معرض يستكشف مكان الحروف واللافتات التجارية في تاريخ برلين

من القطارات ودور السينما إلى انقسام ألمانيا

TT

يستضيف متحف مدينة برلين معرضا يحاول استكشاف تاريخ ألمانيا عن طريق اللافتات التجارية التي استخدمت في المدينة على مر الأجيال.

وحسب تقرير لوكالة «رويترز»، فالمعرض يبرز حقيقة أن البشر والأحداث لا يمثلون وحدهم تاريخ بلد ما، بل إن الحروف واللافتات تشكل هي الأخرى جزءا من هذا التاريخ.

ففي عصر ألمانيا الشرقية، ثمة حرف «إم» يبلغ ارتفاعه مترين كان يزين سوق ألكسندربلاتز.

وفي ألمانيا الغربية، كان المستهلكون عبر البلاد يتعرفون بسهولة على اسم متاجر «هيرتي» الكبرى والحروف المستخدمة في كتابة الاسم. وعندما تقدمت الشركة بطلب إعلان الإفلاس في عام 2008، أغرق الموظفون إحدى لافتات سلسلة المتاجر في نهر سبري بالعاصمة الألمانية.

هذان مثالان على ما يتضمنه المعرض من أحرف ولافتات ترجع إلى عصور قديمة، وهما جزء من مجموعة تقرر عرضها بأحد المتاحف في الأعوام القليلة المقبلة، بهدف الحفاظ على تلك الأجزاء المهمة من التاريخ الألماني، على الرغم من صغر حجمها.

وتعود فكرة إقامة المعرض إلى 5 سنوات مضت؛ حيث أسست مصممة الاتصالات باربارا ديتشانت وزميلتها أنجا شولزه، من متحف المدينة في برلين، وهما من هواة جمع الأحرف المستخدمة في اللافتات رابطة لهذا الغرض، ليصير لديهما 50 قطعة بعد مرور 3 أعوام. وبعد ذلك، تضاعفت المجموعة ما يقرب من 10 مرات لتضم 500 قطعة حاليا.

لم يجذب المعرض الألمان وحدهم، بل كذلك جذب زائرين من فنلندا واليابان وروسيا والولايات المتحدة. ثمة الكثير منهم عشاق للفنون وطابعون للحروف ومصممون، غير أن بعضهم أناس يشعرون بارتباط شخصي بالحروف أو اللافتات المعروضة، من خلال ذكرى خاصة بزمان أو مكان معينين.

على أحد جدران المعرض، يستند الحرف «إتش» التاريخي، الذي يرمز للكلمة الألمانية «هاوبتبانهوف» (وتعني: محطة القطارات الرئيسية). كان هذا الحرف يتدلى بمحطة القطارات الرئيسية في برلين الشرقية، التي صارت الآن المحطة الشرقية ببرلين الموحدة.

والكلمة الألمانية «فونك» (راديو) تذكر بانقسام ألمانيا الذي انتهى رسميا عام 1990. وهذه الكلمة جزء من لوحة تقول «دويتشر ديمكراتشير روندفونك» (إذاعة ألمانيا الديمقراطية).

ومن بين المعروضات أيضا لافتة نيون عليها كلمة «تسيرفيشه» (سمك الزينة)، التي ظلت متدلية لعقود على محل أسماك على مشارف فرانكفورت. ومن ثم، تمثل هذه اللافتة تاريخ المستهلكين في ألمانيا.

تقول ديتشانت: «من الناحية التاريخية، وصفت اللافتة التي كانت موضوعة على أحد المتاجر ما كان من الممكن شراؤه هناك.. في سبعينات القرن العشرين، صارت أسماء الشركات تستخدم، واليوم يقرأ الناس فقط اسم سلسلة المتاجر».

تعكس معروضات المتحف أيضا التطورات الاقتصادية في ألمانيا. فأسماء شركات البيع بالتجزئة الألمانية القديمة، على سبيل المثال، تظهر في المعرض، الذي خصصت له مساحة قدرها 300 متر مربع. مثال على ذلك اسم «هيرتي»، وكذا اسم شركة البريد «كويله».

وقالت ديتشانت: «أعطتنا الشركة لافتة (كويله) حتى قبل أن يعرف العاملون بشأن إفلاس شركتهم».

وعلى عكس متحف النيون الذي أسس عام 1996 في لاس فيغاس، وخصص للإعلانات المضيئة، تضم مجموعة برلين جميع أنواع الحروف والأسماء التجارية التي استخدمت في اللافتات.

وتقول شولزه من متحف المدينة: «نحن أول متحف احتفظ بحروف ويرغب في سرد قصتها».

وهناك بين المجموعة حرف شهير من أحد أفلام هوليوود. فالحرف «إي» الأبيض والمتفجر، المصنوع من الورق، لا يكاد يظهر بين الحروف الملونة بألوان زاهية، وفي بعض الأحيان بين الأسماء التي يبلغ ارتفاعها مترا واحدا.

تقول ديتشانت: «إنه نجمنا السينمائي»، مشيرة إلى أنه ظهر على دار للعرض السينمائي جرى تفجيرها في فيلم «أنغلورياس باستاردز» (أوغاد شائنون) للمخرج كوينتن تارانتينو الذي تم تصويره في ألمانيا وتدور أحداثه إبان الحرب العالمية الثانية.