الجيش الأميركي يتوقع تصاعدا في العنف حتى تشكيل الحكومة.. ومقتل 8 في هجمات

«البعث» جناح يونس الأحمد يشعر بـ«خيبة الأمل» من الاتفاق السياسي العراقي.. ويقول: ولد كائنا طائفيا جديدا

TT

اعتبر حزب «البعث» العراقي المنحل، جناح محمد يونس الأحمد، جلسة مجلس النواب العراقي التي عُقدت الخميس الماضي من أجل تشكيل حكومة شراكة وطنية أنهـــــــــــا تؤكد أن جميع وعود رئيس الوزراء العـــــراقي المنتهية ولايتـــــه نوري المالكي «لا يمكن الركون إليها أو الوثوق بها»، وجـــــاء ذلك بينـــــــــما حذر قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال لويد أوستن من تصاعد وتيرة أعمال العنف حتى يتـــــــــم الإعلان عن التشكيلة الحكومية. بينما قتل 8 أشخاص في هجمات متفرقة في العراق أمس.

وقال بيان صادر عن قيادة قطر العراق (المؤتمر الاستثنائي جناح محمد يونس الأحمد) تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «إنه على الرغم من أن كل الوعود والأمنيات التي خرجت بها نتائج انتخابات مارس (آذار) من العام الحالي لتعتبر وكأنها شمعة في آخر النفق، وعلى الرغم من إيماننا أن هذا الضوء لم يكن ليخلص البلاد والعباد من المحتلين وأعوانهم وعملائهم، فإننا تمنينا لشعبنا فرصة لالتقاط الأنفاس ليس إلا».

وعبر البيان عن خيبة البعثيين؛ إذ إنه بعد مخاض استمر 8 أشهر، وزعم البيان أن الاتفاق السياسي في العراق الذي توصلت إليه الكتل السياسية «ولد كائنا طائفيا جديدا بحكومة يرأسها المالكي»، معتبرا أن المالكي «لا يمكن أن يكون أهلا للثقة ولا يؤتمن على أعراض الناس ورقابهم لـ4 سنين مقبلة».

وذكر البيان أن «الرجل الذي كشفت وثائق دولة الاحتلال (الولايات المتحدة) التي نشرها موقع (ويكيليكس) عن أنه كان يقود عصابات للقتل والاغتصاب والتصفية كان على رأس السلطة مستغلا إمكانات السلطة العسكرية والأمنية»، مضيفا أن حزب البعث المنحل يرى أن «كل الجلسات المقبلة لمجلس النواب الحالي تحت رئاسة أي كتلة كانت لن تخرج قراراتها عن المسارات التي حددتها لها دولة الاحتلال الأميركي وما يحاك للعراق في الأقبية الإيرانية لتحقيق أجندتها الطائفية المتمثلة بإبعاد العراق من محيطه العربي وقبر أي أجندة وطنية قومية مناهضة للاحتلال وعملائه والاستمرار بتصفية رجالاتها وحركاتها وأحزابها الوطنية».

ويترأس البرلمان العراقي أسامة النجيفي، القيادي في القائمة العراقية، التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي. وكان عدد من عناصر القائمة قد منعوا من المشاركة في الانتخابات بسبب شمولهم بقوانين اجتثاث البعث.

من جهته، حذر الجنرال أوستن من تصاعد أعمال العنف خلال المرحلة المقبلة وصولا إلى إعلان التشكيلة الحكومية.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن الجنرال أوستن قوله إنه إذا لم يؤمن العراقيون بأن الحكومة المقبلة تمثلهم جميعا فإن البعض منهم عبروا عن مخاوفهم من أن الفشل قد يشعل فتيل التوترات والعنف.

ويشعر الناخبون السنة بالغبن بعد عدم حصول القائمة العراقية، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، التي انتخبوها والتي فازت بالانتخابات، على منصب رئاسة الوزراء.

وتوقع ارتفاع أعمال العنف، قائلا: «نتوقع أن تكون هناك اضطرابات من الآن وحتى التشكيل النهائي للحكومة».

وحول تحذيرات علاوي من أن انسحاب قائمته من تشكيل الحكومة سيسفر عن اندلاع عنف، قال الجنرال أوستن: «هذا محتمل». وأضاف: «ما زلنا نشعر بالقلق حول ذلك، ليس في هذا الوقت فحسب، بل طوال الوقت من العام. الأمر أصبح أكثر حساسية خلال هذا الوقت؛ لأن الناس قلقون جدا حول ما ستؤول إليه الأوضاع».

في سياق متصل، قتل 8 أشخاص بينهم 4 من قوات الأمن في سلسلة هجمات متفرقة في البلاد أمس، أبرزها انفجار عبوة على دورية للجيش في كركوك.

وأوضح العقيد أحمد البرزنجي، من شرطة كركوك، أن «عبوة ناسفة انفجرت على دورية راجلة تابعة للفرقة 12 المنتشرة في كركوك، قرب ناحية الرشاد (35 كم جنوب المدينة)، مما أسفر عن مقتل 3 جنود». كما قُتل مدني في هجوم مسلح استهدفه في ناحية ليلان جنوب شرقي كركوك، حسبما أعلنت الشرطة. وذكر تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية أن شخصين قُتلا في هجومين مسلحين في بعقوبة شمال شرق بغداد. وقال الرائد فراس الدليمي: «إن مدنيا قُتل في هجوم مسلح في ناحية الوجيهة (شرق بعقوبة)». وأضاف أن «هجوما مماثلا وقع في ناحية مندلي (100 كم شرق بعقوبة) أسفر عن مقتل مدني آخر» من دون معرفة أسباب الاستهداف.

إلى ذلك، قال مصدر في وزارة الداخلية في بغداد: «إن شخصا قتل وأصيب 4 آخرون بجروح من جراء انفجار عبوة لاصقة بسيارة مدنية في ساحة الواثق (وسط)».

وفي الموصل (350 كم شمال بغداد) أعلنت الشرطة العراقية مقتل جندي وإصابة 4 آخرين بينهم شرطي وجندي، بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت حاجزا مشتركا للجيش والشرطة وسط المدينة.