السعودية: معلومات جديدة حول أدوار الأجانب في خلايا «القاعدة» المفككة

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: استغلوا «فيضانات باكستان» لجمع الأموال.. وأشرفوا على تجنيد السعوديين

TT

تكشفت معلومات جديدة لـ«الشرق الأوسط»، حول الأدوار التي لعبها الأجانب الذين ألقت السلطات السعودية القبض عليهم في إطار الخلايا الـ19 التابعة لتنظيم القاعدة، والتي أعلنت عن تفكيكها قبل أكثر من أسبوع.

وتركزت مشاركة الأجانب في خلايا «القاعدة» الـ19 المفككة في 6 أدوار رئيسية، طبقا للمعلومات التي استقتها «الشرق الأوسط» من مصادرها.

وطبقا للمصادر ذاتها، فإن «الغالبية العظمى من غير السعوديين مثلوا حلقة رئيسية للارتباط والاتصال والتنسيق مع تنظيم القاعدة وفروعه المختلفة وذلك لتنفيذ مهام محددة لهم مسبقا من التنظيم، أو تنفيذ ما يتلقونه من تعليمات جديدة خلال ممارستهم لمهامهم». وكانت السعودية، قد أعلنت عن تفكيك 19 خلية إرهابية، تضم 149 عنصرا، 25 منهم فقط غير سعوديين.

وعلمت «الشرق الأوسط»، أن «القاعدة» استخدمت «فيضانات باكستان»، كغطاء، لعمليات جمع أموال لصالح تنظيم القاعدة، ودعم مخططاته وأنشطته. وأشارت مصادر الصحيفة، إلى أن استغلال «القاعدة» للفيضانات، هو أحد الأمثلة للطرق التي تتبعها «القاعدة» في عمليات جمع الأموال لصالح التنظيم. وهنا، تؤكد المصادر، إلى أن أحد أهم الأدوار التي تولاها الأجانب في القاعدة هو «تكوين خلايا نائمة لجمع الأموال تحت ستار الأعمال الخيرية لمساندة الضعفاء والفقراء من أطفال ونساء المسلمين في المناطق التي تشهد صراعات أو كوارث طبيعية».

والمتتبع للدور الأجنبي في تنظيم القاعدة في السعودية، يلحظ بشكل جلي، عدم مشاركتهم في التنفيذ الميداني للمخططات الإرهابية، وهو ما عزاه مصدر، لمخاوف التنظيم من أن تكشف الأيادي التي تقف وراء تلك المؤامرات، على حد تعبيره. وكانت الخلايا التي تم تفكيكها خلال الأشهر الثمانية الماضية تهدف إلى نشر الفوضى، عبر تنفيذ عدد من الهجمات الانتحارية ضد مؤسسات عسكرية، والقيام باغتيالات في صفوف مسؤولين ورجال أمن وإعلاميين.

وأعلنت الرياض، عن مشاركة 25 أجنبيا، إلى جانب السعوديين الـ124 في هذه الخلايا. ومن الأدوار التي كان يتولاها الأجانب في الخلايا المفككة، طبقا لمعلومات «الشرق الأوسط»، مسألة «تكوين وتشكيل وقيادة الخلايا، والإشراف على تجنيد السعوديين فيها»، و«تنسيق سفر المغرر بهم إلى مناطق مضطربة للتدريب أو المشاركة في نشاطات وجرائم القاعدة».

وشكل الأجانب حلقة ارتباط بين الداخل وقادة تنظيم القاعدة في الخارج، وتولوا بحسب معلومات الصحيفة «توفير المعلومات للتنظيم وفروعه عن كل ما من شأنه خدمة أهدافهم»، «تلقي وتنفيذ الأوامر والتعليمات من التنظيم»، «المشاركة أحيانا في تنفيذ المخططات الإرهابية المحددة للخلايا التي ينضمون إليها». وتنطلق الخلايا الـ19 الإرهابية، التي فككتها السعودية من 4 أهداف رئيسية، طبقا للمتحدث الأمني في وزارة الداخلية، تتمثل في «نشر الفكر التكفيري، وتسهيل سفر المغرر بهم إلى المناطق المضطربة، وتنفيذ مخططات إجرامية تهدف إلى نشر الفوضى والإخلال بالأمن، وجمع الأموال لدعم التنظيم الضال في الداخل والخارج».

وتندرج 10 خلايا إرهابية، من التي تم تفكيكها على يد الجهاز الأمني السعودي، ضمن شبكات ثلاث، بينما تعمل الـ9 الأخريات وفق خطط منفردة، وتشير التأكيدات إلى أن 9 أو 10 مخططات إرهابية على الأقل «كانت على وشك التنفيذ»، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية اعترضت تلك المخططات التي وصلت إلى مراحل متقدمة. وتضم الشبكة الإرهابية الأولى، 5 خلايا، تضم 41 عنصرا، كانت إحدى خلاياها تخطط لتنفيذ مخطط إرهابي يستهدف مسؤولين ومنشآت أمنية، بينما كانت أخرى تسعى لتنفيذ مخطط إرهابي يستهدف رجال أمن ومنشآت أمنية. وتحتوي الشبكة الإرهابية الثانية على 3 خلايا، تضم 24 عنصرا، وكانت تخطط لنشر فكر «القاعدة»، وتنسيق سفر المغرر بهم، وجمع الأموال، وتنفيذ مخطط إرهابي يستهدف رجال أمن ومستأمنين ومنشآت عسكرية، وتنفيذ مخطط إرهابي يستهدف رجال الأمن. وتضم الشبكة الثالثة، خليتين إرهابيتين، يبلغ عدد عناصرها 16 عنصرا، وكانت تسعى لتنفيذ مخطط إرهابي يستهدف مستأمنين. وفيما يتعلق بالخلايا الـ9 المتبقية، التي يبلغ عدد عناصرها 79 عنصرا، فكانت تعمل بشكل منفرد، 3 خلايا منها شكلت حلقات ارتباط بتنظيم القاعدة، وتخصصت في صناعة المتفجرات، وتقديم التدريب المهني على إعداد المواد المتفجرة، والتهيئة لتنفيذ مخطط إرهابي يستهدف مسؤولين ورجال أمن، وتنفيذ مخطط إرهابي يستهدف اغتيال شخصيات، والتدريب على الأسلحة وصناعة القنابل اليدوية، واستهداف منشآت حكومية.

ويبلغ عدد الخلايا المفككة التي شارك فيها الأجانب، 11 خلية، وفيما يلي تستعرض «الشرق الأوسط» الخلايا التي كان من بين مكوناتها الأجانب والأدوار المناطة بها.

الخلية رقم 2: انضم لها 3 أجانب من أصل 6 عناصر. كانت مهمتها تنسيق وتسهيل سفر المغرر بهم إلى مناطق تشهد اضطرابا.

الخلية رقم 3: تضم أجنبيا واحدا (يعتقد أنه قائد الخلية) و7 سعوديين، وتمحورت مهمتها في نشر فكر «القاعدة» وتمويل التنظيم.

الخلية رقم 9: كانت تضم 14 عنصرا، من بينهم أجنبي واحد (يعتقد أنه قائدها)، وتركزت مهمتها في تجنيد مقاتلين جدد، وتنسيق وتسهيل سفر المغرر بهم، ونشر فكر «القاعدة»، وتمويل أنشطة التنظيم.

الخلية رقم 10: تضم أجنبيا وسعوديا، وكانت تهدف إلى تنفيذ مخطط إرهابي يستهدف مستأمنين.

الخلية رقم 11: تضم 4 أجانب وسعوديا واحدا.. وكانت مخصصة لتمويل أنشطة تنظيم القاعدة.

الخلية رقم 12: هي الخلية الوحيدة التي كل عناصرها أجانب وتحتوي على 6 من غير السعوديين، وتشكل حلقة ارتباط مباشر بتنظيم القاعدة.

الخلية رقم 14: تتكون من 7 عناصر، واحد منها أجنبي، وتتولى مهمة التهيئة لتنفيذ مخطط إرهابي يستهدف مستأمنين، وصناعة المتفجرات، وتمويل سفر المغرر بهم، وحلقة ارتباط بالتنظيم.

الخلية رقم 15: تتكون من 21 عنصرا، 3 منهم أجانب، وتتولى مهمة التجنيد والتمويل وتنسيق وتسهيل سفر المغرر بهم، وحلقة ارتباط بالتنظيم.

الخلية رقم 16: تتضمن 13 عنصرا أحدهم أجنبي، وتتولى مهمة التجنيد والتدريب المهني على إعداد المواد المتفجرة، وتنسيق وتسهيل سفر المغرر بهم للتدرب في مناطق مضطربة، وتمويل أنشطة التنظيم.

الخلية رقم 18: تتكون من 6 عناصر بينهم أجنبيان، وكانت تخطط لتنفيذ مخطط إرهابي يستهدف اغتيال شخصيات، وتنسيق وتسهيل سفر المغرر بهم إلى مناطق مضطربة وتمويل أنشطة تنظيم القاعدة.

الخلية رقم 19: يوجد بها 4 عناصر، 3 منهم أجانب، مهمتها تنسيق وتسهيل سفر المغرر بهم إلى مناطق مضطربة، وتمويل «القاعدة»، والتدرب على الأسلحة وصناعة القنابل اليدوية، واستهداف منشآت حكومية.