مخلد العتيبي: أخطط لإهداء بلادي ذهبية دورة الألعاب الآسيوية

العداء السعودي يؤكد أن احتكاكه بالدوليين في معسكر إثيوبيا سيقوده إلى إنجاز مشرف في غوانزو بالصين

TT

> ما هو سر اختياركم لإثيوبيا بالذات كمعسكر، وأمامك دول أخرى أكثر تجهيزا للرياضيين؟

ـ اختياري للمعسكر هنا دون غيره جاء من أجل الاحتكاك بالعدائين الدوليين في هذا البلد الذي يشتهر بأنه منبع العدائين العالميين. جئت إلى إثيوبيا يرافقني المدرب الوطني عثمان محمد عثمان، واختيارنا لإثيوبيا ليس بالجديد، أولا، بسبب وجود المرتفعات والأجواء المناسبة لعدائي المسافات الطويلة. ثم، لوجود أبطال في هذا المضمار، مثل هيلا قبراسلاسي، وكراينس ابكيلي، والعداءة الإثيوبية لبابا، الذين لديهم تاريخ عريق في هذا المجال في العالم، وتاريخهم مبني أساسا على الجو الذي يتمتعون به في المرتفعات، التي تصل بين 2200 متر و4 آلاف متر.

> إذا كان الاختيار مبنيا على المرتفعات والأجواء، ألا تتوفر تلك الصفات في المملكة، وهل هناك تنسيق بينك وبين الاتحاد السعودي لألعاب القوى في اختيار المعسكر؟

ـ أولا الأجواء التي أتحدث عنها تساعد على التدريب القوي، ورغم أنه مجهد ومرهق بسبب نقص الأكسجين، لكنه مفيد ومطلوب، وأذكر أنه كانت لدينا تجارب سابقة في معسكرات هنا في إثيوبيا وعملنا معسكرات وحطمنا أرقاما قياسية، وأنا أختار برنامجي بنفسي، وأقدمه للمسؤولين، فإن لم يوافقوا عليه أنفذه بنفسي، لأني أعرف كيف أستفيد من وجودي في المعسكرات.

الاتحاد السعودي لألعاب القوى ينظم أحيانا برامج أجد أنها لا تخدمني، فأضطر للسير على برنامجي بالاتفاق مع مدير أعمالي الإيطالي فدريكو روزا، وهو بالمناسبة مدير أعمال مجموعة عدائين إثيوبيين، وأنا أفضل أن أكون معهم هنا في إثيوبيا، للاستفادة منهم، لأني أشعر أن الاحتكاك معهم يوصلني إلى المستويات العالمية التي أطمح لها، خاصة أن هذا المدير هو الأشهر بين مديري الأعمال في المسافات الطويلة والمتوسطة وسباقات الماراثون على مستوى العالم.

> هل تعني أن لديك برامج تدريبية مشتركة مع هؤلاء الأبطال؟

ـ ليس كذلك، فلدي برامج تدريب خاصة بي كما أتدرب مع العدائين الإثيوبيين، وبرامجي الخاصة يحددها طاقمي الفني مع (أرنب) التدريبات الذي يساعدني في مستوى التدريبات في المرتفعات.

> كنت قد فزت بالنسخة قبل الماضية في كوريا الجنوبية، ولكنك لم تشارك لإصابتك في سويسرا قبيل المسابقة التي كانت في قطر، هل أنت مستعد بما فيه الكفاية لهذه المسابقة التي بدأت توا في كوانزو بالصين، وكيف ترى التحدي؟ ـ في النسخة قبل الماضية من المسابقة، كنت صاحب اللقب في سباقات الخمسة آلاف متر والعشرة آلاف متر. في هذه النسخة أنا مشارك في العشرة آلاف متر. في مشاركاتي أنا لا أبحث سوى على الميدالية الذهبية فقط لا غير، لقد تخطيت مرحلة مجرد المشاركة ومجرد الاحتكاك بالأبطال الدوليين، طموحي الآن كبير لأهدي بلادي الميدالية الذهبية، وهذا طموحي في الألعاب الآسيوية الحالية والبطولة الدولية في كوريا العام المقبل إن شاء الله.

التحدي هو أن أرفع علم بلادي في هذا المحفل، لأن رفع العلم له طعم خاص، خاصة بعد أن أصبحت المنافسة أكبر وأقوى بعد دخول قطر والبحرين في المنافسة بسبب التجنيس، حيث جنسوا عدائين كينيين وإثيوبيين أقوياء، حققوا ميداليات عالمية، فأنت كأنك تشارك في منافسة عالمية بمشاركة هؤلاء الدوليين، وأنا أبحث عن هذا المستوى، الذي بسببه أصبح المستوى الآسيوي مرتفعا، مما يصعب المهمة أمامي.

وأعتبر أن التجنيس خدمنا أكثر مما خدم قطر والبحرين، إذ رفع المستوى الفني عندنا، لذا نحن أتينا إلى نفس الأجواء التي يتدرب فيها المتنافسون.

> ماذا ينقص العداء السعودي من وجهة نظرك؟ ـ الحقيقة، العداء السعودي ينقصه أن يعيش في مثل هذه الأجواء التي تميز كينيا وإثيوبيا، اللتين تميزتا بعدائيهما بسبب المرتفعات العالية، والمسألة تحتاج إلى صبر، خاصة في مناطق فيها الكثير من نقص الخدمات.

> إذا كانت المرتفعات هي ما ينقص العداء السعودي، ألا تتفق معي بأن هناك مرتفعات أيضا في جنوب السعودية؟

ـ نعم، هناك مرتفعات في جنوب السعودية، وفي اليمن أيضا، ولكن هناك لا يوجد أبطال كما في إثيوبيا، فوجود العدائين الأقوياء والتركيز الإعلامي الكبير يخلق مناخا مواتيا لنجاح العدائين، أضف إلى ذلك، أن لجميع العدائين الإثيوبيين العالميين مديري أعمال أوروبيين وأميركيين مشهورين، وطبقا لذلك يتم تركيز الأضواء الإعلامية عليهم أكثر من أي مكان آخر.

> إذن هي دعوة تطلقها للعدائين الشباب في السعودية؟

ـ العداءون الشباب في السعودية، مرتبطون ببرنامج وإدارة وبمسؤولين، هم من يحددون وجهتهم، وإذا كنت أنصح فإني أوجه حديثي إلى المسؤولين، وليس إلى الشباب، بأن يأتوا بهم إلى مثل هذه المناطق، حتى يروا بأعينهم الأبطال الدوليين الحقيقيين، ويحدث الاحتكاك المطلوب، ويروا فرق المجهود في التدريب هنا عما هو في أي مكان آخر. > ما هي الصعوبات التي تواجه العداء مخلد العتيبي من النواحي الفنية والمالية والإدارية؟

ـ قطعا، تواجهني كثير من الصعوبات الفنية والمادية والإدارية، أذكر على سبيل المثال منها صعوبات حجز الطيران، وصعوبات في إجازات العمل، وأشير هنا إلى أن احتراف العدو في المسافات الطويلة يحتاج للصبر على كل الظروف المحيطة، فضلا عن الصبر على التدريب.