الصومال: الإفراج عن زوجين بريطانيين بعد احتجاز دام لأكثر من عام

جلسة عاصفة للبرلمان.. للتصويت على الحكومة الجديدة

الزوجان البريطانيان بول وراشيل تشاندلر لدى لقائهما برئيس الوزراء الصومالي محمد عبد الله محمد في القصر الرئاسي بمقديشو أمس (رويترز)
TT

أطلق القراصنة الصوماليون، أمس (الأحد)، سراح الزوجين البريطانيين، بول وراشيل تشاندلر، بعد 13 شهرا، حيث ظلا محتجزين بالقرب من بلدة عمارة، وهي منطقة وعرة تبعد عشرات الكيلومترات من مدينة حراطيري الساحلية، التي كانت تعد أحد المعاقل الرئيسية للقراصنة قبل أن يسيطر عليها المسلحون الإسلاميون.. وتم الإفراج عن بول وراشيل تشاندلر بعد مفاوضات شاقة استمرت لعدة أشهر بين الخاطفين ووسطاء محليين من زعماء العشائر في المنطقة التي كان يُحتجز فيها الزوجان البريطانيان.

وأكد حاكم إدارة حمن وحيب محمد آدم تيعي، الذي شاركت إدارته في جهود الإفراج عن الرهينتين البريطانيين، دفع فدية مقابل الإفراج عنهما، لكنه رفض الكشف بشكل رسمي عن حجم الفدية التي دفعت للميليشيات الخاطفة. وقال: «تم الإفراج عنهما بعد دفع فدية للقراصنة، وهما الآن في مكان آمن».

إلا أن مصادر مقربة من القراصنة أكدت دفع نحو 750 ألف دولار مقابل الإفراج عن بول وراشيل تشاندلر. وعادة ما تتم عمليات الخطف ضد السفن والسياح الأجانب أو عمال الإغاثة التابعين لوكالة الغوث الغربية بسبب دوافع مالية.

وأكدت راشيل تشاندلر (59 عاما) في مكالمة هاتفية لـ«رويترز» نبأ الإفراج عنهما، وقالت «إنهما سعيدان للغاية». وقال الطبيب، عبدي محمد حانغول، الذي شارك في جهود الإفراج عن الزوجين البريطانيين «إنهما في صحة جيدة نسبيا، على الرغم من أنهما قضيا أكثر من عام في وضع احتجاز بالغ الصعوبة، وقد تعرضا لسوء معاملة، لكن يبدو أنهما في حالة صحية جيدة».

وتم نقل الزوجين البريطانيين جوا من بلدة عدادو بوسط البلاد، إلى العاصمة مقديشو، وكان في استقبالهما رئيس الوزراء الصومالي في القصر الرئاسي، قبل أن يتوجها إلى العاصمة الكينية نيروبي بطائرة خاصة، تمهيدا للعودة إلى بلدهما.

وخطف القراصنة الصوماليون الزوجين البريطانيين المتقاعدين، وهما بول تشاندلر (60 عاما) وراشيل تشاندلر (59 عاما) في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، وهما يعبران المحيط الهندي بيختهما السياحي «لين رايفال» في المحيط الهندي بالقرب من سواحل جزر شيشل. وكانت المفاوضات مع القراصنة للإفراج عنهما قد فشلت لأكثر من مرة، بسبب رفض الخاطفين كل المحاولات، إلا بعد دفع فدية، قيمتها مليونا دولار، كما أن الحكومة البريطانية كانت ترفض بشدة دفع المبالغ التي كان القراصنة الصوماليون يطلبونها.

ويصبح الزوجان البريطانيان بول وراشيل تشاندلر الأجنبيين اللذين أمضيا أطول فترة احتجاز لدى القراصنة الصوماليين، وكانت الآمال بالإفراج عنهما قد تجددت، في الشهر الماضي، بعدما تم الإفراج عن عامل إغاثة بريطاني كان يعمل لصالح منظمة «سيف ذا تشيلدرين» البريطانية، تم اختطافه على يد مسلحين مجهولين، وتم إطلاق سراحه بعد أيام من خطفه، إثر وساطة قبلية ومفاوضات بين الخاطفين وزعماء العشائر في المنطقة.

على صعيد آخر، عقد البرلمان الصومالي، أمس (الأحد)، جلسة عاصفة للتصويت على الحكومة الجديدة التي شكلها رئيس الوزراء، محمد عبد الله فرماجو، أول من أمس، وكانت الجلسة طارئة، حيث طالب بعقدها رئيس البرلمان شريف حسن شيخ آدم، وحضر في جلسة أمس 316 نائبا، وسط مخاوف كبيرة من حجب الثقة عن الحكومة الجديدة، وخلافات داخل أعضاء البرلمان.

وبعد نقاشات حادة اضطر رئيس البرلمان إلى إنهاء الجلسة، وحدد السبت المقبل موعدا آخر لاستئناف جلسات البرلمان، لإعطاء فرصة للنواب لقراءة المشروع والبرنامج السياسي للحكومة.

ويرى معظم نواب البرلمان الصومالي أن غالبية أعضاء الحكومة الجديدة - التي تضم 18 وزيرا فقط - يفتقرون للخبرة اللازمة لإدارة شؤون البلاد، بسبب غيابهم الطويل عن الوضع في البلاد، لأنهم كانوا يقيمون في الخارج خلال الفترة الماضية.