طقس الانتخابات يكسر البروتوكول لوزراء ومسؤولين في مصر

أحدهم رقص بالعصا وآخر خلع البذلة وارتدى الجلباب الصعيدي

مصريون يعدون لافتة لمرشح للحزب الوطني الحاكم في القاهرة استعدادا للانتخابات العامة التي ستجرى في نهاية الشهر الحالي (أ.ف.ب)
TT

فرض طقس الانتخابات البرلمانية الساخنة في مصر المقرر إجراؤها يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) على عدد من الوزراء والمسؤولين كسر البروتوكول الرسمي والتقرب من الناخبين بطرق شعبوية مختلفة، كالرقص والغناء الجماعي، وارتداء الزي الشعبي البسيط.

ففي مسقط رأسه بمنطقة «عزبة الوالدة» الشعبية بالقرب من دائرته الانتخابية بحلوان، دخل وزير الإنتاج الحربي في مصر سيد مشعل في فاصل من الرقص بعد صلاة الجمعة الماضية، وغنى مؤيدوه: «هوبه هوبه هوبه.. مشعل تحت القبة» والمقصود بالقبة «قبة البرلمان المصري».. بينما خلع وزير الري المصري محمد نصر الدين علام بذلته في بلدته بصعيد مصر وارتدى الجلباب الصعيدي، وترك نفسه لبعض القساوسة لينال «البركة». وفي مدينة طنطا بوسط دلتا مصر نظم أنصار الحزب الحاكم الأسبوع الماضي حفلة غنائية لمطربين شعبيين، أثارت حفيظة المعارضين وانتقادهم، لكن منظمها أحمد زيدان عضو مجلس محلي محافظة الغربية عن الحزب الحاكم قال إنها «وسيلة شعبية ناجحة للترويج لمبادئ وأفكار الحزب وسط البسطاء». واستقبل الآلاف من أنصار الوزير السابق كمال الشاذلي نبأ ترشيحه ببلدته «الباجور» بمحافظة المنوفية جنوب دلتا مصر «بزفة بلدي» أطلقوا خلالها الهتافات مع فواصل عديدة من الرقص البلدي على أنغام المزمار إضافة إلى عروض راقصة للخيول، ويعد الشاذلي البرلماني الأقدم في البلاد، إذ يمثل دائرته منذ ما يزيد على أربعين عاما وتعرض لوعكة صحية قاسية، لكنه عاد مؤخرا للنزال الانتخابي.

وعلى عكس الأصوات المنتقدة لتخلي المسؤولين عن هيبة المنصب الرسمي ثمن الدكتور أحمد زكريا أستاذ الإعلام بجامعة المنصورة طرق دعاية الوزراء، معتبرا أنها تتوافق مع الأساليب الدعائية العلمية، فرقص مشعل وعروض الشاذلي وارتداء علام الجلباب تتوافق مع أسلوب دعائي اسمه «التحدث بلغة البسطاء». ويعني هذا الأسلوب بحسب زكريا «التوجه إلى المتلقي برسالة دعائية تتوافق مع لغته ولهجته ومستوى ثقافته وإطاره الثقافي حتى يضمن الداعية إدراكه لها وإمكانية اقتناعه بمحتواها، فهذا التكنيك يقدم الداعية بشكل أكثر شعبية وقربا من الجماهير فيزداد تأثيره فيهم، فضلا عن أن المرشح يحاول من خلاله إقناع السامع بأن المتحدث مخلص يستحق الثقة لأنه يشبهني ويشبهك ولذلك فأغلب المرشحين السياسيين في الغرب يقدمون أنفسهم بأنهم خارج الزمر السياسية».

وقال زكريا إن مشعل تحديدا استخدم أسلوبا آخر يسمى «عربة الفائز»، وهو مصطلح يعني الإيحاء بقرب فوزه، مما يسهم في إقناع الأفراد ذوي المواقف المترددة في الانضمام للجهة التي يتوقع فوزها.