الغبان: الموقع الاستراتيجي للمملكة بين قارات العالم جعلها موطنا للكثير من الحضارات

في محاضرة له ضمن فعاليات معرض الآثار السعودية ببرشلونة

TT

ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض روائع الآثار في المملكة العربية السعودية عبر العصور، الذي تستضيفه حاليا مؤسسة «لاكاشيا» في برشلونة، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، ألقى الدكتور علي بن إبراهيم الغبان، نائب الرئيس للآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار، محاضرة مساء يوم افتتاح المعرض (الجمعة) بعنوان «الحضارات القديمة في المملكة العربية السعودية».

وشارك الدكتور الغبان في المحاضرة كل من السيدة كاثرين فونسي، مديرة قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر، والتي قدمت ورقة عن قطع الفترة الإسلامية في معرض روائع الآثار في المملكة العربية السعودية عبر العصور، والسيدة ميريام كوتي، من إدارة آثار الشرق الأدنى في متحف اللوفر، والتي تحدثت عن اكتشافات الرحالة الغربيين في الجزيرة العربية.

وقد أشار الدكتور علي الغبان في محاضرته إلى أهمية البعد التاريخي والحضاري للمملكة، مؤكدا أن الموقع الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية بين قارات العالم قد أسهم في جعلها موطنا للكثير من الحضارات التي ازدهرت داخل حدودها، ومنها حضارات مدين، وثمود في العلا، والأخدود في نجران. وكانت الجزيرة ممر تجاريا مهما وطريقا للقوافل، وفيها انتشر الإسلام، وامتد منها إلى سائر أرجاء العالم، على مدى عصور ازدهار دولة الخلافة الإسلامية.

وأوضح الغبان أن كون الجزيرة العربية ممرا تجاريا مهما وطريقا للقوافل، أتاح لها إقامة علاقات مع الحضارات المختلفة، وجعل حضارات شبه الجزيرة العربية تمتد إلى وراء حدودها. وقد استوطن الإنسان الأول المملكة على نطاق واسع، حيث تدل المواد الأثرية المكتشفة حتى الآن على وجود مستوطنات العصر الحجري القديم في الجزيرة العربية منذ أكثر من مليون سنة قبل الميلاد، مثل موقع الشويحطية بالقرب من مدينة سكاكا، كما عثر على دلائل لمستوطنات أخرى تعود للعصر الحجري المتوسط، ومن أمثلة ذلك بئر حما، بمنطقة نجران.

وتناول الغبان في محاضرته مراكز الاستقرار المدنية في الجزيرة العربية إبان الألفية الثالثة قبل الميلاد، والعلاقات التجارية في الألفية الثاني قبل الميلاد، وقيام عدد من الممالك العربية، وبروز مسمى العرب على مسرح الأحداث العالمية في مطلع الألفية الأولى قبل الميلاد، وممالك القرون الأخيرة من الألفية الأولى، ونهاية الممالك العربية الوسيطة، وظهور الدولة الإسلامية وما شهدته من تطور حضاري.

وتناول في سرد تاريخي أهم الشواهد الأثرية للحضارة الإسلامية في العصور الإسلامية، وصولا إلى الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة.