«العراقية» ترطب الأجواء مع طالباني.. وبارزاني: تمسكنا بالرئاسة كان دفاعا عن كرامتنا القومية

الرئيس العراقي يطمئن وفدا من قائمة علاوي: البلد يدار بالقيادة الجماعية وليس من حزب معين

TT

زار وفد من القائمة العراقية، التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، الرئيس العراقي جلال طالباني، لتهنئته بالتجديد له لولاية ثانية وترطيب الأجواء معه بعد أن انسحبت القائمة من التصويت على تنصيبه رئيسا للبلاد لولاية ثانية يوم الخميس الماضي.

وقالت عضو القائمة العراقية عالية نصيف لـ«الشرق الأوسط» إن القائمة العراقية أوضحت لطالباني خلال الزيارة أن «انسحابها من الجلسة (انتخاب الرئاسات)، لم يكن تملصا من التصويت على انتخابه، إنما حصول سوء فهم من الأطراف السياسية».

كما كشفت عن وضع القائمة العراقية ترتيبات مع طالباني لتنفيذ الورقة الموقعة من قبل رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وعلاوي حول الاتفاق السياسي الذي حسم أزمة تشكيل الحكومة العراقية.

وكانت أزمة قد نشبت الخميس خلال انعقاد جلسة البرلمان عندما تم تجاوز الإعلان الرسمي عن الاتفاقية التي سبق أن وقعت بين قادة الكتل، مما دفع أعضاء القائمة إلى إعلان احتجاجهم من خلال الخروج من قاعة البرلمان، لكن تدخلات من قبل أطراف في العملية السياسية وأخرى أميركية جعلت القائمة العراقية تعاود مشاركتها في أعمال مجلس النواب السبت بعد تعهدات أعطيت لها، وأعلنت القائمة لاحقا عن رغبتها في «تصحيح سوء الفهم».

وقال بيان رئاسي نشر على الموقع الإلكتروني للرئاسة العراقية واطلعت «الشرق الأوسط» على نصه إن طالباني استقبل وفدا من القائمة العراقية ضم رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي والدكتور صالح المطلك والدكتور رافع العيساوي وعز الدين الدولة وجابر الجابري. وأضاف: «قدم أعضاء الوفد التهنئة الحارة والخالصة لفخامة الرئيس طالباني بنيله ثقة ممثلي الشعب العراقي وانتخابه لولاية ثانية رئيسا للجمهورية مؤكدين مواصلتهم التعاون مع فخامته في المسيرة السياسية في البلاد».

ونقل البيان عن أسامة النجيفي، رئيس البرلمان، أن «ما حصل يوم الخميس الماضي في قاعة البرلمان كان عملا غير مقصود أضر بما اتفقت عليه الكتل السياسية وأدى إلى مفاقمة المسائل»، وأوضح أن «القائمة العراقية ستقدم كل الدعم لفخامة الرئيس طالباني من أجل نجاحه في مهامه وأن أعضاءها يكنون كل الحب والاحترام لفخامته وله مكانة كبيرة في نفوسهم ويعتزون به»، بحسب البيان.

من جانبه، رحب طالباني بأعضاء الوفد و«عبر عن رغبته في أن تكون له علاقات وطيدة مع كل القوى بما فيه خير للعراق والعراقيين»، مؤكدا ضرورة أن «توضع مصلحة العراق وشعبه فوق كل الميول وتطبيق الاتفاقات بين الكتل السياسية».

ونقل البيان عن طالباني قوله: «إن أمامنا مهمات صعبة ونحتاج إلى التعاون بين الجميع لتذليل العقبات وبذلك سنسجل في التاريخ صفحة مشرقة».

وفي السياق نفسه، أشار طالباني إلى «ضرورة التضامن بين القوى من أجل تطبيق الاتفاقات والدستور وتنظيم المسيرة البرلمانية والحكومية»، مؤكدا «أن هذا البلد يدار بالقيادة الجماعية وليس من قبل فئة أو حزب معين»، في إشارة ضمنية إلى مخاوف من احتمال «تفرد» رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي بالسلطة عندما سيتم تكليفه لولاية ثانية.

ونقل البيان الرئاسي عن النجيفي قوله لطالباني: «إنك حكم بين الجميع وخيمة للعراقيين وكلنا نتعاون معك من أجل إنجاح المسيرة ونكون شركاء لا فرقاء لأن كل القوى تطالب بالشراكة الوطنية الحقيقية».

ومن جهته، أكد فرياد راوندوزي، القيادي في التحالف الكردستاني، أن القائمة العراقية قدمت اعتذارها لطالباني، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن زعماء العراقية «قدموا هذا الاعتذار الشفوي والرئيس قد قبله»، مؤكدا «حرص طالباني على المراحل المستقبلية وليس ما حدث في الماضي».

وفي سياق متصل، كشف بارزاني المزيد من تفاصيل المشاورات التي سبقت عقد الجلسة البرلمانية التي انتخب فيها رئيسا الجمهورية والبرلمان أثناء لقائه بقادة الأحزاب الكردستانية مساء أول من أمس بمكتبه الرسمي بمصيف صلاح الدين.

وأشار بارزاني إلى «أنه كانت هناك ضغوطات من أصدقائنا الأميركان الذين كانوا يرون أن تنازل الكرد عن هذا المنصب لصالح مكون آخر سيفك عقدة تشكيل الحكومة، ولكننا أبلغناهم بأن هذا التنازل سيضر ليس بالشعب الكردي فحسب، بل بالعراقيين جميعا»، وأضاف أن «الضغوطات الأخرى جاءت من أطراف سياسية أخرى حاولت أن تقلل من شوكة الكرد وتمس كرامتهم، حيث إن هذه الأطراف استكثرت على الشعب الكردي أن يحتلوا هذا الموقع وكأن الكرد هم مواطنون من الدرجة الثانية ولا يحق لهم تبوؤ هذا المنصب، وهذا بالذات ما جرح مشاعرنا ودفعنا إلى التمسك بهذا المنصب باعتباره استحقاقا قوميا، ولو جاءت تلك الضغوطات في أوضاع طبيعية وبعيدا عن التشنجات لهان الأمر، ولكن في ظل الظروف التي شهدناها كان من الصعب على القيادة الكردية أن تقبل بمثل هذه الضغوط، لأن المسألة تحولت إلى مسألة الدفاع عن كرامتنا القومية».

وتحدث بارزاني عن موقف القائمة العراقية أثناء انعقاد جلسة البرلمان العراقي وقال: «عندما حل موعد انتخاب رئيس الجمهورية قام عدد من أعضاء القائمة العراقية بتصرف غير لائق، وذلك بتركهم قاعة البرلمان، وكان ينبغي أن لا يفعلوا ذلك، لأنني والدكتور علاوي والمالكي وقعنا على اتفاق بهذا الشأن ولا علاقة لمجلس النواب بذلك، بل إن الاتفاق حدد بعض الإجراءات القانونية والدستورية، وأنا لست نادما على ذلك الاتفاق وأحترم توقيعي عليه».