أدى استمرار العاصفة الثلجية التي أطبقت على معظم مناطق أوروبا الشمالية والشمالية الغربية خلال الأيام الأخيرة إلى مناشدة السلطات الحكومية وبعض وسائل الإعلام الأوروبية المواطنين البقاء في بيوتهم وتحاشي مغادرتها إلا لأسباب ضرورية، لا سيما لصعوبة القيادة على الطرق السريعة. ثم إن الطقس القارس بصورة غير عادية في مثل هذه الفترة من العام استوجب اتخاذ عدد من التدابير الاحتياطية لحماية المواطنين، ولا سيما المشردين منهم، في عدد من الدول الأوروبية.
في هولندا، مثلا، قرر عمدة العاصمة أمستردام إلزام المشردين في المدينة تمضية الليل في مأوى خصص لهم، بينما اكتفت باقي مدن البلاد بتفقد أحوال المشردين الذين أصروا على النوم في العراء. وابتداء من يوم الأربعاء الماضي باشرت سلطات أمستردام المحلية العمل بقانون الطوارئ في المدينة القاضي بإجبار المشردين رغما عنهم بتمضية الليل في أماكن مغلقة مسقوفة.
وأعلنت السلطات أن القرار اتخذ لوقاية المشردين، الذين يصر بعضهم على النوم في العراء، من الموت بردا في ظل الانخفاض الشديد وغير المعهود في درجات الحرارة إلى ما دون الصفر. وأوضح أمس أحد مسؤولي البلدية أن عمدة أمستردام شدد على منع النوم في العراء في مثل هذا الطقس «لأن من واجب البلدية حماية المواطنين الضعفاء»، ولدى الشرطة في أمستردام الآن أوامر صارمة بتطبيق قرار الطوارئ هذا من الساعة 11 ليلا وحتى 7 صباحا.