قادة «أبك» يتبنون استراتيجية للنمو وتحرير التبادل التجاري

في ختام اجتماعاتهم باليابان

TT

اختتم قادة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبك) اجتماعهم السنوي في مدينة يوكوهاما الساحلية اليابانية، أمس، بالاتفاق على السعي لإنشاء منطقة تجارة حرة في آسيا والمحيط الهادي.

وبحسب البيان الختامي للقمة، قرر القادة السعي وراء تحقيق هدف المنتدى بعيد المدى، والمتمثل في إنشاء منطقة تجارة حرة على مستوى منطقة آسيا والهادي عن طريق «التطوير والاستفادة من الكيانات الإقليمية القائمة»، مثل مجموعة «الآسيان + 3» ومبادرة للتجارة الحرة تدعمها الولايات المتحدة. وتمثل الدول العشر الأعضاء في الآسيان بالإضافة لليابان والصين وكوريا الجنوبية مجموعة «الآسيان + 3» التي تفضلها الصين. وستشارك تسع دول، منها أستراليا وفيتنام وتشيلي وبيرو، في اتفاقية التجارة الحرة التي تقترحها أميركا وتعرف باسم الشراكة عبر المحيط الهادي. وتضم الآسيان بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام.

وجاء في البيان أن «اقتصادات (أبك) الآن متصلة ومرتبطة بصورة أكبر من أي وقت مضى». وأضاف «سوف تظل التجارة وتحرير الاستثمار والتسهيلات قوة أساسية لتحقيق النمو في منطقة آسيا - الباسيفيك». وأصبح للمنتدى تأثير متزايد على الاقتصاد العالمي، حيث تسهم دوله الأعضاء والبالغ عددها 21 دولة بينها أكبر ثلاثة اقتصادات في العالم (الولايات المتحدة والصين واليابان) بما يزيد على نصف الناتج المحلي الإجمالي للعالم، وما يقرب من 44% من حجم التجارة العالمية. وقال رئيس وزراء اليابان ناوتو كان، الذي يترأس المؤتمر هذا العام، إن منطقة آسيا - المحيط الهادي «تتحمل المسؤولية الكبرى لقيادة النمو العالمي».

وقررت حكومة كان الثلاثاء الماضي بدء مشاورات مع دول المحيط الهادي المهتمة أيضا بالانضمام لاتفاقية الشراكة عبر المحيط. وأعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن دعمه لقرار اليابان عندما التقى بكان قبل منتدى «أبك» أول من أمس السبت.

وقد تمت دعوة كان الذي يترأس المؤتمر لحضور أول اجتماع لقادة الدول التسع المعنية بمفاوضات الشراكة عبر المحيط. وحثت هذه الدول كان على الانضمام للاتفاقية بحلول قمة «أبك» التي ستعقد في هاواي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011. وقال نائب رئيس وزراء ماليزيا محيي الدين ياسين في مؤتمر صحافي «إن الدول المعنية باتفاقية الشراكة ترى أن اتخاذ اليابان لقرار سريعا بشأن الاتفاقية سوف يكون أمرا جيدا على الرغم من أنهم يتفهمون أن اليابان أمامها عدة قضايا محلية عليها التعامل معها». كما أعلن القادة، عقب انتهاء القمة التي استمرت يومين، قرارهم بلورة أول استراتيجية للنمو في المنطقة بحلول عام 2015. يذكر أنه في اجتماعه الذي عقد بمدينة بوجور الإندونيسية عام 1994، تبنى منتدى «أبك» أهدافا للاستثمار والتجارة الحرة والمفتوحة للاقتصادات المتقدمة بحلول عام 2010 وللاقتصادات الأقل تقدما بحلول عام 2020.

وتهدف «أبك» إلى إقامة منطقة واسعة للتبادل الحر من دون حواجز التعريفات الجمركية من شرق آسيا إلى السواحل الأميركية على المحيط الهادي. ولدفع هذا المشروع قدما رأى القادة أنه من الضروري «الاستناد إلى مشاريع إقليمية قيد التنفيذ مثل (آسيان + )» و(آسيان + 6)، والشراكة عبر المحيط الهادي»، وكلها مناطق للتبادل الحر تجري إقامتها لكن مساحتها الجغرافية أصغر.

وأكد الرئيس الصيني أن بلاده ما زالت مصممة على مواصلة سياسة إقليمية ترتكز إلى علاقات حسن الجوار والصداقة. وقررت اليابان العضو في «آسيان + 3» التباحث أيضا مع مجموعة الشراكة عبر الأطلسي. وقال رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان الذي تستضيف بلاده المناقشات «لا أعتقد أنه يمكن القول إن (آسيان + 3) صينية، وأن الشراكة عبر الأطلسي أميركية». ولفت البيان الختامي لقمة يوكوهاما إلى هذا النسيج المعقد للمبادلات والاتفاقات الذي ينمو على خلفية تنافس أميركي صيني على الهيمنة في هذه المنطقة الاستراتيجية أكثر من أي وقت مضى.