قصر الملك غازي قرب الديوانية يعاود فتح أبوابه أمام الزوار

بعد 70 عاما من الإهمال

قصر الملك غازي في الدغارة شمال الديوانية («الشرق الأوسط»)
TT

بعيدا عن أجواء المدينة وصخبها تحتضن شبه جزيرة صغيرة على ضفاف الفرات في جنوب العراق قصر الملك غازي الذي أراد من بنائه متوسطا 3 جداول متفرعة من نهر الفرات أن يقطع صلاته بالعالم ويسرق لحظات تأمل وراحة من ضجيج وألاعيب السياسة في بغداد.

والملك غازي كان ثاني ملك يحكم العراق للفترة من 1933 ولغاية 1939 بعد أبيه الملك فيصل الأول الذي حكم العراق للفترة من 1921 ولغاية 1933. وولد الملك غازي عام 1912 وتوفي في حادث سيارة في 4 أبريل (نيسان) عام 1939 عندما كان يقود سيارته فاصطدمت بعمود كهرباء.

يقع قصر الملك غازي في قضاء الدغارة (30 كلم شمال مدينة الديوانية) واكتمل بناؤه عام 1934. وبعد أن عانى القصر من الإهمال منذ نحو 70 سنة أعيد فتح أبوابه أما الزوار العام الحالي.

والقصر مبني من الطابوق والجص وهو يحتوي على 3 غرف استقبال، ومنامة، ومكتب، فضلا عن غرفتين صغيرتين إحداهما للحرس وأخرى للبدالة، أما الساحة الخلفية للقصر فهي عبارة عن فناء مكشوف يحتوي على صف من الغرف كانت تستخدم كإسطبل للخيول وكراج لسيارة الملك. ويحمل البناء المعماري للقصر بصمات إنجليزية، أما حديقة المنزل فلم يتبق منها سوى عدة أشجار كبيرة تبعث عطرا جميلا ليلا لم يتم التعرف على اسم الشجرة من قبل الجهات المختصة بسبب عدم وجود مثيلات لها في البلاد، إضافة إلى شجرة توت واحدة وبضع شجرات يوكالبتوز.

ويقول إبراهيم محمد الحسيني مدير دائرة آثار محافظة الديوانية لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدف من بناء القصر الشتوي كما تشير كل معالمه هو وقوعه في منطقة تتوسط عشائر الفرات الأوسط التي كان لها باع طويل في شؤون السياسة في ذلك الوقت، إضافة إلى أنه كان منتجعا للملك الذي كان يتردد عليه بين فترة وأخرى». وتابع أن موقع القصر «يجعل الوصول إليه سهلا من النهر أو البر أو بالقطار».

وأشار الحسيني إلى أن «النظام السابق لم يهتم بهذا القصر وتم إهماله حتى عام 2003 عندما تحركت دائرة الآثار في الديوانية على عدة جهات من أجل تأهيله وفتح أبوابه أمام الزوار وقد استطعنا ذلك من خلال التعاون مع محافظة الديوانية». وتابع الحسيني: «القصر الملكي يعد من أهم المعالم التراثية في الديوانية والعراق عموما وتم تخصيص 500 مليون دينار له لإعادة تأهيله».

وأضاف الحسيني أن «مبلغا تم تخصيصه لشراء مقتنيات ملكية لوضعها في 6 خزانات داخل القصر لتكون متحفا كالعملة الملكية والأوسمة الممنوحة في ذلك الزمن فيما تم إنجاز 3 نصب للملوك فيصل الأول وغازي وفيصل الثاني سيتم وضعها في جانب من القصر». وختم الحسيني الحديث بقوله: «أدعو من منبركم الحر عائلة الملك فيصل أن تقوم بزيارة القصر وترفدنا بكل الأشياء التي تخص الملك لوضعها في المتحف».