عرفات.. والكعبة تلبس حلتها الجديدة

النائب الثاني وأمير مكة يتابعان ميدانيا عمليات تصعيدهم ونفرتهم

حجاج يستعدون للانطلاق من منى إلى عرفات («الشرق الأوسط»)
TT

يقف مع بزوغ شمس هذا اليوم ما يزيد على 2.5 مليون حاج وحاجة ملبين نداء المولى (تبارك وتعالى)، ومقتدين بسنة المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، متجهين إلى الله قلبا وقالبا تلهج ألسنتهم على اختلاف لغاتهم بتلبية نداء الخالق جل جلاله، وبذكره تعالى استجابة لأمره في قوله تعالى «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق»، واقترن توافد مواكب الحجاج إلى مشعر عرفات من مشعر منى ومن مكة المكرمة ومنافذ المدينة المقدسة البرية منذ الساعات الأولى لصباح هذا اليوم، بالتلبية «لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك».

من جانبه، أشرف الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، على عمليات تصعيد الحجاج إلى منى ومنها إلى عرفات بمختلف وسائل المواصلات، فيما تابعها ميدانيا الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وجميع المسؤولين في الجهات ذات العلاقة بخدمة الحجيج. وكان النائب الثاني وزير الداخلية وجه تعليماته للجهات المعنية ببذل أقصى الجهود لتوفير ما يحقق لضيوف الرحمن أداء مناسكهم في مزيد من اليسر والأمن والأمان، في وقت أسهم فيه أفراد قوى الأمن في تعزيز جهود رجال المرور بتنظيم حركة التصعيد وإرشاد ضيوف الرحمن ومساعدتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.

يأتي ذلك في الوقت الذي يحتفل فيه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، وحجاج بيت الله الحرام، غدا بأول أيام عيد الأضحى المبارك، بينما يشهد البيت الحرام اليوم مراسم استبدال كسوة الكعبة المشرفة الحالية بالكسوة الجديدة جريا على العادة السنوية، حيث تقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مثل هذا اليوم من كل عام باستبدال ثوب الكعبة المشرفة بثوب جديد تتم صناعته بمصنع كسوة الكعبة المشرفة، وأوضح الدكتور محمد الخزيم، نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام، أنه سيتم إنزال الكسوة القديمة لتستبدل بها الكسوة الجديدة التي تمت صناعتها من الحرير الخالص والذهب في مصنع كسوة الكعبة المشرفة بمكة المكرمة، وتبلغ التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة المشرفة 20 مليون ريال، وتصنع من الحرير الطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الأسود.

وكانت عملية تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى منى تمت أمس بكل يسر وسهولة، وتابعت بعثة «الشرق الأوسط» في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة رحلة الحجاج في مرحلتها الأولى من التصعيد من مكة المكرمة إلى منى، والتي تميزت باليسر رغم الكثافة الكبيرة في أعداد السيارات والمشاة، بينما اتسمت حركة السير بالانسيابية، أسهمت في ذلك دقة التنظيم ورحابة الطرق التي تربط بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وتعددها.

من جهته، أكد اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني في وزارة الداخلية، في مؤتمر صحافي أمس، أن توافد الحجيج إلى مشعر منى بدأ منذ مساء أول من أمس وصباح الأمس. وقال إن الكثافة الفعلية بدأت بعد صلاة الظهر، وتستمر حتى صباح اليوم الاثنين قبل الانطلاق إلى عرفات، مشيرا إلى انسيابية حركة المرور، خصوصا مع تجاوب المواطنين لقرار منع دخول المركبات التي تقل أقل من 25 راكبا، وكذلك كان الوضع في مداخل المشاعر.

وكانت بعثة «الشرق الأوسط» لاحظت كثافة عالية في بعض الجسور والمحاور في مكة المكرمة، بينما تم تطبيق قرار عدم دخول المركبات التي تقل أقل من 25 راكب على حجاج البر القادمين من خارج المملكة عند دخولهم حدود مكة المكرمة الشرعية، بينما تم السماح بدخول قرابة 2000 سيارة إلى المشاعر. أما الحجاج القادمون عبر الجو والبحر فقد تم نقلهم عبر 18 ألف حافلة وفق جداول زمنية معدة مسبقة بالتعاون مع مؤسسات الطوافة، مشيرا إلى أن 80 في المائة من الحجاج اتجهوا إلى مشعر منى بداية، في حين اتجه البقية إلى عرفات مباشرة.

وكان الدكتور جبارة الصريصري، وزير النقل السعودي، قام أمس بجولة ميدانية على الطرق والمواقف في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والطرق المؤدية إليها، متفقدا الطريق الدائري بعرفات والطريق رقم 9 الواقع شمال عرفات وبعض الطرق الطولية والعرضية والمواقف في عرفات ومزدلفة ومداخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، كما تفقد المشاريع الجديدة التي نفذتها الوزارة هذا العام، ومنها ازدواج طريق المغمس والمواقف الجديدة على مدخل عرفات من جهة الشرائع والتي تتسع لأكثر من ثلاثة آلاف سيارة، والمعابر المخصصة للمشاة التي تربط الطريق رقم 3 والطريق رقم 4 والطريق رقم 5 بطريق المشاة الرئيسي، والحواجز الخرسانية التي نفذت على بعض الطرق وعلى حدود المشاعر المقدسة لمنع تسلل السيارات غير المرخص لها، وكذلك الجسران اللذان أعيد إنشاؤهما وتوسعتهما على وادي عرنة، إضافة لتوسعة مدخل ميقات السيل والطرق الداخلية والمواقف التي نفذت داخل ساحة الميقات لوقوف الحافلات والسيارات الصغيرة.

من جهة أخرى، نقلت طائرات الإسعاف الجوي التابع لهيئة الهلال الأحمر السعودي أمس، خمس إصابات، إثر حادث انقلاب سيارة يستقلها حجاج من شرق آسيا على جسر الجموم (54 كم من مكة المكرمة) على الطريق. وتتمركز معظم طائرات الإسعاف الجوي السعودي حاليا في عرفات، وتعمل وفق خطة طوارئ محكمة لخدمة ضيوف الرحمن، تضمن الاستجابة لأي بلاغ على مدار الساعة وبكامل الجاهزية.

وكانت عملية تصعيد الحجاج إلى عرفات عن طريق قطار المشاعر بدأت عند الساعة الثامنة من مساء البارحة، بينما يبدأ استخدامه في عملية النفرة من عرفات مع غروب شمس هذا اليوم، بطاقة استيعابية 18 ألف حاج كل 20 دقيقة، وهي المدة الزمنية التي يحتاجها القطار لقطع المسافة من عرفات إلى مزدلفة، ويتوقع أن تستغرق عملية النفرة باستخدام القطار 3 ساعات بواقع 54 ألف حاج في الساعة، وكذلك الحال في تفويج الحجاج من مزدلفة إلى منى، واعتبارا من الغد سيتم تشغيل القطار للجميع بصورة اختيارية عبر تذاكر رحلات ذهابا وإيابا.