محمود ياسين: شبعت سينما وأرفض كوميديا «الإيفيهات المقززة»

قال لـ «الشرق الأوسط» فيلم «جدو حبيبي» أعادني كطفل إلى السينما

محمود ياسين («الشرق الأوسط»)
TT

شكل محمود ياسين بصمة مميزة في ذاكرة السينما المصرية، واستطاع أن يحفر اسمه بجدارة بجوار نجومها الكبار. كما امتدت ظلال هذه البصمة إلى خشبة المسرح فقدم مجموعة من العروض المهمة، أضافت إلى رصيده الفني ثقلا في التنوع والابتكار، وعرفت أقدامه الدراما التلفزيونية، فمنحها وهجا جماليا لا يزال بريقه يومض في الكثير من المسلسلات.

في جعبته السينمائية 150 فيلما، هي حصاد 40 عاما من الكد والحب والاحترام والوفاء للعمل، ودعمه في الوقت نفسه، بالثقافة والمعرفة والعلم.. قريبا وبعد انقطاع دام سنوات يعود ياسين إلى السينما عشه الدافئ، مطلقا عصفوره الجديد فيلم «جدو حبيبي».

بابتسامته الودود يتحفظ ياسين على سنوات غيابه عن الشاشة الفضية ويقول لـ«الشرق الأوسط»: أنا لم أترك السينما حتى يقال إن هذا العمل يمثل عودتي، فطيلة حياتي وأنا أقف أمام كاميرا السينما وقدمت أفلاما كثيرة حتى الآن الجمهور يذكرها، وأرشيف السينما المصرية يشير إليها بالبنان، ولكن السينما الآن أصبحت شبابية ولا أحد يستطيع أن يقول عكس ذلك، بالإضافة إلى أن هناك تراجعا كبيرا في إنتاج الأفلام. وللعلم أنا قلت هذا الكلام للرئيس مبارك أثناء لقائه وفد الفنانين، فتفاجأ بهذا الكلام وطلب من وزير الثقافة ضرورة أن تتدخل الدولة ممثلة في وزارة الثقافة مع القطاع الخاص لمحاولة مضاعفة الإنتاج، خاصة أن السينما ليست أداة ترفيه بل صناعة وتسهم في زيادة اقتصاد الدولة وتضيف إلى رصيدها الثقافي، لذا فمن الضروري زيادة إنتاج الأفلام وإلا فستتقلص السينما شيئا فشيئا إلى أن تتلاشى والمفترض ألا ننتظر حتى تقع الكارثة.

ويذكر بطل «الخيط الرفيع» أن فيلمه الجديد «جدو حبيبي» يندرج تحت مسمى السينما الاجتماعية الكوميدية الخفيفة، ولكنه في الوقت نفسه، يرصد حالة إنسانية رائعة بين رجل عجوز يعاني من الأمراض ويعيش دائما على حافة الموت، لكن ثراءه يدفع حفيدته التي تعيش في لندن مع والدتها منذ ميلادها وتعاني هناك من أزمات مادية إلى العودة للقاهرة، وذلك بناء على نصيحة صديقة مقربة لها، حيث تقول لها طالما أن لك جدا ثريا لماذا لا تعودين إلى القاهرة وتعيشين معه، خاصة أنه مريض وعلى أعتاب الموت. فتسمع الحفيدة النصيحة وبالفعل تعمل بها وحينما تعود يحدث انقلاب شديد في حياة الجد حيث يسترد عافيته بشكل كبير ويشعر كما لو أنه عاد شابا من جديد فتحدث صدمة للحفيدة، إلا أن ثمة مفارقات أخرى في الفيلم تقلب الدراما وكل الأحداث رأسا على عقب.

ويرفض ياسين أن تكون الكوميديا التي تنبني عليها فكرة فيلمه الجديد مرتبطة بشروط السوق السينمائية، حيث أصبحت الكوميديا تسيطر على مجرياتها، مؤكدا أنه ليس بحاجة إلى الخضوع لشروط السوق.. «فلو قررت ألا أعمل في السينما فلن يحدث لي أي ضرر فقد قدمت أعمالا سينمائية وشبعت سينما، ولكن العمل الجيد هو الذي يستفزني».

ويوضح ياسين، بغضب الجد، أن الفيلم يقدم كوميديا راقية، وليس كوميديا «الإيفيهات»، التي يراها مقززة، على حد قوله «أنا لا أقبل مهما حييت من عمر على إطلاق الإيفيهات، خاصة أني أرى أن أكثرها الذي يقال في الأفلام إيفيهات سخيفة تبعث على التقزز وليس الضحك، والجمهور أصبح واعيا جدا، ويعرف الفارق بين الكوميديا الهادفة التي تريد من ورائها أن تقول شيئا جادا وبين الكوميديا (العبيطة) التي تضحك دون هدف أو سبب». وهنا يلفت ياسين إلى أن القصة كتبتها نجمة في عالم الكتابة السينمائية هي الكاتبة زينب عزيز، وهي بارعة في طريقة كتابتها ولا تقبل على الكوميديا غير الهادفة على الإطلاق، كما أنه سيقوم بإخراج العمل زوجها المخرج القدير علي إدريس، أي أن توليفة الفيلم نفسها بها خبرات، وحينما تتضافر الخبرات - كما يقول - يكون الناتج، إن شاء الله، جيدا.

وحول بدء تصوير العمل، أفاد ياسين بأنهم بصدد استخراج بعض التصاريح الخاصة بالسفر إلى لندن، لتصوير بعض المشاهد المتعلقة بالحفيدة، لكن مشاهده كلها ستصور في مصر، مشيرا إلى أن السفر سيكون خلال الأيام المقبلة، وبعد الانتهاء من التصوير هناك سيبدأ في تصوير مشاهده في القاهرة بداخل أحد المستشفيات..» فبالنسبة لي ليس لي مشاهد خارجية كثيرة، خاصة أني رجل كهل في الفيلم ومريض أي أن ليس له تحركات كثيرة».

وحول جديده بعد هذا الفيلم، ومسلسل «ماما في القسم» الذي قدمه في رمضان الماضي يذكر نجم مسرحية «ليلى والمجنون» أن عددا من الأعمال التلفزيونية عرضت عليه، لكنه لم يوافق على بعضها، وفي طور القراءة لبعض منها، لكنه لم يقرر بعد، ما إذا كان سيقبل العمل فيها.، خاصة أنه له فلسفة خاصة في العمل، يقول عنها «أنا لست مرتبطا بضرورة أن يكون لي عمل في شهر رمضان لاقتناعي أن العمل الجيد من الممكن أن يفرض نفسه في أي توقيت، فعلى سبيل المثال مسلسل (ماما في القسم) مع النجمة الكبيرة سميرة أحمد حقق مشاهدة كبيرة في رمضان، ولكن مع إعادة عرضه على القنوات الفضائية بعد ذلك وجد مشاهدة أكثر، فمن لم يلحق بمشاهدته في رمضان لحق به مرة أخرى، خاصة أنه بعد انقضاء الشهر تكون هناك فرصة للمشاهدة بشكل أفضل بعيدا عن زحام المسلسلات».