رياضة سورية والزيارة التاريخية

مصطفى الآغا

TT

من حق الرياضيين في سورية أن يعتبروا تاريخ 13/11/2010 تاريخا جديدا ومنعطفا كبيرا في حياتهم ومسيرتهم؛ لأنه في هذا اليوم، بشكل مفاجئ، قام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة إلى مقر نادي الاتحاد في حي الشهباء بحلب، مباركا لهم تتويجهم أبطالا لكأس الاتحاد الآسيوي ومستمعا ومستفسرا عن أوضاعهم وهمومهم وحتى ما يفكرون به، في لفتة معبرة من رئيس الدولة تجاه أبنائه المتفوقين، وهو ما منح جميع الرياضيين، وليس فقط المجموعة التي تم تكريمها باللقاء، حافزا كبيرا للمزيد من التفوق والعطاء؛ لأن الرياضي إن تم تكريمه ماديا يبقى ينتظر التكريم المعنوي، فما بالكم إن جاء هذا التكريم من قبل أعلى سلطة في الدولة وبالشكل الذي جرت فيه الزيارة؟!

الرئيس حضر من دون مرافقين ومن دون مسؤولين سياسيين وحتى من دون صحافيين مرافقين.. جاء بنفسه إلى مقر النادي وجلس في أحد مرافقه وتعرف على اللاعبين والإداريين فردا فردا ومنحهم المساحة الكافية ليعبر كل واحد منهم عما يجول في خاطره والأهم أنه أكد لهم أن «الإنجازات الرياضية يجب أن تشكل حافزا من أجل المزيد من الجهد لتطوير المستوى الرياضي من خلال التدريب المستمر وتوفير جميع مستلزمات النجاح والتفوق وأن التفوق الحقيقي بالرياضة لا يقاس بالفوز فقط وإنما بالروح والأخلاق الرياضية التي تحملها المنتخبات والأندية واللاعبون الذين يمثلونها».

وأعتقد جازما أن الجملة الأخيرة في حديث فخامة الرئيس السوري تعتبر منهجا يجب على جميع الأندية واللاعبين السير عليه والاقتداء به.. نعم، فالفوز إن كان بالغش أو بطرق غير مشروعة أو مصحوبا بشغب أو بالمشكلات لا يمكن اعتباره إنجازا حقيقيا ما لم يكن مقترنا بالروح والأخلاق التي بتنا نفتقدها يوما إثر يوم في ملاعبنا العربية التي تحولت في بعضها من تنافس رياضي إلى «ساحات وغى» الشاطر فيها من يردح للآخر وصرنا نرى الأيادي تسهم في تسجيل الأهداف في «سرقات علنية» غفلت عنها عيون الحكام، والأنكى أن الجميع يحتفل بهذه «السرقة»، وهناك من يبررها في ابتعاد واضح وفاضح عن جوهر الرياضة ومضمونها.

أن تلعب بروح قتالية ورياضية وتخسر غير ألا تقدم ما يشفع لك بالتصفيق حتى عندما تكون النتيجة في صالحك.

الروح الرياضية.. هذه الكلمة التي نتداولها يوميا في حياتنا غير الرياضية باتت عبارة جوفاء؛ لأننا فقط نذكرها من دون أن نقتدي بمعانيها ونسينا أن الرياضة بالأساس نشاط إنساني شريف هدفه متعة الإنسان وفائدته وليس هدفها إثارة القلاقل والمشكلات والنعرات والخلافات والصدامات والفرقة بين أبناء الجسد الواحد.. أو بين الإخوة وأبناء العمومة.

كل عام وأنتم بخير، فاليوم هو يوم عرفة.. يوم عظيم لأمة عظيمة وعلى الروح الرياضية دائما نجتمع ونلتقي.