بالوتيللي: لن أترك الملعب من أجل حفنة من الأغبياء.. وسأبقى مع مانشستر سيتي

قال إن من يطلقون صفارات الاستهجان في وجهه يطالبونه بالتوقيع لهم على الأوتوغرافات

TT

لقد كانت ليلة كئيبة. وفي المنطقة المختلطة في ملعب مدينة كلاغينفورت وقبل نهاية الحوار الصحافي، جاء سؤال غير معتاد لماريو بالوتيللي: «ماريو، كيف تشعر وأنت ترتدي قميص المنتخب الإيطالي؟». وأجاب بالوتيللي على الفور: «إنه صغير بعض الشيء». ولعله بهذه الإجابة كان يقصد أن إيطاليا كأمة تعاني من الصغر والتضاؤل بعد الهتافات العنصرية التي تعرض لها في لقاء رومانيا الودي.

وقال المهاجم الأسمر في حواره لـ«لاغازيتا ديللو سبورت» إنه لن يخرج من الملعب من أجل حفنة من الأغبياء، «إن من يطلقون صفارات الاستهجان في وجهي، يطالبونني بالتوقيع لهم على الأوتوغرافات إذا قابلوني»، موضحا في نفس الوقت أنه يرغب في العودة للعب إلى جانب إبراهيموفيتش «ليس في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل. إنني مرتبط بعقد مع نادي مانشستر سيتي ولا أعرف كم من الوقت سأبقى هناك. لكنني في الوقت الحالي ألعب مع الفريق ولا أفكر في أي شيء آخر».

> ماريو، لماذا لم تأتِ بأي رد فعل إزاء صيحات الاستهجان والإهانات؟

- لو أنني فعلت العكس لقلتم إنني أستفز الجماهير. سأترك لكم الحكم. إن أسوأ شيء يمكن أن تفعله لمن يهينك هو أن تتجاهله تماما وتظهر لامبالاة بالأمر. لقد تعلمت هذا مع مرور الوقت.

> هل تتميز إيطاليا بالعنصرية؟

- إن الناس التي تعرفني بالقرب من منزلي في مدينة بريشيا لا تعاملني بهذه الطريقة. وسواء كان هذا يعجب البعض أم لا، فإن إيطاليا تمتلك بالفعل منتخبا متعدد الأعراق.

> هذا صحيح. فحتى جوزيبي روسي.

- (يقاطع بالوتيللي) وما شأن جوزيبي روسي بالأمر؟

> إنه مولود في أميركا.

- لكنه أبيض البشرة.

> كيف تقيم أداءك في اللقاء؟

- متوسط. يمكنني تقديم ما هو أفضل. لقد واجهت صعوبة في التحرك مع روسي، فقد كنا بعيدين عن بعضنا بدرجة كبيرة. وكنت أطالب زملائي بكرات طويلة أو بتمرير الكرة لي بين قدمي. وضربني لاعبو رومانيا كثيرا.

> تخيل مدى الروعة لو أنك أحرزت هدفا تحت المدرج الذي كان به من يهينونك! - لقد قام المدرب بإخراجي عندما كنا نهاجم من هذا الجانب. > هل افتقدت كاسانو؟

- إن أنطونيو كاسانو لاعب فذ وعندما يغيب فإن غيابه يظهر بوضوح.

> وهل تعتقد أنه يجب على غاروني مدرب نادي سمبدوريا أن يسامح كاسانو؟

- أتمنى أن يفعل. إن الجميع يخطئون. دعوه يدفع غرامة كبيرة - فهو يمتلك المال - ولينته الأمر عند هذا الحد. لا يستحق الأمر أن نفقد لاعبا فذا.

> هل تؤكد من خلال تصريحك بأنك ترغب في العودة للعب إلى جانب إبراهيموفيتش؟

- أجل، في المستقبل.

> ماذا قال لك غالياني على العشاء بعد مباراة الإنتر والميلان؟

- إنني لطيف. وإذا كنت أعتقد أن جميع لاعبي الميلان ظرفاء فإنني أيضا يمكن أن أكون كذلك.

> وهل ستترك إنجلترا؟

- ليس في شهر يناير المقبل. إنني مرتبط بعقد مع نادي مانشستر سيتي ولا أعرف كم من الوقت سأبقى هناك. لكنني في الوقت الحالي ألعب مع الفريق ولا أفكر في أي شيء آخر.

> هل يمكن أن تعاودك آلام البطن في الصيف؟

- دائما آلام البطن؟ كفانا من الحديث في هذا الأمر.

(وكان بالوتيللي قد أدلى عصر يوم الخميس الماضي بحوار لقناة «سكاي سبورت 24» قال فيه: «إن بريشيا هي مدينتي الآن وتطيب لي الإقامة فيها، لكنها أيضا مكان صعب وعندما كنت طفلا صغيرا كان الكثير من الأطفال يهاجمونني بسبب لون بشرتي»).

> في اليوم التالي للهتافات العنصرية هل ما زلت غاضبا؟

- إنني لا أستطيع عمل أي شيء بمفردي وأفضل أن أتجاهل ما حدث. فمن الأفضل التزام الصمت. إن من يطلقون صفارات الاستهجان في وجهي، يطالبونني بالتوقيع لهم على الأوتوغرافات إذا قابلوني.

> وماذا عن الجماهير في إنجلترا؟

- إنهم يمتلكون روحا رياضية أكبر.

> هل تختلف الأمور في إنجلترا؟

- أعتقد أن لديهم قوانين أكثر صرامة فيما يتعلق بالملاعب.

> وبصراحة، هل فكرت في الخروج من الملعب أثناء مباراة رومانيا؟

- إن الخروج من أجل حفنة من الأغبياء كان سيعتبر تصرفا مبالغا فيه.

> لقد قلتَ إنك لا تستطيع عمل شيء بمفردك. ماذا تنتظر أن يحدث ومن الذي يجب أن يتصرف إزاء هذا الأمر؟

- الجميع، بدءا من الصحافيين. > وماذا عن اتحاد الكرة وزملائك؟

- يجب أن يأتي الرد على مثل هذه التصرفات من الجميع.