المشرف على الهلال الأحمر في منى: بصدد استخدام قطار المشاعر لإنقاذ المصابين

قال لـ «الشرق الأوسط» إن الاستخدام الخاطئ للطرقات يعيقنا

TT

كشف سعود العثمان، المشرف على عمليات الهلال الأحمر السعودي في مشعر منى، أن الهلال الأحمر بصدد استخدام عربات قطار المشاعر في عمليات إسعاف المصابين في المشاعر المقدسة وذلك خلال السنوات المقبلة.

وأشار العثمان في حوار مع «الشرق الأوسط» في منى إلى أن خطة الهلال الأحمر لهذا العام تتضمن استخدام «الإسعاف الطائر» لنقل المصابين في جسر الجمرات، بعد تجهيز مهابط خاصة بطائرات الإسعاف ضمن مشروع الجسر. وبين العثمان أن خطة الهلال الأحمر في مشعر منى تنفذ باستخدام 140 فرقة إسعافية تنتشر في 32 مركزا للهلال الأحمر، وباستخدام 100 سيارة إسعاف.

نص الحوار:

* ما الجديد في خطة الهلال الأحمر لهذا العام.. وكيف تختلف عن الأعوام السابقة؟

- خطة الهلال الأحمر لهذا العام، تتضمن تطبيق «الإسعاف الطائر» على مهابط جسر الجمرات، بعد أن اكتمل مشروع الجسر بصورة نهائية هذا العام. حيث سيتم إخلاء الحالات التي لا يمكن أن تصل إليها فرق الهلال الأحمر بسبب الزحام في جسر الجمرات عبر «الإسعاف الطائر».

في السنوات الماضية كنا نواجه صعوبة كبيرة في إسعاف الحالات في محيط جسر الجمرات، ولكن هذا العام سنطبق خطة جديدة تتضمن نقل الحالات بالمصاعد إلى أعلى الجسر، ثم تنقل بـ«الإسعاف الطائر» إلى المستشفيات. كما سنطبق خطة أخرى يتم من خلالها نقل المصابين عبر المصاعد داخل سيارات الإسعاف إلى قبو جسر الجمرات، ومنه إلى خارج منى لمعالجتها في المستشفيات هناك.

* متى باشرتم تنفيذ خطة الهلال الأحمر لهذا العام؟

- خطتنا لهذا العام دخلت حيز التنفيذ منذ أول أيام شهر ذي الحجة، وفي مشعر منى تنفذ الخطة عبر 32 مركزا للإسعاف، تنتشر في كل قطاعات المشعر، قوتها 140 قوة إسعاف بشرية، تستخدم 100 سيارة إسعاف. والحمد لله إلى الآن مؤشرات الحالات التي باشرها الهلال الأحمر مقاربة للأرقام نفسها في الأعوام الماضية.

* هذا العام، هناك زيادة في عدد الحجيج بواقع 20 في المائة.. هل تتوقعون زيادة مماثلة في عدد حالات الإصابة؟

- نعم هذه الزيادة في العدد متوقعة، لكن حتى الآن لم نسجل أي زيادة في الحالات المصابة عن المعدل اليومي المعتاد، والأمور تبشر إن شاء الله بخير.

* هل تعتبر هذه القوة الإسعافية مناسبة لخدمة 3 ملايين حاج؟

- نطاق منى محدود جغرافيا، فنحن لا نستطيع زيادة عدد الفرق في هذا النطاق المحدود. ولكن لدينا خطة أخرى لدعم منى بوحدات إسعافية إضافية من خارج منى في حال استدعى الأمر ذلك.

* ما خطتكم للتخفيف من أثر الحشود في إعاقة عملية الإسعاف؟

- مشكلة الحشود، هاجس كبير لجهاز الهلال الأحمر، وهي تعيقنا عن أداء عملنا، ونحن نتحاشى مواضعها لدى إنقاذ الحالات، لأننا في مهمة إنقاذ حالة ومحاولة اختراق الحشود قد تتسبب في إصابة حالات أخرى.

* ما زمن الاستجابة المقدر الذي تستغرقه الحالات في الحج؟

- نحن نعمل على تقليص زمن الاستجابة بأقصى ما نستطيع، ولكن الزحام في موسم الحج يظل عائقا أمام ذلك، وهناك حالات الافتراش التي تسد الطرقات، وتعتبر عائقا كبيرا لنا في أداء عملنا بشكل لا يتصور. فأكثر ما يعيقنا هو الاستخدام الخاطئ للطرقات للنوم والجلوس بدلا من المرور.

* ولكن ما الوقت المقدر الذي تستغرقه غالبية الحالات؟

- معظم الحالات يتم الوصول إليها خلال عشر دقائق من تلقي البلاغ، ولكن عددا معينا من الحالات تستغرق حتى أكثر من 20 دقيقة للوصول إليها، وذلك بسبب عوامل الزحام والافتراش وعدم تحديد مكان الحالة بشكل دقيق من قبل المتصل.

* ماذا عن التنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى، مثل المرور، للمساعدة في إنقاذ الحالات بصورة أسرع؟

- هناك تنسيق على مستوى منقطع النظير بيننا وبين كل الجهات الأخرى، وهناك إدارات للقيادة والسيطرة تدير العمل بيننا وهذه الجهات. ولكن على الرغم من ذلك تظل قضايا الزحام والحشود والافتراش تعيق عملنا.

* في هذا العام يدخل قطار المشاعر الخدمة للمرة الأولى.. هل سيكون لهذه الإضافة ارتباط بخططكم لخدمة حجاج بيت الله؟

- دخول قطار المشاعر للخدمة سيقلل من عدد الباصات والمركبات التي تنقل الحجاج داخل المشاعر المقدسة، وهو ما نأمل أن ينعكس في تيسير حركة السير، وتسهيل حركة سيارات الإسعاف داخل مشعر منى.

* ماذا عن استخدام القطار في إسعاف المصابين؟

- هناك تفكير بشأن هذا الأمر، والأمير عبد الله بن فيصل، رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي، اقترح خلال اجتماع مع الجهة المسؤولة عن قطار المشاعر استخدام إحدى عربات القطار لإسعاف المصابين وتهيئتها بالشكل الإسعافي، ولكن في العام الحالي رأى المجتمعون تأجيل هذا المقترح إلى الأعوام المقبلة، وذلك لكون مشروع قطار المشاعر لم يكتمل بصورة تامة هذا العام.

* ما الحالات الإسعافية التي تتعاملون معها خلال أيام الحج؟

- الحالات التي نباشرها ترتبط بعوامل الطقس والجو، ففي هذه الأيام، مع اعتدال الأجواء، نواجه حالات الإجهاد وحالات السكري والأزمات التنفسية، ولكن مع الأعوام المقبلة وموافقة موسم الحج لأيام أشد حرارة بعد ثلاث أو أربع سنوات، سيكون لزاما علينا التعامل مع حالات من نوع آخر، مثل الإجهاد الحراري والضربات الشمسية.

* ألاحظ هنا أنك تستخدم برنامج «غوغل إيرث» لتحديد مواقع مراكز الإسعاف.. كيف توظفون التقنية في تسهيل عملية الإسعاف؟

- بالطبع التقنية عامل أساسي في تسهيل مهمة الإسعاف ونستخدمها في الربط بين مراكز الخدمة المختلفة، وفي تحديد أماكن الحالات بصورة أسهل.

* هل يمكن إيراد أمثلة على هذه الاستخدامات؟

- هناك خدمة «الديجيتال ماب» لتحديد مواقع الحالات، وسيارات الإسعاف، ونحن هنا في منى نهتم بعملية مراقبة عملنا، والربط بين المراكز لتحديد أي مركز أقرب للحالة، وذلك لتقديم الخدمة بصورة أفضل.

* كيف يمكن أن يساعد الأطباء المرافقون لحملات الحج في تخفيف الأعباء عن المسعفين؟

- كل يقوم بدوره. ولكن نحن نتدخل في الحالات التي تصبح حرجة وتحتاج مستوى رعاية أعلى من العيادات التابعة لحملات الحج، حيث إن العيادات لا تحوي الإمكانات التي يوفرها الإسعاف للمصاب.