المعلم: من يحرص على لبنان عليه دعم التوجه السعودي ـ السوري.. وعلاقتنا بإيران استراتيجية

قال إن محكمة الحريري شأن لبناني وإذا كان القرار الاتهامي مبنيا على أدلة قاطعة لن يقف أحد ضده

TT

دعا وزير الخارجية السوري وليد المعلم «كل من يحرص على أمن واستقرار لبنان إلى دعم التوجه السوري – السعودي، لأنه يهدف لإيجاد حل شامل للانقسامات اللبنانية»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن العلاقات بين دمشق وطهران علاقات «استراتيجية ونامية». وقال المعلم إن الرئيس الأسد «يعطي أولوية لموضوع لبنان وإن هناك تنسيقا سوريا - سعوديا في هذا الصدد». واستدرك المعلم بالقول: «لكن هذا لا يعني أن لا وجود للاعبين آخرين في الساحة اللبنانية يحاولون زرع أوهام ورهانات خاطئة لدى بعض الفئات اللبنانية». وردا على سؤال حول الموقف المصري مما يجري على الساحة اللبنانية، قال: «من يحرص على أمن واستقرار لبنان فليدعم التوجه السوري – السعودي، لأنه يهدف لإيجاد حل شامل للانقسامات اللبنانية، ومن يرد أن يدعم هذا الجهد فليتفضل، لكن من يود تخريب هذا الجهد أعتقد أنه لن يفلح، والأشقاء في لبنان في معظمهم واعون لذلك». وفي المنتدى الأول للقناصل الفخريين لسورية في العالم، الذي دعت إليه وزارة الخارجية السورية، عرض المعلم وجهة النظر السورية حول المحكمة الدولية وكيفية التعامل معها، وقال: «الموقف السوري الثابت من المحكمة أنها شأن لبناني». وأضاف: «يجب توضيح بعض اللغط الذي تستخدمه بعض الوسائل الغربية في التفريق بين قرار ظني يقدمه مدعي عام المحكمة معتمدا على الشكوك ويستطيع فرشه يمينا أو يسارا وهذا لا يساعد في استقرار لبنان، وبين قرار اتهامي مبني على أدلة قاطعة وهذا القرار لا أحد سيقف ضده». وتابع يقول: «عندما تسمع في إسرائيل والصحف الغربية أن هنالك قرارا ظنيا تشعر أن الهدف من هذه المحكمة هو إضعاف المقاومة والعبث باستقرار لبنان».

وحول العلاقة مع إيران، قال المعلم إن «سورية تقيم علاقاتها بضوء مصالحها وقضايا أمنها»، وأنه «منذ انطلاق الثورة الإسلامية في إيران التي استبدلت مقر السفارة الإسرائيلية في طهران بمكتب منظمة التحرير الفلسطينية، كان واضحا موقف الثورة الإسلامية من القضية الفلسطينية، ومن خلال الحوار تبين أن إيران داعمة بقوة للقضايا العربية ونشأت بيننا مصالح اقتصادية مشتركة بملايين الدولارات وعلاقتنا مع إيران استراتيجية ونامية». وأَضاف أن «إيران كسورية تتعرض للضغوط بسبب هذه المواقف». وقال: «أكد لنا الإخوة الإيرانيون أن برنامجهم النووي سلمي وشاركوا معنا بالدعوة لإقامة شرق أوسط خال من الأسلحة النووية، وسورية تقف ضد أي استخدام عسكري للقوة النووية. وهنا تظهر ازدواجية المنظور الدولي للمسألة، كون إسرائيل تمتلك أكثر من 250 قنبلة نووية، ومفاعلين نووين، والعالم صامت ويمنع المنظمات الدولية حتى من توجيه الاتهام لإسرائيل».

ووصف المعلم في عرض سياسي مختصر أمام القناصل الفخريين السوريين علاقات سورية الخارجية مع محيطها العربي بأنها «علاقات جيدة»، وقال إن سورية «تبذل جهودا لتحسين أمن واستقرار العراق وقامت خلال الأيام الماضية باتصالات شملت كافة الكتل السياسية العراقية». وأكد أن «استقرار العراق هام جدا لنا بحكم أنها دولة جارة لسورية». وقال: «هذا هام جدا بالنسبة لسورية لأن استقرار العراق يؤثر علينا بشكل مباشر لأننا الجار مع العراق وكذلك الأمر بالنسبة للبنان لأن أمن لبنان جزء من أمن سورية ونحن الأقرب إلى لبنان وأن بيروت أقرب إلى دمشق من مدينة حمص».

وعن علاقة سورية بتركيا، قال «إنها استراتيجية يدل عليها التشاور السياسي المستمر بين البلدين والعلاقات الاقتصادية التي تشهد تطورا ونموا سريعا، حتى أنها أصبحت نموذجا يحتذى به». وكشف أن لبنان والأردن «يريدان أن ينضما إلى هذا المجلس وهناك لجان تقوم بدراسة عقد قمة رباعية تضم سورية وتركيا ولبنان والأردن في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، وقد أبدى العراق رغبة بالانضمام إلى التجمع الاقتصادي». وأضاف: «نحن نتحدث عن كتلة بشرية تقارب 140 مليون نسمة، على أمل أن ينظم الآخرون من دول عربية شقيقة وصديقة».

وحول عملية السلام، حمّل المعلم «إسرائيل ومن يرعاها» مسؤولية الفشل، وقال: «كل ما نراه من استمرار في ارتكاب الجرائم وتهويد القدس وحصار غزة مؤشرات تؤكد عدم وجود شريك لصنع السلام في إسرائيل».

وفي نهاية كلمته، أجاب الوزير المعلم على أسئلة واقتراحات القناصل الفخريين، منها اقتراح القنصل الفخري في ولاية تكساس الأميركية باستضافة شخصيات أميركية على نفقة الحكومة السورية للتعرف على سورية عن كثب. وقال: «من يسعى لمعرفة الحقيقة عليه أن يبذل بعض المشقة»، مشيرا إلى أن هذه المسائل خارج إطار حسابات الحكومة. فرد عليه القنصل مفندا طرحه بالقول «إنه في عام 1999 حين كان الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش عمدة لتكساس وسأله ميداني إن كان يرغب في زيارة سورية، عبر بوش عن رغبته في ذلك». وقال القنصل إن تلك الزيارة لم تكن لتكلف سورية أكثر من 10 آلاف دولار، وتساءل باستهجان: «ماذا يعني هذا المبلغ في حسابات الحكومة السورية؟». فأجابه المعلم ممازحا «أنا في غاية السعادة لأن حكومتنا لم تدفع هذا المبلغ». كما اقترح القنصل الفخري في جنوب فرنسا الاهتمام بالعلاقات مع القارة الأفريقية، ووافقه الوزير المعلم على هذا المقترح، منوها بالعلاقة الجيدة مع فرنسا و«العلاقة الشخصية الموجودة بين الرئيس الأسد ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي». وردا على سؤال وجهته قنصل فخري في كندا حول طبيعة العلاقة بين سورية وكندا، قال المعلم إن «كندا تقف ضد المصالح العربية، ونحن لا نريد التدخل في شؤون كندا، ولكن من حقنا أن نتساءل لماذا؟ في كندا أحزاب تقيم ائتلافا، لكن السياسة الكندية تجاه قضايانا مع الأسف ليست عادلة وسياستها منحازة جدا لإسرائيل وللعدوان الإسرائيلي». ويستمر اللقاء القنصلي الذي ضم نحو خمسين قنصلا فخريا لسورية من كافة أنحاء العالم لمدة يومين، ويتضمن لقاءات مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ونائبه للشؤون الاقتصادية وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة. ويهدف المنتدى الذي يعقد لأول مرة في تاريخ سورية الحديث، إلى توثيق الصلة بين القناصل الفخريين والحكومة السورية، كما يجري الترتيب لعقد لقاء مماثل الصيف المقبل للسفراء السوريين، على أن يصبح اللقاء دوريا كل سنتين أو ثلاث سنوات.