عقليات مضطربة!

عبد الرزاق أبو داود

TT

الرياضة ليست مجرد لعبة تنافسية، إنها مجموعة من المتناقضات والعقليات والأفكار. بعض المدربين واللاعبين والإداريين والإعلاميين وغيرهم يظنون أن الرياضة هي محض صراع وعنصرية وركل وتنابذ بالألقاب كما توهم «ابن العيسى» ناعقا من الكويت.. عندما وصف المنتخب السعودي لكرة القدم بأنه «منتخب بقايا حجاج ما يفوزون».ش بلى وربي.. وعلى الرغم من أنفك.. إنهم فازوا بأعظم جوار.. جوار بيت الله الحرام.. جوار الكعبة المشرفة.. وأنى لك ولأمثالك من المرضى مثل هذا الجوار الكريم.. وهذه المواطنة الشريفة التي ما بعدها شرف! ما علينا من هذا الناعق ذي العقلية المضطربة.. الذي لا يمثل الشرفاء من أبناء الكويت العزيزة على قلوبنا.. وحجاج بيت الله أكرم وأسمى خلق الله.

الرياضة «تنافس شريف» يتفاوت الكثيرون في فهمهم له. والعقلية الرياضية السوية بحاجة إلى فهم دقيق، ولكي نصل إليه علينا أن نتابع مسيرتها.. بدقة.. ولن يكون ذلك متيسرا إلا إذا نظرنا إليها باعتبارها «وظيفة عقلية وبدنية سامية».. نملك بعض الأساليب المفيدة لتحليلها تفصيلا، بعيدا عن التعصب والغوغائية والغرور المقيت، عقلية لا كعقلية «العيسى» ونظرائه.. عقلية ليس لها ملامح فاقعة تتسم بالتعصب والأفعال المتهافتة.

عقلية الرياضي يجب أن تكون مسخرة لخدمة أهداف أوسع وأسمى، وهو ما قد يستعصي إدراكه على ناثري الكلمات الملغومة أو من يقومون بأعمال مشابهة تحت ستار الرياضة! ولو اقتصرنا على مفهوم محدد لماهية العقلية الرياضية لأصابنا الذهول! عقليات متناقضة أهدافها متنافرة، مفهومها مجرد «مستوى معين من أهواء الإنسان»، عقلية الرياضي السوي تدور حول تحقيق مجموعة من الأهداف، تختلف لدى اللاعب والمدرب والإداري والمشجع والإعلامي الرصين ورصيفه المتلون السايكوباتي! عقليات أفراد أو مجموعات.. موجودة في كل مكان، تؤثر وتتأثر بما يدور حولها، ويلاحظ التناقض الواسع بينها، والتباين الشاسع في طروحاتها. وعقليات غير ممارسي الرياضة «قيمة» إضافية متى ما كانت واضحة الأهداف والمبادئ، تتعامل وفق ثوابت وأدوات تتوافق ومتغيرات العصر، ولا ترتبط مفاعيلها بوشائج القربى أو الصداقة والمنافع والمجاملات بقدر ما تتمسك بأهمية وقيم المكانة والأهداف النبيلة للعمل الرياضي ككل متجانس.

لن نسترسل كثيرا في تحليل «مفهوم العقليات» الرياضية أو اللصيقة بالعمل الرياضي، هي مجرد انطباعات، قد تفسر بعض ما يمطرنا به «بعضهم» من تناقضات متوالية.. والحديث بشكل والكتابة بشكل آخر! لإقناع جماهير بائسة يائسة.. وأخرى تحترق، وثالثة فقدت الأمل والاتجاه.. وتاهت بين الحقيقة والتخيل.. والمبالغة في التلاعب بالكلمات والمعاني والأوهام والمجاملات المسطحة، وهذه وتلك لعمري مسلمات أجبر هؤلاء على التأثر بها.. لأنها عقليات متباينة متنافرة فئوية.. لا تتحقق مما تسمع أو تشاهد، وإنما تدفعها العاطفة والعاصفة دوما نحو الاتجاه الآخر، بحيث تتلاقى فضاءات عقليات المتلقي مع مقتضيات وسهام العقليات الشوفينية ذات الأهداف الشخصية المعلومة الأهداف والأغراض والغايات، ويا أمان العقلاء في زمن الناعقين!

* ظن ابن العيسى أنه سيحوز الشهرة بالإساءة إلى جيران البيت العتيق.. فجنى الخزي والندامة.. ورب كلمة قالت لصاحبها دعني.. دعني!