اليمن: برنامج لضمان أمن المطارات بالتنسيق مع إدارة سلامة النقل الأميركية

يستغرق 18 شهرا لتأمين المطارات

TT

كشفت فيكي ريدر، من مكتب الاستراتيجيات الشاملة الأميركية، في جلسة استماع حول سلامة الطيران في مجلس الشيوخ الأميركي، عن برنامج لضمان أمن المطارات اليمنية سيبدأ تطبيقه قريبا. وقالت المسؤولة الأميركية «لدينا برنامج سيبدأ تطبيقه في القريب العاجل.. إنه برنامج مدته 18 شهرا مع اليمن». وأضافت «لقد كنا نعمل بشكل مكثف مع اليمن، ولدينا فريق سيغادر صنعاء غدا (اليوم) بعد أن عمل مع اليمنيين هناك لأسبوعين، ولدينا برنامج سيبدأ في المستقبل القريب».

وقالت مسؤولة قسم العمليات الدولية «لدينا فريق من المفتشين والمدربين الذين يتوجهون إلى عدة دول لتقييم الوضع الأمني وتحديد المواقع التي تحتاج إلى مساعدة إضافية». وتابعت «بعد ذلك نعمل مع مصادر التمويل للحصول على الآليات التي تمكننا من الدفع من أجل دعم مواقع عدة». وقالت ريدر إن مطار أمستردام كان يستخدم أجهزة اسكانر للكشف عن كامل الجسم في كل المنافذ ما عدا المنفذ الذي تنطلق منه الرحلات المتجهة مباشرة إلى الولايات المتحدة، وإلا لكان تم الكشف عن المتفجرات التي كان يخبئها الشاب النيجيري. ومنذ ذلك الحين وضعت السلطات الهولندية أجهزة اسكانر في كل نقاط الإقلاع إلى الولايات المتحدة في المطارات. وقد دفعت محاولتا التفجير الفاشلتان أجهزة الأمن الأميركية إلى تعزيز نقاط التفتيش في المطارات باستخدام أجهزة المسح بأشعة إكس والتي تعرض صورة خارجية للجسم، كما عززت رجال الأمن الذين يقومون بفحص المسافرين يدويا خصوصا في مناطق الجسم الحساسة.

وكان قسم العمليات الدولية في إدارة سلامة النقل الأميركية المكلفة بأمن المطارات قد أعلن أول من أمس أن الإدارة ستطبق في اليمن برنامجا مدته 18 شهرا لضمان أمن المطارات اليمنية. جاء ذلك على أثر طردين تبنى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إرسالهما عبر البريد الجوي في أكتوبر (تشرين الأول) من هذا العام، وهما عبارة عن عبوات حبر للطابعات تم حشوها بمواد متفجرة وإرسالها من صنعاء. ويعتقد المحققون أن عبوات الحبر كانت معدة لتفجيرها في الولايات المتحدة. وتخضع كل الأمتعة والطرود المشحونة على الرحلات الأميركية الداخلية للمسح بالأشعة، وتتوقع الولايات المتحدة أن تصبح قادرة على مسح طرود الشحن الدولي بنسبة 100% بحلول 2013 كما يقول ديفيد هيمان من دائرة الأمن الداخلي. كما تشجع الولايات المتحدة دول العالم على استخدام أجهزة المسح بالأشعة (اسكانر) التي باتت 385 منها منتشرة في نحو 70 مطارا أميركيا.

ويطلق على هذه الأجهزة اسم «الأجهزة العارية»، لأنها تظهر صورة الجسم. لكن عدد أجهزة الاسكانر المستخدمة في مطارات العالم يقل عن ذلك بكثير. وقال ستيفن لورد، من مكتب المسؤولية الحكومية، إنه عدا الولايات المتحدة «هناك نحو عشر دول حول العالم تستخدم أجهزة الاسكانر أو تقوم بتجريبها أو أعلنت عزمها استخدامها قريبا». ولم يسم لورد هذه الدول، لكنه قال إن المسؤولين فيها يخشون من انتهاك خصوصية المسافرين ومن أن تطرح أجهزة المسح مخاطر صحية، كما حذرت جمعيات حقوقية أميركية. لكن المشرعين الأميركيين قالوا الخميس إنه سيتم الإبقاء على التعزيزات الأمنية. وقال السيناتور جاي روكفلر، رئيس اللجنة التجارية التي استضافت الجلسة حول أمن المطارات «ليس لدينا خيار. لقد تعلم الآخرون كيف يتعايشون مع ذلك، وأعتقد أن في وسعنا ذلك أيضا». وأضاف «على الأميركيين أن يتعاملوا مع الواقع». وقال بايرو دورغان، رئيس اللجنة الفرعية لسلامة الطيران، إن أجهزة الاسكانر والتفتيش اليدوي للركاب «مهمة للغاية»، على الرغم من الجدل الذي تثيره لضمان سلامة المسافرين في الولايات المتحدة وفي المطارات الأجنبية التي انطلقت منها الكثير من محاولات التفجير الفاشلة.

وكان تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية قد تبنى كذلك محاولة فاشلة لتفجير طائرة أميركية أثناء قيامها برحلة بين أمستردام وديترويت في ديسمبر (كانون الأول) 2009. واستخدمت حينها مادة متفجرة خبئت في الملابس الداخلية للشاب النيجيري عمر الفاروق، الذي يمثل أمام القضاء الأميركي بتهمة محاولة تفجير طائرة أميركية فوق ديترويت أواخر العام الماضي.